أزياء / ليالينا

مجموعة Nina Ricci ربيع وصيف 2026: تمرد راقٍ يمزج بين الروك والأناقة الباريسية

لم تكن باريس يومًا تفتقر إلى الخلفيات المذهلة، ولكن قرار المصمم هاريس ريد بعرض مجموعة نينا ريتشي Nina Ricci لربيع وصيف 2026 في قاعة السوربون الذهبية أضفى على الأمسية جاذبية لا تُقاوم، وسط الأضواء الدافئة والزخارف الفخمة، تحوّل المكان إلى مسرحٍ يجمع بين الماضي والحاضر، بين الفخامة الأكاديمية والتمرّد الفني.

كان العرض أشبه بمزيج من الأناقة الفكرية والجرأة المسرحية، إذ أراد ريد أن يقدّم نسخة نينا ريتشي التي تنتمي إلى العالم الجديد، حيث لا يُقاس الجمال بالأنوثة وحدها، بل بالهوية.

إلهام من أساطير الروك  بتمرد أنيق

  1. استلهم ريد رؤيته من رموزٍ موسيقية صنعت الفوضى الجميلة في القرن العشرين: ديفيد بوي، ميك جاغر، باتي سميث، وفرقة نيويورك دولز.
  2. لكنه لم يكتفِ بالاقتباس من مظهرهم الخارجي، بل التقط روحهم، روح الحرية، الازدواجية، وكسر القواعد.
  3. فكانت المجموعة بمثابة قصيدة تمرد صاغها بالساتان والترتر والشيفون، ثم صقلها بخياطة دقيقة وحرفية باريسية راقية.

كانت النتيجة لوحةً نابضة بالألوان والخيال، تعكس القوة دون قسوة، والجمال دون قيود.

بين الذكورة والأنوثة لعبة التوازن الساحرة

أبرز ما ميّز هذه المجموعة هو قدرتها على التحرك في مساحةٍ بين الأنوثة والذكورة دون أن تنتمي بالكامل لأيٍ منهما:

  1. القمصان ذات الياقات المنخفضة والسراويل الواسعة أعادت للأذهان صورة عازفي الجيتار المتألقين على المسرح، بينما أضافت الخياطة الأنثوية الناعمة توازنًا دقيقًا للمشهد.
  2. اعتمد ريد رموز نينا ريتشي التقليدية، نقاط البولكا، الفيوناكت، الدانتيل، والتويد، لكنه حرّرها من طابعها الكلاسيكي وجعلها رموزًا عصرية تعبّر عن هوية لا تعرف الانتماء الواحد.
  3. لم تعد ريتشي “امرأة باريسية” فقط، بل أصبحت “شخصًا عالميًا”، يعكس التحول الثقافي الذي يقوده ريد داخل الدار.

الفخامة المتمردة: أقمشة تهمس بالحلم

أبهرت المجموعة الجمهور بثراء الخامات وتنوّع الملمس الذي دمج بين النعومة والحدة:

  1. جاكيت سهرة أسود انزلق فوق بلوزة حريرية زيتونية وتنانير طويلة تنتهي بفيونكة أنيقة.
  2. قمصان من الترتر بألوان صدفية برّاقة تناثرت على سراويل فضفاضة.
  3. بليزر من جلد الثعبان الفيروزي فوق قماش ساتان لامع أضفى بعدًا بصريًا مدهشًا.
  4. فيما أتى جاكيت بليسيه مزين بنقاط البولكا ليلتقي مع بنطال مخطط بخطوط دقيقة، وكأنهما يتحاوران بلغة الموضة.

ولإضافة حركة خفيفة دون اللجوء إلى الريش، استخدم ريد شرائط من الشيفون الأزرق المخضر تحاكي خفة الريش، مانحًا الأقمشة حياةً تتمايل مع كل خطوة.

مسرحية الضوء والظل على منصة العرض

تميّز العرض بإيقاعٍ متغير، يشبه سيمفونية تتنقل بين نغمةٍ وأخرى:

  • بدأ العرض بلمسات باهتة من الساتان والحرير، ثم انتقل سريعًا إلى بدلات أنيقة تفيض بالثقة.
  • كل إطلالة كانت تحمل حكايةً مختلفة، من تلك التي توحي بالعفوية إلى أخرى تستدعي حضور المسرح.

