مرصد مينا
تشهد محافظة اللاذقية، غرب سوريا، واحدة من أوسع وأخطر موجات الحرائق منذ سنوات، حيث تتواصل النيران منذ أربعة أيام متسببة بخسائر جسيمة طالت الغابات والمناطق السكنية والزراعية، وسط جهود محلية وإقليمية مكثفة لاحتوائها.
ووفق تقارير محلية، فقد أتت الحرائق على آلاف الهكتارات من الأراضي الحرجية والزراعية، وامتدت إلى عدد من القرى والمنازل، في حين لا تزال فرق الإطفاء تكافح لمنع امتداد النيران إلى المناطق المأهولة بالسكان.
ووصلت الحرائق إلى بلدة قسطل معاف، وأحرقت عدداً من المنازل، كما طالت محمية الفرنلق، إحدى أهم المحميات الطبيعية في سوريا، التي تضم أشجاراً نادرة ومعمرة.
وامتدت رقعة الحرائق لتشمل مناطق واسعة من جبل التركمان وجبل الأكراد، وبلدات مثل ربيعة وكسب، ووصلت حتى منطقة البسيط الساحلية.
ودفعت شدة النيران وسرعة انتشارها مئات العائلات إلى النزوح من المناطق المتضررة، وسط حالة استنفار عامة.
وأكد مدير مديرية الطوارئ والكوارث في اللاذقية، عبد الكافي كيال، في تصريحات لوكالة الأنباء السورية (سانا)، أن “هذا الحريق يُعد من بين الأخطر في المنطقة، وفرق الإطفاء تبذل كل طاقتها لمنع امتداد النيران إلى القرى المجاورة والأماكن المأهولة”.
وفي ظل الظروف المناخية القاسية، من ارتفاع درجات الحرارة وشدة الرياح، وتعقيدات ميدانية ناتجة عن مخلفات الحرب، أعلنت وزارة الطوارئ السورية، اليوم الأحد، عن إنشاء غرفة عمليات ميدانية مشتركة تضم منظمات سورية فاعلة، للمساعدة في عمليات الإطفاء.
وتشمل مهام الغرفة تقديم دعم لوجستي، وتأمين سيارات نقل مياه وآليات ثقيلة لفتح خطوط النار، وتنظيم فرق تطوعية من مدرَّبين على مكافحة الحرائق.
وأكدت الدفاع المدني السوري، أن 62 فريقاً من فرق وأفواج إطفاء الحراج يشاركون في عمليات إخماد الحرائق، فضلاً عن متطوعين وهيئات حكومية وأهلية، في ظل ظروف مناخية صعبة وانتشار واسع للنيران في المناطق الحرجية.
على الصعيد الإقليمي، أعلنت مديرية الأمن العام الأردنية إرسال فرق إطفاء مجهزة بالكامل للمشاركة في جهود الإخماد.
وقالت في بيان إن الفرق “زُودت بكل المعدات والآليات الحديثة اللازمة لتنفيذ مهماتها على أكمل وجه”.
لاحقا أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية”بترا”، أن القوات المسلحة الأردنية بالتعاون مع الدفاع المدني أرسلت طائرتين ومركبات إطفاء وطواقم متخصصة للمشاركة في جهود إخماد الحرائق المستعرة في الساحل السوري، التي تشهد أوضاعا حرجة نتيجة اتساع رقعة النيران.
وأوضحت الوكالة إن القوات المسلحة أرسلت طائرتين من طراز “بلاك هوك” تابعتين لسلاح الجو الملكي، مجهزتين بطواقم متخصصة ومعدات فنية متطورة، لدعم جهود فرق الدفاع المدني الأردني المشاركة في السيطرة على بؤر النيران، والحد من انتشارها، حفاظا على الأرواح والممتلكات.
كما شاركت السلطات التركية عبر إرسال طائرتين لمكافحة الحرائق وعدة طائرات زراعية، و11 شاحنة إطفاء وسيارات مياه، رغم تأخر الدعم التركي نتيجة اندلاع حرائق غابات مفاجئة في تركيا منذ 26 يونيو الماضي، والتي أسفرت عن وفاة ثلاثة من رجال الإطفاء، وفق ما صرّح به وزير الزراعة والغابات التركي، إبراهيم يوماكلي.
وغطت سحب الدخان الكثيف سماء محافظة اللاذقية، وامتدت إلى محافظات طرطوس وحماة وإدلب، مما يزيد المخاوف من اتساع الكارثة إذا لم تتم السيطرة على النيران في أقرب وقت.
وتُعد غابات اللاذقية من أهم الموارد البيئية في سوريا، حيث تشكل 31% من إجمالي الغطاء الحرجي في البلاد، وتضم محميات مثل الأرز، أم الطيور، والفرنلق، وتتميز بأشجار معمرة كالسرو والسنديان والبلوط. كما تُعد مقصداً سياحياً ومنطقة زراعية مهمة.
وكانت هذه الغابات قد شهدت حرائق متكررة في السنوات الماضية، تُعزى إلى أسباب بشرية مثل الإهمال المتعمد، وغياب التنظيم وفتح الطرقات، إضافة إلى الألغام ومخلفات الحرب، فضلاً عن الظروف الطبيعية كالحر والجفاف.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.