كشف مصدر قضائي لبناني تفاصيل تسليم الفنان فضل شاكر نفسه إلى الجيش اللبناني مساء السبت، بعد أكثر من عشر سنوات قضاها متواريًا داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان، صدرت خلالها بحقه أحكام غيابية بالسجن لمدة 22 عامًا في قضايا تتعلق بالإرهاب.

تنسيق مسبق مع وزارة الدفاع

وقال المصدر في تصريحات لـ"فرانس برس" إن شاكر سلّم نفسه عند مدخل مخيم عين الحلوة "كمقدمة لإنهاء ملفه القضائي"، مشيرًا إلى أن عملية التسليم تمت بتنسيق مسبق بين وسطاء ومسؤولين في وزارة الدفاع اللبنانية.

شاكر يسير نحو الحاجز بهدوء

وأفاد شهود عيان لـ"رويترز" أن الفنان خرج سيرًا على الأقدام من داخل المخيم متوجهًا إلى حاجز الجيش قرب الحسبة في صيدا، وكان في حالة من الهدوء والتفاؤل، قبل أن يتسلمه ثلاثة ضباط من الجيش تمهيدًا لاستجوابه.

إسقاط الأحكام الغيابية وإعادة المحاكمة

وبحسب ما نقلته وكالة "الأسوشيتد برس" عن مسؤولين أمنيين وقضائيين، فإن السلطات اللبنانية ستسقط الأحكام الغيابية السابقة التي صدرت بحق شاكر خلال فترة هروبه، على أن تُعاد محاكمته خلال الفترة القادمة بتهم جديدة تتعلق بـ"الانخراط في أعمال ضد الجيش وتمويل جماعة مسلحة".

شاكر يثق ببراءته

ونقلت "فرانس برس" عن مصدر مقرب من الفنان أنه "مؤمن ببراءته ويثق باستقلالية القضاء اللبناني الذي سينصفه هذه المرة"، مضيفًا أن شاكر قرر تسليم نفسه "طوعًا لإنهاء هذا الملف وإغلاق صفحة الماضي".

من الاعتزال إلى الاتهام

وكان فضل شاكر قد أعلن اعتزاله الغناء عام 2012 وانضمامه إلى جماعة الشيخ أحمد الأسير، مؤيدًا الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد. وبعد معركة عبرا بين الجيش اللبناني ومجموعة الأسير في يونيو 2013، لجأ شاكر إلى مخيم عين الحلوة لتجنب التوقيف، حيث لاحقته دعاوى قضائية بتهم تشكيل عصابة مسلحة والمشاركة في القتال ضد الجيش اللبناني.

أحكام بالسجن 22 عامًا

وفي عام 2020، أصدر القضاء العسكري حكميْن غيابييْن بحقه: الأول بالسجن 15 عامًا مع الأشغال الشاقة وتجريده من حقوقه المدنية بتهمة "التدخل في أعمال إرهابية"، والثاني بالسجن 7 أعوام وغرامة مالية بتهمة "تمويل جماعة الأسير وتأمين السلاح والذخيرة لها".