تركت الحرب في لبنان التي اندلعت نيرانها في الـ23 من سبتمبر 2023، ولا تزال مشتعلة في الجنوب رغم انحسارها في باقى بقاع الدولة، آثارا مدمرة على مناحى الحياة كافة، فلم تترك حجرًا على حجر، و لم يسلم من شرورها أحد، إنها ضريبة الحرب التي يتحملها اللبنانيون لسنوات عديدة مقبلة.
ومما لا شك فيه أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا جراء تلك الحرب، فهناك آثار طبعت بصماتها على الجانب النفسى من تكوين هؤلاء، وتلك البصمات يصعب محوها.
خسائر فادحةللوقوف على الآثار التي تركتها الحرب ـ تفصيلا ـ على الأطفال، تواصل "اليوم السابع" مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، في بيروت ، للإجابة عن هذا السؤال؟، حيث أكدت بلانش باز المتحدثة الرسمية باسم "اليونيسف" في لبنان، أن هذا النزاع الكارثي فرض ضريبة هائلة على الأطفال، فقد قُتل أكثر من 316 طفل وجرح أكثر من 1456 آخرين، أكثر من 85 % منهم قتلوا وجرحوا في الشهرين الآخيرين من الحرب (أكتوبر ونوفمبر) التي دامت 14 شهراً، كما دفعت أكثر من 400 ألف طفل الى ترك منازلهم والنزوح داخلياً هربا من القتل والدمار.
تقول "بلانش"، لـ"اليوم السابع"، إن الأطباء أشاروا إلى أن الأطفال المصابين جراء الحرب يعانون من النزيف والكدمات والكسور والحروق والبتر لبعض أطرافهم، وأن بعضهم سيكمل حياته مع إعاقات دائمة والبعض الآخر مع آثار نفسية عميقة تلازمهم مدى الحياة.
وأشارت إلى أن العديد من الأطفال ظهرت عليهم علامات القلق والكآبة أخبرونا عن الذكريات المؤلمة والكوابيس المتعلقة بالانفجارات وبفقدان أهل أو أقرباء أو رفاق لهم.
وعلى جانب متصل، أكدت "بلانش" أن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنى التحتية أثرت أيضاً بشكل كبير على وصول الخدمات الأساسية الى العائلات والأطفال كالمياه والخدمات الصحية. كما أن إغلاق المدارس وتحويل عديد كبير منها الى مراكز إيواء أثر على تعليم عدد كبير من الأطفال بخاصة الأكثر ضعفاً منهم المسجّلين في المدارس الرسمية.
دعم نفسى للأطفال
وبالنسبة للدعم الذى قدمته " اليونيسف" للاطفال خلال الحرب وما بعد الحرب، توضح بلانش أن"اليونيسف" عملت على عدة مستويا استجابة للأزمة الإنسانية فمن جهة قدمت الدعم للنازحين مراكز الإيواء، وللمجتمعات المضيفة وفي المناطق صعبة الوصول، و من ضمن خطط الاستجابة الفورية للنازحين في مراكز الإيواء تم توزيع عشرات الآلاف من البطانيات والفرش ومستلزمات النظافة والوجبات الغذائية ومياه الشرب، وتم تجهيز وإعداد مئات من دورات المياه والمراحيض وأيضاً تأمين المياه بالصهاريج.
وبالنسبية للدعم النفسى ـ تقول "بلانش" ـ حرصنا أيضاً على تقديم نشاطات الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال وأهلهم لمساعدتهم على التأقلم مع الأحداث المتسارعة.
أشكال دعم الأطفالوعملت "اليونيسف" أيضاً ـ توضح "بلانش" ـ بشكل دائم مع السلطات الوطنية ووكالات الأمم المتحدة على إيصال مواد الإغاثة بشكل آمن، مثل المياه النظيفة والمكملات الغذائية ولوازم النظافة، إلى السكان في مناطق النزاع وحتى 27 نوفمبر 2024 موعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان ، سيرت اليونيسف 14 قافلة إنسانية لدعم آلاف الأشخاص الذين بقوا في المناطق المعرضة للخطر مثل مينة صور وبلدات بالجنوب منها رميش ومرجعيون والقليعة والجبولة وحاصبيا والزهراني ودير الأحمر.
الأطفال يشبثون بمرادفات الحياة فى مراكز إيواء النازحين
وتستطرد "بلانش" قائلة : من خلال عملنا المستمر وبرامجنا المشتركة مع الوزارات والقطاعات الرسمية المحلّية ومن خلال شركائنا الدوليين والمحليين، وفرنا أكثر من 165 طنا من الإمدادات الطبية لدعم خطة الطوارئ الصحية، ودعمنا وصول الفرق الصحية المتنقلة إلى الأطفال بالخدمات الصحية والتغذوية واللقاحات الضرورية.
تيد شيبان أثناء جولته فى لبنان
وتضيف "بلانش" ، لليوم السابع، لقد عملنا في إجراء التصليحات اللازمة وتوفير القطع والإمدادات الضرورية في مجال المياه لمساعدة أكثر من مليون ونصف شخص في الحصول على المياه، كما دعمنا خطة وزارة التربية في العودة إلى التعليم لضمان استمرارية التعليم لجميع الأطفال في لبنان.
وبالنسبة لعمل المنظمة بعد إعلان وقف إطلاق النار، تقول إن اليونيسف لا تزال تواصل التدخلات المنقذة للحياة وفقًا لاحتياجات النازحين والعائدين واللاجئين و تأمين الامدادات الأشخاص في المناطق للمتضررة من الصراع وتلك التي لا تزال في دائرة الخطر.
وتعمل "اليونيسف" على الانتقال إلى مرحلة التعافي من النزاع من خلال استعادة الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والتعليم والصحة والتغذية ودعم عودة الأسر النازحة ومتابعة تقديم الدعم النقدي والدعم النفسي والاجتماعي والتعليمي والصحي والتغذوي.
وبالنسبة للتحديات التي واجهت عمل المنظمة خلال فترة الحرب ، تقول "بلانش"، واجهنا العديد من التحديات التي عملنا بكل جهدنا على تذليلها ، في مقدمتها نقص التمويل، فعلى الرغم من إطلاق ندائها الأخير العاجل لتمويل الاستجابة أثناء النزاع تم تمويل هذا النداء بنسبة تقل عن ال20 %.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.