كتبت : نهال أبو السعود

سجل ارتفاع درجات الحرارة الشديد في خمس قارات 1400 رقم قياسي جديد هذا الأسبوع، وكشف كيف أدى الاحتباس الحراري العالمي الذي تسبب به الانسان لجعل درجات الحرارة الكارثية امرا شائعا.

قالت صحيفة واشنطن بوست إنه تم اكتشاف عشرات الجثث في دلهي خلال فترة تمتد ليومين هذا الأسبوع حيث لم يجلب حتى غروب الشمس أي راحة من الحرارة والرطوبة الخانقة، وتوفي السياح مع ارتفاع درجات الحرارة في عدد من الدول الي معدلات قياسية لم تشهدها من قبل.

يقول العلماء إن ارتفاع درجات الحرارة التي اجتاحت خمس قارات في الأيام الأخيرة قدمت دليلاً آخر على أن الاحتباس الحراري العالمي بسبب الأنشطة البشرية قد رفع خط الأساس لدرجات الحرارة الطبيعية إلى الحد الذي أصبحت معه الكوارث التي لم تكن لتخطر على البال من قبل أمراً شائعاً.

لقد جاءت المعاناة على الرغم من التوقعات بأن موجة الحرارة العالمية التي استمرت لمدة عام قد تبدأ في التضاؤل قريباً. وبدلاً من ذلك، في الأيام السبعة الماضية وحدها، شعر مليارات الأشخاص بالحرارة الشديدة التي غذتها تغيرات المناخ، والتي حطمت أكثر من ألف رقم قياسي لدرجات الحرارة في جميع أنحاء العالم وسقط المئات في الولايات المتحدة، حيث عانى عشرات الملايين من الناس في جميع أنحاء الغرب الأوسط والساحل الشرقي من الحر الشديد وسط واحدة من أسوأ موجات الحر في بداية الموسم .

وقال مايكل وينر، عالم المناخ في مختبر لورانس بيركلي الوطني: "يجب أن يكون من الواضح أن تغير المناخ الخطير قد حل علينا بالفعل. سيموت الناس بسبب الاحتباس الحراري العالمي في هذا اليوم بالذات".

يقول الباحثون إن ارتفاع درجات الحرارة هذا الأسبوع بعد تبدد ظاهرة النينو التي عادة ما تعزز درجات الحرارة العالية، يظهر كيف تسببت الغازات المسببة للاحتباس الحراري في رفع درجة حرارة الكوكب، ومع بدء صيف 2024 للتو، هناك علامات مشؤومة على أن المزيد من الظروف الحارقة قد لا تزال في الأفق.

قال زيك هاوسفاذر، عالم المناخ إن شهر يونيو من المؤكد بالفعل أنه سيسجل متوسط درجة حرارة عالمي شهريًا للمرة الثالثة عشرة على التوالي. وأضاف أنه في الشهر المقبل، قد يقترب الكوكب من أعلى متوسطات عالمية تم قياسها على الإطلاق أو يتجاوزها.

وقال مايكل ماكفادن، كبير العلماء في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي: "لقد سجلنا أعلى تركيزات للغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي في آخر 3 ملايين عام. يحبس ثاني أكسيد الكربون الحرارة، لذا فإن درجة حرارة الكوكب ترتفع. إنها فيزياء بسيطة حقًا".