رغم أن المجموعة كادت تلامس الإفراط أحيانًا، فإنها بقيت متماسكة بفضل حسّ ريد الدقيق في التوازن، إذ لم يسمح للعاطفة بأن تطغى على البراعة التقنية.

إحياء نينا ريتشي في زمنٍ جديد

منذ تولّيه إدارة الدار، يسعى هاريس ريد إلى إعادة تعريف هوية نينا ريتشي:

  • فبدلاً من الاعتماد على صورة الأنوثة الحالمة التي عُرفت بها العلامة، اختار أن يجعلها رمزًا للحرية والتنوع والتعبير عن الذات.
  • يقول ريد ضمنيًا من خلال تصاميمه: "الهوية ليست ثابتة، بل هي طاقة متجددة".

وهذا ما ظهر بوضوح في كل قطعة من المجموعة، مزيج من التقاليد الفرنسية والروح العالمية، من الدقة الباريسية والجرأة اللندنية، من الحنين والمستقبل.

ألوانٌ تنبض بالمشاعر

  • اختار ريد لوحة لونية تُشبه مشاعر الروك: الأسود الكثيف، الفيروزي الكهربائي، الوردي المائل إلى اللؤلؤ، والذهبي المعتق.
  • كانت هذه الألوان تتبدّل مع الإضاءة، فتعكس في كل لحظة حالةً مختلفة من التمرد أو الرقة.
  • حتى الأقمشة ذات البريق المعدني بدت وكأنها تتنفس مع الضوء، مما أضفى على العرض بعدًا حسيًا نادرًا في الأزياء الحديثة.

الرمزية والإيماءات الخفية

كل تفصيل في المجموعة حمل رسالة رمزية:

  • الأقواس لم تعد مجرّد زينة، بل أصبحت رمزًا للانفتاح والاتصال بين الهويات.
  • أما النقاط البيضاء على الأقمشة الداكنة فذكّرت بنجومٍ تلمع في سماءٍ ليلية، وكأن ريد يعيد تعريف الأناقة كحالة من التوهج الداخلي لا المظهر الخارجي فقط.
  • حتى الأكتاف العريضة والقصّات المستقيمة بدت وكأنها دعوة للتصالح مع القوة دون فقدان الرقة.

بين الموسيقى والموضة لغة مشتركة

لم يكن العرض مجرد عرض أزياء، بل كان أداءً موسيقيًا بصريًا:

  • فكما يمزج العازف بين النغمة والسكوت، مزج ريد بين الامتلاء والفراغ، الضوء والظل، الذكورة والأنوثة.
  • العارضات بدين وكأنهن يعزفن إيقاعات الحرية بأجسادهن، في انسجامٍ بين الموسيقى والملابس، بين الجسد والنسيج.

نينا ريتشي في عهد هاريس ريد: من الكلاسيكية إلى الجرأة المعاصرة

نجح ريد في إعادة صياغة هوية نينا ريتشي لتصبح أكثر تعبيرًا عن جيلٍ لا يرى في الأزياء مجرد مظهر، بل منصة للتعبير عن الذات:

  • المجموعة لم تكن عن الموضة فحسب، بل عن الشخصية.
  • عن الإنسان الذي يختار أن يكون نفسه، بلا خوف، وبكثير من البريق.

الحرية كأناقة جديدة

في نهاية العرض، بدا واضحًا أن ربيع وصيف 2026 ليس مجرد موسم جديد، بل فصل جديد في قصة نينا ريتشي:

  • عرضٌ يجسد التحول من الحنين إلى الحاضر، ومن القيود إلى الانطلاق.
  • قد لا تكون كل القصّات مثالية، وربما يتأرجح التوازن أحيانًا بين الإفراط والرقي.
  • لكن النتيجة النهائية كانت احتفاءً بالحياة، بالشجاعة، وبالهوية الحرة.

هاريس ريد أثبت أن الموضة ليست فقط ما نرتديه، بل كيف نعيش داخلها، وكيف نجعل منها مرآةً لروحنا المتحررة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا