لمتابعة قراءة هذا المحتوى المميز مجاناً، ادخل بريدك الإلكتروني
شكراً لاشتراكك، ستصل آخر المقالات قريباً إلى بريدك الإلكتروني

اكثر من 150 أصبحوا من قرائنا المتميزين
- تاريخ النشر: منذ 3 أيام زمن القراءة: 6 دقائق قراءة آخر تحديث: منذ ساعة
في عالمٍ لا يهدأ، حيث تختلط الموضة بالاحتجاج، والعروض تتحوّل إلى مسرحيات فكرية جريئة، جاءت مجموعة فيتمان Vetements لربيع وصيف 2026 كصرخةٍ مدروسة وسط الفوضى، افتتح غورام غفاساليا العرض في فضاءٍ خرساني خام، كأنّه يعيد الجمهور إلى قلب المدينة الحديثة، ببرودتها المعدنية وقسوتها الرمزية، هناك، تحت أضواءٍ متقطّعة، تجلّى المزاج العام، مواجهة، استفزاز، ورغبة في كسر كل ما هو متوقّع.
لم يكن هذا العرض مجرد عرض أزياء، بل كان تجربة حسّية كاملة تُشعل الأسئلة حول هوية الموضة ودورها في زمنٍ تتقاطع فيه السياسة مع الجمال، والجرأة مع الوعي.
مشهد الافتتاح: التوتر المقصود
- بدأ العرض بأجواء مشحونة، حيث عمّ الظلام القاعة قبل أن تتوهج الأضواء فجأة، كأنّها ومضات من ذاكرةٍ مضطربة، العارضات تقدّمن بخطواتٍ ثابتة وسط أصواتٍ صناعية حادّة، مرتديات قمصانًا مطبوعة بصور صلبانٍ معقوفةٍ مشطوبة، في لفتةٍ رمزية لا تخلو من الجرأة.
- كانت الإشارة واضحة، تذكير بالأهوال التي يمر بها العالم، واستفزاز للوعي الجمعي أكثر من العين البصرية، هذه البداية وحدها كانت كفيلة بإثارة الجدل، لكنها أيضًا مهدت الطريق لعرضٍ أراد أن يضع الموضة في قلب النقاش الإنساني المعاصر.
بين المواجهة والانعكاس
- عرفت دار Vetements دومًا كيف تثير النقاش. ومنذ تأسيسها، لم تكن العلامة مجرّد مشروع أزياء، بل بيانًا بصريًا عن العالم كما يراه الإخوة غفاساليا، عالم مليء بالتناقضات، بالسطحية، وبالرغبة في الهروب من الحقيقة.
- في عرض هذا الموسم، استخدم غورام هذه الفكرة ليعكسها على الخامات، القصّات، وحتى طريقة العرض نفسها، النتيجة؟ مجموعة تجمع بين الحيوية والحدة، بين الحرفة العالية والعبث المدروس، لتصنع عرضًا أقرب إلى فيلمٍ فني عن ثقافة الاستهلاك والمظاهر.
شاهدي أيضاً: مجموعة Vetements ربيع 2025 في أسبوع باريس للموضة
تفاصيل الأزياء: الأقمشة والقصّات
- من حيث البناء البصري، قدّمت المجموعة مزيجًا متباينًا من المواد، الجلد اللامع، الجينز الضيّق، والقطن الخشن، مع لمساتٍ من النايلون والتطريز المعدني، المعاطف الجلدية جاءت بياقاتٍ ضخمة تكاد تبتلع الوجه، وكأنها دروع تحمي مرتديها من عالمٍ عدائي.
- السراويل الجينز بدت ضيقة جدًا، لتخلق إحساسًا بالاختناق الجمالي المقصود، بينما القمصان القصيرة أضفت روح النوادي الليلية التي تعكس طابع Vetements الدائم في اللعب على حدود الممنوع والمألوف، حتى قمصان البولو، رمز الانضباط الرياضي، أُعيد تفسيرها هنا لتبدو مشدودة وضيقة حد التوتر، كتجسيدٍ للجسد المحاصر بين الرغبة والمعايير الاجتماعية.
