مرصد مينا
في ظل الصراع المستمر في السودان منذ نحو عامين، يجد آلاف السودانيين أنفسهم مهددين بالمجاعة بعد تجميد المساعدات الإنسانية الأميركية التي كانت تعتمد عليها الكثير من العائلات كمصدر رئيسي للغذاء والمساعدات.
وتأتي هذه الأزمة في وقت حرج حيث تشير التقارير إلى أن أكثر من 25 مليون شخص في السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
تجميد المساعدات يفاقم الأزمة الإنسانية
مع بدء الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع”، أدى الصراع إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، فضلاً عن نزوح أكثر من 12 مليون شخص.
وتحت وطأة هذه الكارثة الإنسانية، تزايدت معاناة الشعب السوداني من الجوع الحاد والتهديد بالمجاعة.
وكان تجميد المساعدات الأميركية يناير الماضي بمثابة ضربة قاسية، حيث توقفت مطابخ الحساء التي كانت تقدم الدعم الغذائي لآلاف الأشخاص في مختلف أنحاء البلاد.
تأثير القرار على المنظمات الإنسانية
قالت إحدى المتطوعات في جمع التبرعات، التي تحاول جمع الأموال لإطعام الآلاف في الخرطوم، إن “الكثير من الناس سيموتون بسبب هذا القرار”.
في حين أفادت متطوعة أخرى أن نحو 40 مطبخاً كان يُغذى من خلالها حوالي 30,000 إلى 35,000 شخص يومياً، قد أغلقت أبوابها بعد تجميد المساعدات. وأكدت أن العديد من الأشخاص، وخصوصاً النساء والأطفال، قد تم رفض إطعامهم.
مخاطر مجاعة تهدد ملايين السودانيين
وفقاً لتقرير الأمم المتحدة، يعاني نحو 25 مليون شخص في السودان من أزمة غذائية حادة، حيث يواجه أكثر من 8 ملايين شخص خطر المجاعة.
كما أظهرت الإحصاءات أن المجاعة تضرب بالفعل خمس مناطق سودانية، ومن المتوقع أن تمتد إلى خمس مناطق أخرى بحلول مايو المقبل.
وصرح جاويد عبد المنعم، رئيس الفريق الطبي لمنظمة “أطباء بلا حدود” في مدينة أم درمان، بأن “القرار المفاجئ بوقف التمويل له عواقب مميتة”، مشيراً إلى أن هذا القرار يعد كارثة إضافية للشعب السوداني الذي يعاني أصلاً من آثار الحرب والدمار.
الولايات المتحدة أكبر المانحين
وكانت الولايات المتحدة تعد أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية في السودان، حيث كانت تقدم ما يصل إلى 45% من تمويل خطة الاستجابة للأمم المتحدة في العام الماضي 2024.
مع ذلك، فإن توقف الدعم الأميركي قد أدى إلى شلل في العمليات الإنسانية، مما يترك المنظمات المحلية والدولية في وضع صعب.
وقالت “أطباء بلا حدود” إنها لا تستطيع تعويض الفراغ الذي تركه التمويل الأميركي المفقود، حيث تواجه المنظمات الإنسانية نقصاً حاداً في التمويل مما يهدد استمرارية تقديم الغذاء والرعاية الصحية لملايين السودانيين.
مستقبل مظلم
من جهته، قال منسق مساعدات سوداني أن “الوضع الأكثر تدميراً هو أنه رغم وعود المساعدات، فإن الأموال تنفد، مما يهدد بزيادة أعداد الجائعين والمصابين”.
ومع انخفاض الموارد المتاحة، يواجه متطوعو مطابخ الحساء تحديات ضخمة في توفير الطعام للعائلات، مما يعزز المخاوف من تفاقم الوضع الإنساني.
وتواجه المنظمات الإنسانية العديد من التحديات بسبب توقف المساعدات الأميركية، مما يزيد من صعوبة مراقبة الوضع الغذائي في السودان، خاصة في ظل إغلاق “فيوز نت”، وهي منظمة تراقب الأمن الغذائي في البلاد.
خطر المجاعة يزداد
يبدو أن الأفق لا يزال غامضاً بالنسبة للسودانيين في ظل استمرار النزاع، وقطع المساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها ملايين الأشخاص.
ومع انعدام الحياة والتهديدات المستمرة للمجتمعات الهشة في البلاد، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن المنظمات الدولية من توفير الدعم الكافي للسودانيين في هذه الفترة العصيبة؟
وكان قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتجميد المساعدات الدولية لمدة ثلاثة أشهر قد أحدث صدمة كبيرة، حيث يهدد بتأثيرات كارثية على ملايين الأشخاص في مجالات حيوية مثل مكافحة الإيدز، وتعليم الأطفال في أوغندا، ودعم ضحايا الفيضانات في جنوب السودان، فضلاً عن ضحايا الحرب في السودان.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.