يواصل المصمم أوليفييه روستينغ، المدير الإبداعي لدار بالمان Balmain، رحلته في استكشاف تراث الدار العريقة وإعادة ابتكاره بلغة معاصرة تخاطب حاضر المرأة والرجل بأسلوب أنيق وجريء، في مجموعة ريزورت 2026، تتجلّى بصمته الخاصة التي تجمع بين الحِرفية الفرنسية التقليدية والميل إلى التجديد، مع اعتماد عناصر فنية وتفاصيل غير متوقعة تضع المجموعة في موقع متقدّم ضمن موسم الأزياء الجاهزة الفاخرة.

هوية متجددة: ربط الماضي بالحاضر

1. منذ توليه منصب المدير الإبداعي، حرص روستينغ على أن يبقي جذور الدار حاضرة، لكنه لا يكررها، بل يعيد تفسيرها وفقًا لحساسيته البصرية، وفي مجموعة ريزورت 2026، يظهر هذا التوجّه بوضوح: فكل قطعة تمثّل امتدادًا للأرشيف، لكنها مشغولة بعينٍ حديثة.
2. نجد ذلك في نقش الزهور الموسمي الذي أعيد تصميمه من أحد أعمال بيير بالمان الأصلية، ليُزين حقائب اليد الجديدة مثل أنثيم، سينك، إيبين، وشافل، مانحًا إياها بعدًا تاريخيًا مدموجًا بروح حداثية.

تطور في البنية: من القصّات الضيقة إلى الخياطة الواسعة

1. تبتعد المجموعة تدريجيًا عن القصّات الضيقة التي كانت سائدة في مواسم سابقة، لتتبنّى خياطة واسعة النطاق تحمل في طياتها حريّة الحركة وأناقة مرتبة.
2. نرى ذلك في المعاطف الواسعة بطبعة لبادية مستوحاة من لوحات الرسّام الشهير كلود مونيه، وفي أطقم الصوف بنقشة أمير ويلز التي تُنسق مع تنانير قصيرة وسراويل خفيفة بتنسيق متقن.
3. هذا التحوّل لا يُعدّ تراجعًا عن الأنوثة المهيبة التي تُعرف بها بالمان، بل هو إعادة صياغة لها ضمن قالب أكثر حرية واستيعابًا للعصر.

عودة البوكليه: أنوثة ناعمة بروح قوية

1. تبرز خامة البوكليه، التي لطالما ارتبطت بالأسلوب الفرنسي الكلاسيكي، كأحد أعمدة المجموعة، تُقدم بلون الأسود الكلاسيكي من جهة، وبتدرجات الباستيل الهادئة من جهة أخرى، مع دمجها في سترات وتنانير ومعاطف تبرز قوام المرأة بثقة.
2. واللافت هو الطريقة التي استُخدمت بها هذه الخامة: ليس كتقليد، بل كوسيلة لإعادة صياغة الصورة المعروفة للمرأة الفرنسية في القرن الحادي والعشرين.

العبايات الشرنقيّة: بين الرقة والاحتواء

1. من القطع التي خطفت الأنظار في المجموعة كانت العبايات الشبيهة بالشرنقة المصنوعة من كشمير ناعم، جاءت بألوان هادئة مثل الخوخ والليمون الفاتح.
2. تجمع هذه القطع بين الراحة والترف، وتبدو كأنها تحيط بالجسد كعمل فني ناعم، في توازن دقيق بين الرومانسية والصرامة التصميمية.

تفاصيل الأحذية: عمارة الأناقة في أسفل الإطلالة

1. في مجموعة Balmain ريزورت 2026، لم تُترك الأحذية كعنصر ثانوي بل جرى التعامل معها كأداة معمارية تُكمل البنية الجمالية للإطلالة من الأسفل، برزت أحذية الكعب الإسفيني بتصميماتها الجريئة، والمزيّنة بأعمدة أمامية منحوتة، كمحور أساسي في تشكيل الهوية البصرية للمجموعة.
2. جاءت مصنوعة من أقمشة مبتكرة كجلد الغنم الطبيعي والجلد المصقول، مما منحها ملمسًا فاخرًا وشخصية فريدة، واللافت أن هذه الأحذية، رغم قوتها البنيوية، غالبًا ما تم تنسيقها مع فساتين لانجري ناعمة وخفيفة، في تباين محسوب يُبرز فلسفة بالمان في الدمج بين الصلابة والأنوثة.

