أزياء / ليالينا

مجموعة Schiaparelli ربيع وصيف 2026

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

مجموعة Schiaparelli ربيع وصيف 2026: سريالية أنيقة تجمع بين الفن والموضة

لمتابعة قراءة هذا المحتوى المميز مجاناً، ادخل بريدك الإلكتروني

شكراً لاشتراكك، ستصل آخر المقالات قريباً إلى بريدك الإلكتروني

اكثر من 150 أصبحوا من قرائنا المتميزين

  • تاريخ النشر: منذ ساعة زمن القراءة: 7 دقائق قراءة
مجموعة Schiaparelli ربيع وصيف 2026
12 صورة

غالبًا ما يشهد أسبوع الموضة في باريس لحظاتٍ مسرحية، لكن عرض أزياء سكياباريلي Schiaparelli الجاهزة لربيع وصيف 2026 تميّز بطابعٍ أعمق وأكثر تأملًا، أقيم العرض داخل مركز بومبيدو الشهير، قبيل إغلاقه للتجديد الذي سيستمر خمس سنوات، وهو موقع لم يكن اختياره مصادفة، فبومبيدو، برمزيته كصرح للفن الحديث والتجريب، شكّل الإطار المثالي لمجموعة تتحدث عن والبداية، عن الفن والوظيفة، وعن حدود ما يمكن أن تكونه الموضة.

حول المصمم دانيال روزبيري هذه اللحظة الفارقة إلى تأمل بصري وفكري في طبيعة الجمال الحديث، لم تكن المجموعة مجرد عرض أزياء؛ بل كانت بيانًا فنيًا يربط بين الخيال السريالي الذي ميّز إلسا سكياباريلي في ثلاثينيات القرن الماضي وبين لغة النحت المعاصرة.

بين الفن والنحت: إعادة تعريف الأزياء الجاهزة

منذ توليه إدارة الدار عام 2019، حرص روزبيري على إعادة صياغة إرث سكياباريلي بما يتماشى مع روح العصر، دون أن يفقد جوهرها السريالي.

  1. لكن في هذا العرض، بدا وكأنه بلغ ذروة نضجه الفني، لم تعد القطع مجرد إعادة لأفكار سابقة، بل تحوّلت إلى نُسَخ أصلية من رؤيته الخاصة، حيث تلتقي المنحنيات المعمارية بالخطوط العضوية، وتتحول الملابس إلى ما يشبه المنحوتات القابلة للارتداء.
  2. الإطلالات الافتتاحية وضعت النغمة العامة: بدلات تنانير بهيئاتٍ مبدّلة، حيث تم استبدال الحشوات المعتادة بخطوط أكثر حرية، مما منح التكوين الأنثوي شكلاً غير متوقع، الستر الصوفية المضلعة جاءت بكشكشة مبالغ فيها عند الأكتاف، في حين ظهرت الفساتين بخياطات دقيقة ولكنها تحوي فجوات فنية، أشبه بجروحٍ مقصودة في الجمال.
  3. حتى التنورة الضيقة الكلاسيكية بدت جديدة، إذ جاءت بخصرٍ غير متماثل، ما جعلها تبدو وكأنها تحاول الهروب من قوالب الأناقة التقليدية، كان في ذلك كله نوعٌ من اللعب الذكي بين الانضباط والفوضى، بين التصميم المُحكم والخلل المحسوب الذي يشكل جوهر سريالية سكياباريلي.

تقنية القصّ المائل والتمزيقات المتعمدة

  1. من السمات الأبرز في هذه المجموعة كان استخدام القصّ المتحيز (Bias Cut)، الذي لطالما ارتبط بالأزياء الراقية الكلاسيكية، غير أن روزبيري تعامل معه هنا كأداة نحتية أكثر منه تقنية خياطة، جاءت الفساتين بميلٍ دقيق يُبرز انحناءات الجسد دون أن يقيده، فيما ظهرت التمزيقات المقصودة كعلامات تجريدية تُبرز هشاشة القماش وصلابته في آن واحد.
  2. أعاد روزبيري بذلك الحوار الذي جمع مؤسِّسة الدار إلسا سكياباريلي بالفنان سلفادور دالي، لكن برؤية معاصرة. ففي الثلاثينيات، كان الاثنان يستكشفان السريالية من خلال الوهم البصري، بينما هنا، لم تعد "التمزيقات" مجرد رسم على القماش، بل فراغات حقيقية محفورة في النسيج، تدعو العين إلى التساؤل عمّا هو ظاهر وما هو غائب.
  3. استخدم المصمم أقمشة مثل الموسلين والجيرسي والكريستال الشبكي لابتكار تأثيرٍ مزدوج، الهشاشة من جهة، والصلابة البنيوية من جهة أخرى، كان كل فستان كأنه كائن حيّ يتنفس الضوء ويتلاعب بالظل، مما عزز إحساس العرض كعملٍ فني شامل يجمع بين النحت والرسم والحركة.