ألوان تنبض بالتناقض
- اختار غفاساليا لوحة لونية مكوّنة من الأسود، الرمادي المعدني، الأحمر القرمزي، والأزرق الداكن، لتجسّد المزاج القاتم للمجموعة.
- في بعض الإطلالات، برز الأبيض الصريح كاستراحة بصرية، بينما ظهرت لمسات من الفضي والأخضر الزيتوني لتمنح المشهد إحساسًا صناعيًا صارخًا.
- الألوان هنا لم تُستخدم كزينة، بل كأداةٍ سردية، كل ظلّ يعكس جانبًا من الصراع بين النقاء والتلوّث، وبين الضوء والظلمة التي تحيط بالجيل الحديث.
الملمس كوسيلة تعبير
- أقمشة Vetements لم تكن عادية. الجلد بدا كأنه يحمل أثر الزمن، متشققًا في بعض المواضع كدلالة على التآكل الرمزي للحقيقة.
- الجينز عولج بأساليب غسيلٍ متعددة ليحمل أثرًا بصريًا خشنا، بينما تمزّج القطن مع مواد صناعية ليمنح الملابس قوامًا صلبًا يشبه الدروع.
- في المقابل، أضافت الأقمشة الخفيفة كالتول والحرير لمسة هشّة في بعض الإطلالات، لتوازن القسوة وتُبرز هشاشة الجسد داخل هذا العالم المادي القاسي.
شاهدي أيضاً: مجموعة Vetements ربيع 2024
الإلهام والرمزية
- المجموعة لم تكن مجرد تصميمات، بل محاكاة بصرية لمجتمعٍ يعاني من هوس الصورة.
- الملابس التقليدية من الأمام والكاشفة من الخلف كانت استعارة ذكية لثقافة "المظاهر"، حيث كل شيء يبدو مثاليًا أمام الكاميرا، لكنه هش خلف العدسة.
- حتى الوجوه المخبأة خلف الأقنعة أو النظارات السوداء عكست فقدان الهوية الفردية أمام سطوة العالم الرقمي.
كان كل تفصيل في العرض يصرخ بالسؤال: من نحن فعلاً عندما تُطفأ الأضواء؟
العودة إلى الجذور والمراجع الثقافية
من الواضح أن العرض حمل أصداء لمسات مارتن مارجيلا – من المعاطف المفككة إلى الأقنعة التي تحجب الملامح، لكنّ غفاساليا أضاف إليها بصمته الخاصة.
كما ظهرت تلميحات من ثقافة التسعينيات: قمصان ضيقة، بناطيل منخفضة الخصر، وطبعات جرافيكية صادمة تذكّر بمشهد الموضة المتمرّد في برلين ولندن آنذاك.
ولم تغب الثقافة الشعبية عن المشهد، إذ ظهرت اقتباسات مرئية من أفلام شهيرة، مثل إطلالة مستوحاة من فستان جوليا روبرتس في فيلم Pretty Woman، وأخرى من إطلالة غوينيث بالترو في حفل الأوسكار، وكأن المصمم يستدعي ذاكرة المشاهير ليُعيد قراءتها بسخرية سوداء.
الإكسسوارات: بين التمرد والسخرية
في عالم Vetements، الأكسسوار ليس مجرد تفصيل، بل أداة تعبير.
- ظهرت الحقائب الجلدية الصلبة على شكل قوالب هندسية حادة، في مقابل أحذية عالية اللمعان تذكّر بأجواء النوادي الليلية.
- الجوارب، التي تحوّلت إلى قطعة رئيسية في بعض الإطلالات، عكست نزعة الدار للعب بأدوار القطع اليومية.
- أما النظارات الشمسية الضخمة، فبدت كرمزٍ للعزلة الحديثة، جدار زجاجي يفصل الأفراد عن الواقع، ويمنحهم جرعة مؤقتة من الأمان.
