اختفى الكاتب والشاعر البارز أوراس الارياني في ظروف غامضة من العاصمة المحتلة صنعاء، بعد أن غادر منزله مغرب يوم الاثنين، مما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الثقافية والإعلامية.

وعلى حسابه في موقع "فيسبوك"، كشف الصحفي ماجد زايد عن تفاصيل الاختفاء، مؤكدًا أن الارياني أخبر زوجته الناشطة إيناس أنه سيخرج لشراء بعض الأغراض من بقالة قريبة، لكن هاتفه أصبح مغلقًا ولم يعد إلى لحظة كتابة هذا الخبر.

وجاء هذا الاختفاء بعد ساعات من نشر الارياني، المعروف بمنشوراته الساخرة والناقدة لسلطة الأمر الواقع، تدوينة قصيرة تسخر من ذكرى انقلاب مليشيات الحوثي في 21 سبتمبر، قائلاً: "تكتب بجوجل 21 سبتمبر. يقولك جوجل: والله مامعي ريال".

هل دفع الارياني ثمن سخريته من "21 سبتمبر"؟

يعد هذا المنشور الأخير للارياني إشارة صريحة إلى تدهور الأوضاع المعيشية في اليمن، وتوقف صرف رواتب الموظفين الحكوميين منذ عشر سنوات، وهو أحد الموظفين المتضررين.

كما يُنظر إلى المنشور، باعتباره إدانة ساخرة للكارثة الاقتصادية التي فجّرها انقلاب الحوثيين، وما تبعه من جوع وقحط وحرب ونهب لحقوق الموظفين.

وتتزايد الشكوك حول علاقة اختفاء الارياني بمنشوراته المنتقدة لمليشيات الحوثي، التي تسيطر على صنعاء وتضيق الخناق على الحريات الصحفية والفكرية. ويخشى محبوه من أن يكون قد تعرض للاعتقال أو الإخفاء القسري، على غرار العديد من الصحفيين والكتاب والناشطين الذين تم اعتقالهم في سجون الحوثيين.

وفي ظل الصمت المطبق من قبل مليشيا الحوثي، دعا نشطاء ومثقفون ومنظمات حقوقية، سلطة الأمر الواقع بصنعاء، إلى الكشف الفوري عن مصير الكاتب والشاعر أوراس الارياني، ومحاسبة المسؤولين عن هذا الانتهاك الصارخ لحرية التعبير.