سريالية معاصرة: اللعب بالمفاجأة والازدواجية

  1. سكياباريلي لطالما كانت مرادفًا للمفاجأة. لكن روزبيري لم يكتفِ بإعادة إحياء هذا الإرث، بل حوّله إلى تجربة حسية جديدة، إحدى الإطلالات الأكثر لفتًا للنظر كانت بدلة تبدو مصنوعة من الفرو، لكنها في الواقع مكوّنة من آلاف فرش الرسم الصغيرة المثبتة بإتقان، قطعة أخرى من التريكو الضيق أعادت رسم الجسد الأنثوي بتفاصيل تشريحية دقيقة، في حين أضفت مجوهرات LED على شكل مصابيح الملح وهجًا مستقبليًا خافتًا.
  2. هذه التفاصيل لم تكن عبثية، فقد أراد روزبيري أن يقول إن الأزياء الجاهزة يمكنها أن تكون سريالية أيضًا، أن تجمع بين الفكر العملي والخيال البصري. كانت القطع تجسيدًا لفكرة أن الموضة، مثل الفن، ليست مجرد ما نرتديه، بل طريقة للتعبير عن الوعي واللاوعي في الوقت نفسه.

لوحة ألوان تتحدى المألوف

  1. من الناحية اللونية، اتسمت المجموعة بهدوء فلسفي أكثر من مواسم سابقة، تدرجات البيج، والرمادي الفاتح، والذهبي الخافت، والأسود اللامع شكلت قاعدة محايدة، لكن المفاجأة جاءت عبر لمسات من الأزرق النيلي، والأحمر المرجاني، والذهبي الكهربائي التي ظهرت فجأة كما لو كانت ومضات من وحي داخلي.
  2. كان هناك انسجام لوني دقيق، لكنه غير متوقع: أقمشة مطفأة تتقاطع مع خامات لامعة، ولمسات معدنية تتجاور مع الدانتيل الخفيف، كان التوازن بين الضوء والظل، بين اللمعان والملمس، هو ما منح العرض طابعًا شبه نَحتيّ بصري يثير التأمل أكثر مما يثير الإعجاب فقط.

الخامات: بين الصلابة والشفافية

  1. أظهر روزبيري مهارة مذهلة في التعامل مع الخامات، فقد دمج بين الصوف المنحوت والساتان اللامع والموسلين الشفاف بطريقة جعلت كل قطعة تحمل طبقات من المعنى، القماش لم يكن مجرد سطحٍ مادي، بل عنصرًا تعبيريًا يروي قصة.
  2. المعاطف الطويلة جاءت بأكتافٍ هندسية وحواف مشدودة توحي بالقوة، بينما أضفت الأقمشة الشبكية لمسة من الرقة الأنثوية، بعض الفساتين بدت وكأنها منحوتة من البرونز أو الحجر المصقول، بفضل اللمعان المعدني المتقن، في إشارة إلى ارتباط المصمم بالنحت الحديث.

المجوهرات والإكسسوارات: بين الفن والجسد

  1. كما هو متوقع من سكياباريلي، لم تكن الإكسسوارات مجرد إضافات، بل أجزاء من السرد الفني.
  2. الأقراط العملاقة جاءت على شكل عيون وشفاه وأنوف ذهبية، رموز مألوفة في عالم الدار، لكن تم تنفيذها هذه المرة بخفة أكثر، كأنها قطع ضوء تحيط بالوجه.
  3. أما الحقائب فكانت بمثابة كائنات صغيرة، بعضها مصنوع من الجلد المنحوت بطريقة عضوية، وبعضها الآخر مزين بعناصر ميكانيكية صغيرة تُضيء عند الحركة.
  4. الأحذية جمعت بين التصميم النحتي والراحة العملية، مع كعوب شفافة على شكل أشكال هندسية غير مكتملة.