تنوّع رجالي أنيق: بين الرسمية والشارع

1. في مجموعة Balmain ريزورت 2026، يقدّم أوليفييه روستينغ رؤية رجالية متجددة تمزج بين الرصانة الكلاسيكية والتمرد العصري، تحمل المجموعة الرجالية توقيعًا بصريًا يعكس ما يُعرف بـ"الجذرية المحافظة"، حيث تتجاور القصّات الدقيقة والخياطة الراقية مع عناصر مستوحاة من أسلوب الشارع.
2. نرى هذا التوازن في القطع التي تجمع بين البدل الرسمية ذات التفاصيل المعمارية، والجاكيتات الرياضية المصنوعة من الدنيم أو الجلد أو الجاكار، وكلها مصممة بأقمشة فاخرة وقصّات مدروسة بعناية.
3. أما الأحذية الرجالية، فتميّزت بتفاصيل معدنية دقيقة ونعال مرتفعة أضفت بعدًا بصريًا جديدًا، يجمع بين الفخامة والجرأة. هذا الحوار بين الأناقة البرجوازية الفرنسية والطابع العملي الحضري يجعل من التشكيلة الرجالية مساحة تعبير متجددة، تُخاطب الرجل العصري الذي يبحث عن قوة الحضور دون التخلّي عن الراحة أو التميّز.

قطع إضافية خارج الكتالوج

لا تقتصر المجموعة على ما عُرض في الكتالوج الرسمي، إذ تضمّن العرض قطعًا إضافية قوية مثل:

• أطقم قمصان وسراويل قصيرة بنقوش المتاهة.
• بلوزات وجاكيتات رياضية من الجلد والصوف.
• قمصان خارجية من قماش البوكليه.

كل قطعة من هذه الإضافات تثبت أن المجموعة لا تقتصر على فكرة واحدة، بل هي مساحة اختبار واسعة لأفكار تصميمية متعددة ضمن هوية متماسكة.

في الختام: إرث لا يتجمّد

1. مجموعة Balmain ريزورت 2026 ليست مجرد عرض أزياء، بل بيان بصري يعكس فلسفة أوليفييه روستينغ التي تقوم على الحوار المستمر مع ماضي الدار، دون الوقوع في فخ التكرار، إنه حوار يصيغ منه مستقبل الدار بهدوء وذكاء، حيث تلتقي الحِرفية، الفن، والابتكار في توليفة واحدة.
2. في كل موسم، يُثبت روستينغ أن التراث لا يعني الجمود، وأن التجديد يمكن أن يكون عميقًا وراقيًا في آن، وأن الأزياء الراقية لا تزال قادرة على إبهارنا حين تُروى بها قصة واضحة، ومصنوعة بشغف.

لمسة بيير بالمان: الأرشيف يتنفس من جديد

1. من اللافت في هذه المجموعة كيف يعود أوليفييه روستينغ إلى أرشيف بيير بالمان لا ليستنسخه، بل ليستخرِج منه روحًا حية قابلة لإعادة التكوين. فنقشة الزهور الموسمية التي زُيِّنت بها بعض الحقائب، ليست سوى إعادة قراءة معاصرة لتصميم قديم، أعيد رسمه ليحاكي المزاج الحالي دون أن يُفقد أصالته.
2. وحتى القصّات الكلاسيكية التي نراها في البدل والمعاطف، تم تليينها بخامات خفيفة أو مزيج بين الأقمشة، ليُصبح الماضي جزءًا من الحاضر، لا عبئًا عليه، هذا التفاعل الديناميكي مع تراث الدار يؤكد مرة أخرى أن Balmain ليست مجرد علامة تحافظ على إرثها، بل علامة تُحييه بتعبيرات بصرية حديثة كل موسم.