أكد ماجد الأنصاري، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، أن مفاوضات الدوحة الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لا تزال في مرحلة إعداد "اتفاق المبادئ"، مشيرًا إلى أن الوصول إلى اتفاق نهائي لا يزال بحاجة إلى المزيد من الوقت والمداولات.

وفي تصريح رسمي نقلته وسائل إعلام دولية، أوضح الأنصاري أن المباحثات تسير بخطى دقيقة ومعقدة، ولا يمكن حتى اللحظة تحديد جدول زمني واضح للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.

وقال الأنصاري: "ما زلنا في مرحلة إعداد اتفاق مبادئ، وهي مرحلة أساسية تمهيدًا لصياغة إطار سياسي وأمني متكامل، ولا يمكن تقديم موعد محدد للوصول إلى وقف إطلاق نار شامل في غزة".

وأشار المتحدث باسم الخارجية القطرية إلى أن قطر تبذل جهودًا حثيثة وبشكل يومي في إطار الوساطة الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، مضيفًا أن بلاده تعمل جنبًا إلى جنب مع شركائها الإقليميين والدوليين للوصول إلى تسوية تضمن وقف القتال وبدء مسار جاد لرفع المعاناة عن المدنيين.

وأوضح أن التقدم في المفاوضات يعتمد على توافقات دقيقة بين الأطراف المعنية، مشددًا على أن أولوية الدوحة تتمثل حاليًا في وقف نزيف الدم في غزة، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وخلق مناخ يسمح باستئناف مسارات الحل السياسي الشامل.

وأضاف الأنصاري أن الوساطة القطرية تواصل العمل على عدة مسارات بالتوازي، منها ما يتعلق بتبادل الأسرى، وتسهيل إدخال المساعدات، وضمان حماية المدنيين، مؤكداً أن الدوحة ملتزمة بمسؤولياتها الإنسانية والسياسية تجاه الشعب الفلسطيني.

وتابع: "نحن لا نبحث فقط عن وقف مؤقت لإطلاق النار، بل عن اتفاق يحمي المدنيين ويؤسس لمرحلة جديدة من الهدوء والاستقرار في المنطقة".

وأشار الأنصاري إلى وجود العديد من العقبات السياسية والأمنية التي تعرقل التوصل السريع إلى اتفاق، من بينها اختلاف المواقف بين الأطراف المعنية، وتباين الأولويات بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكدًا أن الوساطة القطرية تحاول تقريب وجهات النظر وتوفير أرضية تفاهم مشتركة.

وفي ختام تصريحاته، دعا المتحدث باسم الخارجية القطرية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية تجاه ما يجري في قطاع غزة، والمساهمة الفعالة في الضغط من أجل وقف العدوان، ورفع الحصار، وإنهاء معاناة أكثر من مليوني إنسان يرزحون تحت ظروف إنسانية كارثية.

وأكد أن قطر ستواصل جهودها بكل قوة وإصرار حتى يتحقق وقف دائم لإطلاق النار، ويبدأ مسار سياسي جديد يعيد الأمل إلى الشعب الفلسطيني.