يرى خبراء سياسيون، أن تزايد هجمات مليشيا الحوثي على إسرائيل، خلال الأسابيع الأخيرة، تعكس تحولًا إستراتيجيًا في أدوار "وكلاء إيران" في المنطقة، عقب التغيرات الإقليمية المتصاعدة.
ومن بين أكثر من 200 صاروخ، وما يزيد عن 170 طائرة مسيرة متفجرة، أطلقها الحوثيون على أهداف "عسكرية وحيوية" إسرائيلية، يعدّ شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري، الأكثر حدّة منذ بدء الحرب، بواقع 12 عملية هجومية، أعلنت عنها الميليشيا.
وفي وقت سابق، فشلت الدفاعات الإسرائيلية، في اعتراض صاروخ حوثي، سقط قرب تل أبيب؛ ما أدى إلى إصابة نحو 20 إسرائيليًا بجروح طفيفة، بعد أيام من اعتراض جزئي لصاروخ سابق أصاب مدرسة، وتسلل طائرة مسيرة لتضرب أحد المباني في عمق إسرائيل.
أبعاد مختلفة
وفي هذا السياق، يشير الباحث في الشؤون العسكرية، عدنان الجبرني، إلى أن ميليشيا الحوثي، هي آخر ما تبقى من أذرع إيران في المنطقة، "وبالتالي، يمكن القول إنها الآن أصبحت تمثل الساحة المركزية لاستمرار وجود ما يسمى بمحور المقاومة، خاصة وأن طهران تحاول إظهار عدم خسارتها بعد كل ما حدث في المنطقة، وهذا ما تؤكده خطابات خامنئي".
وقال الجبرني إن هناك أكثر من بُعد لارتفاع وتيرة ضربات الحوثيين خلال الفترة الأخيرة، "منها ما يتعلق بالميليشيا ذاتها، ومنها ما هو مرتبط بوضع المحور الإيراني ككل، بالاستفادة من المميزات التي باتت لدى الحوثيين".
وإثر انحسار نشاط الأذرع الإيرانية، عقب الضربات الموجعة والمتلاحقة التي تلقتها، وجد الحوثيون فرصة لإبراز دورهم كلاعب أساسي ورئيسي يقود المحور الإيراني في صراعات المنطقة المعقدة، من خلال استمرارهم منفردين بالهجمات العسكرية ضد إسرائيل وعلى ممرات الملاحة البحرية، وصولًا إلى فتح جولات للاشتباك مع القطع البحرية الأمريكية في مياه البحر الأحمر.
وتتجلى رغبة الحوثيين في التقاط راية الوكلاء الإيرانيين في المنطقة، عبر خطابات زعيم المليليشيا عبدالملك الحوثي، التي بات يوجه من خلالها رسائل إلى بقية أطراف المحور، في محاولة لتطبيب جراحها.
جني الثمار
ويقول المحلل السياسي، أنور التميمي، إن زيادة هجمات الحوثيين على إسرائيل، أمر متوقع، بالنظر إلى الدور الوظيفي للميليشيا التي تعمل ضمن خطوط الدفاع المتقدمة لإيران، خارج حدودها.
وأضاف أن تراجع دور حزب الله اللبناني إلى درجة الانكفاء، وسقوط نظام بشار الأسد، دفع إيران إلى إيكال مهام أذرعها المنهارة إلى الحوثيين، الذين ما زالوا يحتفظون ببعض قوتهم لأسباب عدة، بينها جغرافية اليمن الصعبة، وعدم تعرضهم لضربات حقيقية.
وبحسب التميمي، فإن إيران تصرّ على الاستخدام المفرط للحوثيين؛ لأنهم لا يكترثون للدماء اليمنية؛ ولأنها قد دفعت فاتورة دعمها للميليشيا، وبالتالي لن تخسر طهران شيئًا أكثر مما خسرته سلفًا من دعم مادي وعسكري وسياسي، "وهي الآن في مرحلة جني ثمار ما زرعت".
وبين بأن الحوثيين بالنسبة لإيران، أقل الأذرع كلفة وأكثرها فائدة، "ففي اللحظة الراهنة، حيث تواجه طهران تهديدًا حقيقيًا بعد سقوط مصدّاتها وخطوط دفاعاتها المتقدمة في لبنان وسوريا، فإن بقاء الحوثي كقوة مشاغبة في المنطقة، يكتسب أهمية قصوى للأمن القومي الإيراني".
وفي رد عملي، شنّت المقاتلات الإسرائيلية الخميس الماضي، هجومًا عسكريًا استهدف منشآت حيوية في صنعاء والحديدة، الخاضعتين لسيطرة ميليشيا الحوثي؛ ما أسفر عن مقتل 9 عمال وإصابة آخرين.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، الحوثيين بمصير مشابه لما حدث للأذرع الإيرانية الأخرى في المنطقة. وقال في بيان مصور، إن إسرائيل ستتحرك بقوة ضدهم، بمشاركة الولايات المتحدة ودول أخرى ترى في الحوثيين "تهديدًا للنظام الدولي بأكمله، وليس فقط على حركة التجارة العالمية".
تحديات دولية
من جهته، يرى المحلل السياسي، الدكتور ياسر اليافعي، أن إيران ومن خلال ذراعها في اليمن ونشاطه المتزايد مؤخرًا، تسعى لإظهار استمرار سيطرتها على خيوط اللعبة في المنطقة، رغم كل المتغيرات التي حدثت.
وذكر أن الحوثيين لا يعبؤون بالرد الإسرائيلي الذي سيدمر ما تبقى من بنية تحتية محدودة في البلاد، وسيواصلون لعب دورهم، في محاولة لتحقيق مكاسب متعلقة بمحادثات السلام المحلية، وأخرى مرتبطة بالأجندة الإيرانية.
وقال اليافعي، إن الحوثيين يحاولون مواجهة التحديات الدولية المتعاظمة، من خلال ممارسة ضغوط على دول الإقليم، بهدف إعادة بث الروح في العملية السياسية والمضي نحو خريطة الطريق "التي تكرس شرعية الميليشيا كقوة سياسية معترف بها".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة نيوز لاين ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من نيوز لاين ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.