شاهدي أيضاً: مجموعة Vetements لربيع 2022
العرض كمشهد مسرحي
- تحوّل العرض مع نهايته إلى مشهدٍ دراميّ خالص. إحدى العارضات ارتدت فستانًا أسود منتفخًا، وبدأت بالبكاء وسط الأضواء المتقطعة، لحظة تجمع بين المأساة والسخرية، لتختتم العرض بنغمةٍ مسرحية أقرب إلى أداءٍ رمزي عن الانهيار الإنساني.
- كانت تلك اللحظة ذروة الأداء، وأقرب إلى تصريح صريح من غفاساليا بأن الموضة ليست دائمًا عن الجمال، بل عن التعبير الحرّ، حتى وإن كان مؤلمًا أو مربكًا.
بين الحرفة والاستفزاز
- رغم الطابع الاستفزازي العام، إلا أن العرض لم يخلُ من الحرفية العالية، القصّات المعقدة، التوليفات غير المألوفة بين الأقمشة، والتنفيذ الدقيق لكل قطعة، كلّها أكدت أن Vetements لا تزال دارًا تمتلك رؤية تقنية متقدمة.
- لكن التحدي كان في التوازن بين الفكرة والتنفيذ. فبينما حملت بعض الإطلالات عمقًا فكريًا واضحًا، بدت أخرى كأنها تستفز لمجرد الاستفزاز، دون أن تحمل نفس الثقل الرمزي أو الإبداعي.
رسالة Vetements للعالم
- قد يراها البعض عرضًا صاخبًا أو مظلمًا، لكنها في جوهرها كانت تأملًا جريئًا في حال العالم الحديث، أراد غورام أن يقول إن الموضة اليوم ليست بعيدة عن الواقع، بل هي انعكاس له، بكل تناقضاته وتوتراته.
- لقد تحولت الأقمشة إلى مرآة تعكس هشاشة الإنسان خلف الصور الرقمية، وتحولت العروض إلى مساحات للتفكير أكثر من الاستهلاك، وبينما يحافظ Vetements على طابع الصدمة، فإنه أيضًا يقدّم دعوة إلى التفكير، لا إلى الإدانة.
شاهدي أيضاً: مجموعة Fendi ربيع وصيف 2026
شاهدي أيضاً: مجموعة Diesel ربيع وصيف 2026
شاهدي أيضاً: مجموعة PatBo ربيع وصيف 2026
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار

mailto:?subject=صديقتك تنصحك بقراءة هذا الخبر من ليالينا&body=مرحبا،%E2%80%AE %0D%0Aأرسلت اليك صديقتك هذه الرسالة و تنصحك بقراءة هذا المقال /الخبر الذي يتوقع أن ينال إعجابك :%E2%80%AE%0D%0A ليالينا : ARTICLE_LABLE %E2%80%AE%0D%0A bitlyURL على الرابط:%E2%80%AE%E2%80%AE %0D%0A %E2%80%AE %0D%0A شكراً لك! %E2%80%AE %0D%0A فريق ليالينا %E2%80%AE %0D%0A %0D%0A %E2%80%AE -------------------------%E2%80%AE %0D%0A .لضمان وصول رسائلنا الإلكترونية إلى صندوق الوارد في بريدك الإلكتروني أضف العنوان %E2%80%AE %0D%0A [email protected] إلى قائمة العناوين الخاصة بك.%E2%80%AE %0D%0A %0D%0A © 2025 - layalina%E2%80%AE %0D%0A
mailto:[email protected]?subject=طلب تصحيح على موقع ليالينا&body=%0D%0A%0D%0A%0D%0A%0D%0A%0D%0A%0D%0A -----------------------------------------------------------%0D%0A%0D%0A هذه الرسالة تتعلق بمقال: مجموعة Vetements ربيع وصيف 2026: صرخة موضة تجسد واقع العالم%0D%0A bitlyURL %E2%80%AEعلى الرابط: %0D%0A%0D%0A
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.