أكد الصحفي المتخصص في الشؤون الاقتصادية، ماجد الداعري، أن اليمن اليوم يفتقر تمامًا إلى وجود بنك مركزي فعلي، سواء في عدن أو صنعاء، في ظل الانهيار المالي المستمر وفقدان السيطرة على القطاع المصرفي.

وأوضح الداعري، في تصريح له، أن البنك المركزي في عدن فقد جميع مهامه وأصبح عاجزًا عن أداء دوره الرقابي والإداري، ولم يعد قادرًا على التحكم في سوق الصرف أو اقتراح سياسات نقدية فعالة للحكومة، مما أدى إلى استمرار انهيار العملة المحلية وتفاقم معاناة المواطنين.

وفي المقابل، اعتبر الداعري أن البنك المركزي في صنعاء لم يعد له دور سوى محاربة مركزي عدن والمضاربة بالعملة، متهمًا جهات مرتبطة به بتجريف العملة وتهريبها عبر شبكات من شركات الصرافة، سواء المرخصة أو غير المرخصة، في عدن والمناطق الخاضعة للحكومة الشرعية.

وأشار الداعري إلى أن البنوك المركزية الحقيقية يجب أن تكون قادرة على قيادة القطاع المصرفي، ووضع سياسات نقدية فعالة، بدلاً من الانقياد وراء شركات الصرافة وإضفاء الشرعية على تلاعبها بأسعار الصرف عبر مزادات وصفها بـ"العبثية"، التي تصب في مصلحة المضاربين بالعملة فقط.

واختتم تصريحه بالتأكيد على أن الوضع الحالي يعكس حالة من الإفلاس والفشل الحكومي على كافة المستويات، حتى وصل الأمر إلى تسوّل الرواتب، رغم أن اليمن بلد غني بموارده النفطية. وختم بالقول: "لا بنك مركزي اليوم في اليمن".