مرصد مينا
تواجه حركة “حماس” تحديات متزايدة في الاحتفاظ بالأسرى الإسرائيليين أحياء في قطاع غزة، في وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية بشكل مستمر.
وبحسب بعض المصادر المقربة من الحركة، يُحتمل أن العديد من الأسرى قد لقوا حتفهم نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية أو بسبب الظروف القاسية التي يمر بها قطاع غزة، بما في ذلك الحصار ونقص الغذاء والعلاج.
في هذا السياق، أعادت حركة “الجهاد الإسلامي” نشر تسجيل مصوّر للرهينة الإسرائيلي ساشا تروبانوف المحتجز في غزة، مما سلط الضوء مجدداً على الأوضاع الصعبة التي يعاني منها الأسرى الإسرائيليون في القطاع.
تروبانوف، الذي اُحتجز منذ الهجوم الذي شنته “حماس” في 7 أكتوبر 2023، ناشد من خلال التسجيل المساعدة من زعيم حزب “شاس” أرييه درعي للضغط من أجل مساعدته ومساعدة الرهائن الآخرين في غزة.
مصير مجهول
ويواجه العديد من الأسرى الإسرائيليين مصيراً مجهولاً، في وقتٍ تتزايد فيه المخاوف داخل أوساط “حماس” من تدهور وضع هؤلاء الأسرى، خصوصاً مع انقطاع الاتصال أحياناً بالجماعات المكلفة بحمايتهم.
وتؤكد بعض التقارير الأمنية أن عددًا من الأسرى قد ماتوا أو قتلوا في ظل الظروف الميدانية الصعبة، خصوصاً في الأشهر الخمسة الأخيرة، حيث أصيبوا إما جراء القصف أو بسبب نقص الرعاية الصحية والطعام.
كما تشير تقارير أخرى إلى أن هناك العديد من الأسرى الذين تم الإعلان عن مقتلهم، لكن لا توجد تفاصيل دقيقة بشأن عددهم أو سبب الوفاة.
وتقول بعض المصادر إن ما يُقدّر بنحو نصف العدد المتبقي من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة قد يكون قد لقوا حتفهم بالفعل، في ظل الوضع الأمني المتدهور والتصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل.
في هذا السياق، صرح باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن الحركة مستعدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في حال تم تقديم عرض مناسب من قبل إسرائيل.
وأضاف أن “حماس” مستعدة للالتزام باتفاق لوقف العدوان إذا التزمت إسرائيل بذلك، داعياً الولايات المتحدة والرئيس المنتخب دونالد ترامب للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الهجوم على غزة والمنطقة.
مصير مشابه لـ”رون أردا”
وتخشى الأوساط الإسرائيلية أن يكون مصير بعض الأسرى مشابهاً لمصير الطيار الإسرائيلي رون أراد، الذي أُسر في لبنان عام 1986 وفقدت آثاره منذ ذلك الحين.
في العديد من خطبه، كان الناطق باسم “كتائب القسام”، أبو عبيدة، يحذر من أن الأسرى الإسرائيليين قد يواجهون مصيراً مشابهًا لأراد، وهو ما يبدو أنه بدأ يتحقق مع استمرار الضغوط العسكرية والظروف القاسية في غزة.
وتؤكد المصادر أن بعض الأسرى الإسرائيليين قد قُتلوا بسبب العمليات البرية أو القصف الجوي، أو نتيجة لتدهور صحتهم بسبب الظروف غير الإنسانية داخل القطاع.
كما لفتت بعض المصادر إلى أن الوضع الميداني، بما في ذلك الحصار المستمر وغياب الإمدادات الطبية والغذائية، قد أسهم في وفاة العديد من الأسرى. بينما تقدّر تقارير أمنية إسرائيلية أن عدداً كبيراً من الأسرى قد قضوا بسبب تلك الظروف الصعبة.
وتشير التقارير إلى أن “حماس” لا تزال تحتفظ بعدد من الأسرى الأحياء، إلا أن الحركة قد تجد نفسها عاجزة عن الحفاظ على حياتهم في ظل الضغوط العسكرية المستمرة.
وتطالب “حماس” بتبادل الأسرى مع إسرائيل، على أمل استبدال الأسرى الفلسطينيين الذين تقبع العديد منهم في السجون الإسرائيلية.
الجدير بالذكر أن “حماس” كانت قد أبرمت صفقة تبادل أسرى في نوفمبر 2023، حيث تم الإفراج عن أكثر من 50 أسيراً إسرائيلياً مقابل أكثر من 150 فلسطينيًا، معظمهم من الأطفال والنساء.
وقد أشار البعض إلى أن تدهور الوضع الميداني قد يعيق التوصل إلى اتفاق جديد.
تحدٍ كبير للحفاظ على حياة الأسرى
ومع استمرار الحصار والضغوط العسكرية على القطاع، تواجه حركة “حماس” تحدياً كبيراً في الحفاظ على الأسرى على قيد الحياة.
وتعمل الحركة على نقل الأسرى بين المواقع المختلفة لحمايتهم من الضربات الجوية الإسرائيلية، كما اضطرت إلى دفن جثث بعض الأسرى الذين ماتوا بسبب الظروف الميدانية الصعبة، وذلك في أماكن غير محددة يصعب الوصول إليها.
في الوقت نفسه، تؤكد بعض المصادر المقربة من الحركة أن “حماس” لا تزال قادرة على التفاوض من أجل صفقة تبادل جديدة، لكن الوقت يداهمها في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.
كما أن هناك تحذيرات من أن استمرار العمليات العسكرية قد يؤدي إلى فقدان المزيد من الأسرى، مما قد يعقّد أي مفاوضات مستقبلية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.