أكدت هدى عبد العزيز نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام والمتحدث الإعلامي لجمعية "حماة حضارة مصر"، على ضرورة تعبئة الوعي المجتمعي المصري للتصدي لمحاولات السطو على التراث والحضارة المصرية والوقوف أمام الأفكار الهدامة والمزاعم التي تبثها "الحركة المركزية الإفريقية والمعروفة باسم "الأفروسنتريك".
وأوضحت نائب رئيس الجمعية - في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط - أن فكرة إنشاء الجمعية جاءت عقب رصد مزاعم وأفكار من قبل حركة "الأفروسنتريك" للسطو على الحضارة المصرية ومحاولة نسبها إلى الحضارة الإفريقية، وزعم بأن التاريخ والثقافة الإفريقية انطلقت من مصر القديمة، التي شكلت مهد الحضارة العالمية، وأن أصل الحضارة المصرية في نظرها هو إفريقي، وإدعائها بأن إرثها تم سرقته وتزويره من قبل الأوروبيين والغربيين.
وقالت هدى عبد العزيز "الإشعاع الحضاري المصري غطى إفريقيا والعالم.. ونتصدى بقوة لمن يشكك في ذلك".. مضيفة أن هذه الحركة بدأت في نشر هذه الأفكار المغلوطة على نطاق واسع في العالم وبدأوا في استقطاب العديد من الباحثين في مجال الآثار إلى أن وصلوا إلى الفن والسينما، وفوجئ المصريون بالفيلم الوثائقي "كليوباترا" الذي أنتجته منصة "نتفليكس" الشهيرة ويظهر كليوباترا بأنها سمراء البشرة وتصنيفه بأنه وثائقي رغم أنه لا يستند إلى أي حقائق علمية.
وتابعت قائلة "إن الجميع تابع تصريحات الممثل الأمريكي من أصول إفريقية كيفن هارت، التي زعم خلالها أن أجداده بنوا الأهرامات في مصر".. مشيرة إلى أن هناك عملية استيلاء ثقافي وتزوير للتاريخ التي يقوم بها أتباع الحركة المركزية الإفريقية "الأفروسنتريك".
ونوهت بأن خطورة هذه الحركة في كونها بدأت في محاولة استقطاب باحثين مصريين في مجال الآثار وتوقيع بروتوكولات مع جامعات مصرية، مشيرة إلى أن هناك مخططا لطمس علم المصريات "اجيبتولوجي" ومحاولة استبدال هذه الكلمة في محركات البحث على الإنترنت بكلمة "أفرولوجي" أي علم الأفريقيات.
وحذرت نائب رئيس جمعية حضارة مصر من أن محاولة تزييف الحقائق التاريخية وزرع الفتنة الثقافية هي من أحد أذرع الحروب الحديثة من خلال العمل على محو الهوية من خلال رحلة طويلة من التآكل البطىء استنادا إلى حالة قلة الوعي المتزايدة.
وأضافت أن الجمعية تعمل حاليا على مشروع كتاب يحمل عنوان "الوصفة الخفية لمحو الهوية المصرية"؛ بسبب اكتشافها أنه على مدار التاريخ هناك دائما وصفة خفية يستخدمها الغزو الأجنبي لزرع أفكار دخيلة تجعل المصري يشعر وكأنه غريب عن نفسه وعن تاريخه، ويدفع ثمنها حاليا بسبب قلة الوعي، وهو ما جعل حركات مثل "الحركة المركزية الإفريقية" تخترق عددا من الجامعات وتقوم بأبحاث مشتركة مع أساتذة جامعيين مصريين لمحاولة نشر أفكارهم.
واستطردت قائلة "إنه حان الوقت أن يكون الشعب المصري صوتا واحدا واعيا لكل ما يحاك ضده من خلال فهم التاريخ وهو دور الجمعية في حشد الدعم المجتمعي لحماية حضارة مصر من السرقة والتزييف والتضليل".
وحول أنشطة وفعاليات جمعية "حماة حضارة مصر".. أشارت هدى عبد العزيز إلى أن الجمعية تضم 5 أندية مجتمعية، وذلك لمخاطبة كافة شرائح وأطياف المجتمع على حسب اهتماماتهم، موضحة أن النادي الأول هو نادي "حماة التراث"، وهو يهدف إلى فهم ما هو التراث وما هي الاستراتيجيات المقدمة للحفاظ على التراث ومعنى التوثيق الرقمي وما هو دور اليونسكو، فضلا عن تقديم ندوات للمواطن لمعرفة المزيد على التراث وطرق الحفاظ عليه.
وأضافت أن النادي الثاني هو نادي "إتقان"، وهو يهدف إلى دعم البحث العلمي والأكاديميين والطلبة لتوفير لهم كافة المواد العلمية والمعلومات الحقيقية عن الحضارة المصرية، فضلا عن توفير منح دراسية عن طريق بروتوكولات تعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية وعمل مناهج دراسية، مشيرة إلى أنه جاري العمل حاليا على منهج "حضارة"، وهو منهج دراسي متكامل موجه للأطفال من سنة رياض الأطفال وحتى الثالث الابتدائي، ثم من الصف الثالث الابتدائي وحتى المرحلة الإعدادية.