المشهد والديكور: حوار بين الموضة والعمارة

  1. اختيار مركز بومبيدو كموقع للعرض لم يكن مجرد قرار جمالي، أراد روزبيري أن يضع مجموعته في قلب حوار بين الموضة والعمارة والفن الحديث، الجدران المكشوفة والأنابيب المعدنية للمبنى شكّلت خلفية مثالية لملابس تبدو وكأنها امتداد لتلك البنية المعمارية.
  2. العارضات سارت بخطى بطيئة ومدروسة، أشبه بتماثيل تتحرك بين أروقة الفن، الأضواء المتقطعة سلطت التركيز على الخامات والمنحنيات، فيما رافقت الموسيقى التصويرية، مزيج من الأصوات الإلكترونية والأنفاس البشرية، الحضور إلى عالمٍ غامض بين والواقع.

الرمزية: إعادة اكتشاف الجسد الأنثوي

  1. ما ميّز هذه المجموعة أيضًا هو الاحتفاء بالجسد الأنثوي كمساحة فنية. لم يقدمه روزبيري كرمزٍ للإغراء أو الضعف، بل ككتلة من القوة والجمال الطبيعي.
  2. استخدم القصّات والفراغات لإبراز التكوين العضوي للجسم دون أن يتحول إلى عرض مفرط. كان التركيز على الهندسة العاطفية للجسد، أي العلاقة بين الشكل والمشاعر.

بين الإرث والابتكار

  1. من الواضح أن روزبيري، في هذا العرض، وجد طريقه الخاص إلى قلب إرث سكياباريلي. لم تعد المجموعة تقتبس من الماضي، بل تتحدث معه.
  2. فمن السريالية القديمة استلهم الجرأة، ومن الفن الحديث استلهم المنطق البنيوي، ومن الموضة المعاصرة استمد الشفافية والراحة.
  3. لقد قدّم عرضًا يوازن بين الدهشة والارتداء، بين الفن والحياة اليومية، مؤكدًا أن سحر سكياباريلي لا يعتمد فقط على الغرابة، بل على الفكر الجمالي الذي يقف خلفها.

في لحظة يمر فيها العالم بتسارعٍ بصري غير مسبوق، جاءت هذه المجموعة لتذكّرنا بأن الابتكار الحقيقي لا يكمن في الغرابة، بل في الصدق الفني. لقد مزجت بين التأمل الجمالي والجرأة الفكرية، مؤكدة أن دار سكياباريلي لا تزال قادرة على مفاجأتنا بعد قرنٍ من تأسيسها، وما زالت تطرح السؤال الأزلي، أين ينتهي الفن، وأين تبدأ الموضة؟

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار

mailto:?subject=صديقتك تنصحك بقراءة هذا الخبر من ليالينا&body=مرحبا،%E2%80%AE %0D%0Aأرسلت اليك صديقتك هذه الرسالة و تنصحك بقراءة هذا المقال /الخبر الذي يتوقع أن ينال إعجابك :%E2%80%AE%0D%0A ليالينا : ARTICLE_LABLE %E2%80%AE%0D%0A bitlyURL على الرابط:%E2%80%AE%E2%80%AE %0D%0A %E2%80%AE %0D%0A شكراً لك! %E2%80%AE %0D%0A فريق ليالينا %E2%80%AE %0D%0A %0D%0A %E2%80%AE -------------------------%E2%80%AE %0D%0A .لضمان وصول رسائلنا الإلكترونية إلى صندوق الوارد في بريدك الإلكتروني أضف العنوان %E2%80%AE %0D%0A [email protected] إلى قائمة العناوين الخاصة بك.%E2%80%AE %0D%0A %0D%0A © 2025 - layalina%E2%80%AE %0D%0A

mailto:[email protected]?subject=طلب تصحيح على موقع ليالينا&body=%0D%0A%0D%0A%0D%0A%0D%0A%0D%0A%0D%0A -----------------------------------------------------------%0D%0A%0D%0A هذه الرسالة تتعلق بمقال: مجموعة Schiaparelli ربيع وصيف 2026%0D%0A bitlyURL %E2%80%AEعلى الرابط: %0D%0A%0D%0A

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا