ليس يمني.. محتال يستغل الكفيل ويسرق 70 مليون
النصابين والمحتالين يتمتعون بقدر كبير من الذكاء، لكنهم يستخدمون هذه العقلية بطرق منحرفة ومحرمة لنهب وسرقة أموال الأخرين دون وجه حق، ولا يعتمد نجاحهم في النصب والاحتيال على ذكائهم، بل إن النجاح يعتمد كليا على الضحايا، فالنصاب قبل أن يضرب ضربته ويسرق الأموال يسعى بشتى الطرق لكسب ثقة الضحية، ثم تأتي الخطوة الثانية وهو استغلال الطمع والجشع لدى الضحية.
وهذا ما فعله محتال مصري حيث ادعى انه يعمل لدى كفيل سعودي ثري ويحب الخير، واستطاع خلال ثلاثة أسابيع فقط ان يوقع أبناء إحدى القرى في منطقة الجيزة بجمهورية مصر، ويسرق منهم سبعين مليون جنيه، وهذا المحتال لجأ لخطوة شيطانية، حيث ذهب إلى القرية يوم الجمعة، بسيارة فارهة وغالية الثمن وكان يرتدي ملابس فاخرة، ثم أعلن للأهالي بأن كفيله السعودي تبرع بخمسين ألف جنيه لإصلاح وترميم المسجد ثم سلم المبلغ للإمام وانصرف.
هذا الحقير استغل اسم الكفيل السعودي، لأنه يدرك ان أهالي القرية البسطاء لديهم قناعة ومعرفة بأن السعوديين يحبون أفعال الخير ويساهمون فيها في كل أرجاء الوطن العربي، وبكرم بالغ خاصة حين يتعلق الأمر بالمساجد والاهتمام ببيوت الله.
في الجمعة الثانية ذهب السافل ليتم خطته الشيطانية ويخدع أبناء القرية، وبعد انتهاء صلاة الجمعة، أخذ الميكرفون وأخبرهم إن كفيله السعودي تبرع أيضا بعشرين ألف زيادة على الخمسين ألف السابقة ليتم فرش المسجد ثم سلمها للإمام كما فعل في الأسبوع السابق، وقبل انصرافه تجمع عليه مجموعة من أهالي القرية وسألوه إن كان كفيله السعودي لديه مشاريع ويستطيع مساعدتهم ليعمل أولادهم لديه، فوعدهم المحتال أن يبحث هذا الأمر مع كفيله ويرد عليهم.
لقد أدركت من خلال متابعتي لهذه الواقعة المؤلمة إن ما حدث لأهالي القرية هو عقاب إلهي لبخلهم في إهمال المسجد وعدم ترميمه، لذلك داخلهم الطمع والجشع، فلم يكفيهم الأموال التي دفعها المحتال للمسجد، وأرادوا هم أيضآ الاستفادة، وأدرك النصاب إن الوقت قد حان لقطف الثمار لذلك عاد إليهم في الأسبوع الثالث وأخبرهم إن كفيله لديه مشاريع ووافق على توظيف أبنائهم، وعلى كل من يرغب في توظيف ولده أو قريبه إحضار جواز السفر ومبلغ 5 ألف جنيه قيمة تذاكر السفر وترتيب الأمور، فسارع الجميع يلبون طلبه ويسلمونه الأموال والجوازات، وقبل أن ينصرف وعدهم بالتواص مع إمام المسجد لتحديد موعد السفر.
انتظر المساكين شهر ثم مضت الشهور، ولكن لم يظهر النصاب فقد طارت الطيور بارزاقها، وحصد النصاب سبعين مليون جنيه من الضحايا، وقد قام أبناء القرية بتسليم مباحث الجيزة لوحة السيارة الفارهة التي كان يأتي بها النصاب إلى القرية، إلا إن الشرطة أخبرتهم أن اللوحات مزورة، وحينها أيقن أهالي القرية إن النصاب ضحك عليهم وأن أموالهم لن يستردوها، فشعر الجميع بالحسرة والقهر، وصار الجميع يرددون المقولة المشهورة " ضاعت فلوسك يا صابر"
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة نيوز لاين ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من نيوز لاين ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