أما النادي الثالث في الجمعية، بحسب هدى عبد العزيز، فهو يسمى "تحالف" ويقوم بإبرام بروتوكلات تعاون مع السفارات الأجنبية في مصر للتبادل الحضاري، ودراسة علم نفس الشعوب لتحقيق التوافق المجتمعي ودعم المعلومات التاريخية المتبادلة بين البلدين، وتعزيز الروابط السياحية بين الدول، وهو ما يتيح للسائحين الحصول على المعلومات الكافية عن تقاليد وعادات الشعوب.
وتابعت أن النادي الرابع هو نادي "رحلة"، حيث تم إبرام بروتوكول تعاون مع عضو مجلس إدارة وأمين عام الجمعية المصرية للسياحة والصداقة بين الشعوب الدكتورة مروة عز الدين، وتم إطلاق مبادرة بصمة "المرشد السياحي المصري"، وهي مبادرة تسعى لإعادة تشكيل دور المرشد السياحي؛ ليكون بحق سفيرا لمصر أمام العالم.
أما النادي الخامس فهو يحمل اسم "تواصل"، ويهدف إلى التوافق المجتمع المصري ودراسة تنوع التراث المصري وحماية التنوع اللغوي والحفاظ على السرديات الثقافية مثل التراث النوبي والأمازيغي والإسلامي والقبطي والمصري القديم واليوناني الروماني، وذلك لدعم الاحترام المتبادل بين الحضارات والثقافات المختلفة.
وناشدت نائب رئيس مجلس إدارة جمعية "حماة حضارة مصر"، بضرورة إنشاء قناة متخصصة في الآثار وعلم المصريات بأكثر من لغة، وفتح الأماكن الأثرية بأسعار رمزية للطلبة والمتخصصين ومعدي المواد الإعلامية المقدمة على شاشات التلفزيون.
وطالبت بعقد معارض دولية في المتاحف المصرية بنفس مستوى متحف لندن الإنجليزي ومتحف "ميتروبوليتان" الأمريكي، لاستغلال التدفق السياحي لمصر وجعل السائحين بمثابة سفراء لمصر في الخارج وهو بمثابة رد عملي على مزاعم حركة "الأفروسينتريك" وغيرها، وكذلك التعاون مع شركات الطيران لتوفير مواد دعائية وتوعوية للتراث المصري.
كما ناشدت هدى عبد العزيز بضرورة وجود لجنة لإدارة الأزمات الثقافية سواء داخل مصر أو خارجها وفريق لإدارة الأزمات الثقافية التي تحدث في مصر، مع إنشاء منصات رقمية بعدد من اللغات تضم كافة المعلومات التي توفر محتوى معرفي شامل عن التراث المصري والديانات السماوية والبحث العلمي، فضلا عن تطبيق فكرة "اتوبيس الحضارة"، وهو متحف متنقل موجه للمدارس على مستوى كافة المحافظات.
وأوضحت أن جمعية "حماة حضارة مصر" تأسست على يد نخبة من المتخصصين في مجالات عدة، الثقافية والعلمية والسياسية والاجتماعية والتاريخية؛ بهدف إحياء الوعي الثقافي وتعزيز دور مصر الريادي في السياحة والتاريخ، مشيرة إلى أن الجمعية تسعى إلى إطلاق مبادرات مبتكرة تسهم في ربط الأجيال بتراث مصر العريق، وتنمية مهارات المتخصصين في المجالات الثقافية والسياحية، وإقامة شراكات استراتيجية لدعم المشروعات الهادفة إلى تعزيز القوة الناعمة المصرية.
وأضافت هدى عبد العزيز أن الجمعية لها رؤية متمثلة في تعزيز الهوية الثقافية المصرية ونشر الوعي بأهمية التراث والتاريخ بين مختلف الفئات، وتطوير مهارات العاملين في قطاع الثقافة والسياحة من خلال ورش عمل وتدريبات متخصصة، مع خلق قنوات للتعاون بين الهيئات المحلية والدولية لدعم المشروعات الثقافية والسياحية، فضلا عن إطلاق مبادرات توعوية تسهم في تقديم صورة حضارية مشرفة لمصر أمام العالم، وتمكين الشباب عبر برامج تدريبية تؤهلهم للعب دور فعال في تعزيز السياحة والثقافة.
يذكر أن مجلس إدارة جمعية "حماة حضارة مصر" يضم كلا من رئيس مجلس الإدارة الدكتور طارق فرج الباحث في علوم المصريات، ونائب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام ومسؤول اللجنة الإعلامية هدى عبدالعزيز استشاري مناهج تعليمية ومعدة ومقدمة برنامج "لغتنا القديمة"، وأمين الصندوق الدكتور ريهام ممتاز عميد كلية الهندسة بالجامعة الحديثة، والأمين العام كريم أسامة معيد بكلية الهندسة بالجامعة الحديثة، والمستشار القانوني حاتم عبدالرحمن مدرس بكلية الحقوق جامعة عين شمس ومدير مركز حقوق عين شمس للتحكيم، والمستشار السياسي الدكتور هبة جمال الدين أستاذ مساعد رئيس قسم الدراسات المستقبلية بمعهد التخطيط القومي، فضلا عن مستشار الأمن القومي بالجمعية الدكتورة سماء سليمان وكيل لجنة الشؤون الخارجية العربية والإفريقية بمجلس الشيوخ.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الصباح العربي ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الصباح العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.