لقى سائق شاحنة مصرعه داخل مركبته على طريق تعز-عدن، ضحيةً للظروف القاسية التي يعانيها ناقلو البضائع بعد أن تحولت الطرق إلى كوابيس يومية نتيجة إصرار المليشيات الحوثية على قطع الطرق الرئيسية في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.

وطبقاً لشهود عيان، عُثر على جثة السائق "عصام سعيد سالم" داخل كابينة شاحنته في منطقة كربة الصحى، بعد أن أنهكته رحلات الشقاء عبر الطرق البديلة الوعرة التي اضطر لسلوكها بعد إغلاق الخطوط الرئيسية.

ونعى زملاء المهنة الفقيد عبر وسائل التواصل، حيث كتب السائق "عمر الضيعة" على فيسبوك: "لم يكن موت عصام مجرد وفاة.. لقد كان صرخة صامتة ضد واقع مرير يحول طرقنا إلى مقابر متنقلة". مضيفاً: "مات وحيداً في مكان عمله، ضحيةً لطرق محطمة وحرب لا ترحم".

ويواجه آلاف السائقين اليمنيين مخاطر يومية على الطرق البديلة التي أصبحت بديلاً قسرياً عن الشبكة الرئيسية التي عطلتها ميليشيات الحوثي كجزء من حربها المستمرة، مما يضاعف من معاناة الناقلين ويهدد أرواحهم في رحلات شاقة تستهلك قواهم الجسدية والنفسية.

وتتصاعد المطالبات المجتمعية بفتح الطرق الرئيسية وإنقاذ حياة السائقين الذين يخاطرون بأرواحهم يومياً لتأمين لقمة عيشهم في ظل ظروف بالغة القسوة.