أكد المهندس مدحت بركات، رئيس حزب أبناء مصر، أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسي بأمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يحمل رسالة سياسية واضحة تُجسد ثوابت الدبلوماسية المصرية في دعم أمن الدول العربية وسيادتها، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية المتسارعة في المنطقة.

وقال بركات إن إدانة الرئيس السيسي للهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر، يعكس التزام مصر الصادق والثابت برفض أي اعتداء على أي دولة عربية، ويؤكد من جديد أن القاهرة لا تتهاون في الدفاع عن سيادة وأمن الأشقاء العرب، انطلاقًا من مواقفها القومية الراسخة ومكانتها القيادية في المنطقة.

وأضاف رئيس حزب أبناء مصر، أن إشادة الرئيس السيسي بكفاءة القيادة القطرية ومنظومات الدفاع الجوي يعكس احترامًا متبادلًا وثقة راسخة بين البلدين، ويعبّر عن تنسيق استراتيجي مصري قطري أصبح أكثر أهمية في ظل التحديات الجسيمة التي تواجه الأمن القومي العربي بشكل عام، والوضع الإنساني في قطاع غزة بشكل خاص.

وأكد بركات أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على مبادئ أساسية يأتي في مقدمتها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، واتباع نهج التهدئة والدبلوماسية في معالجة الأزمات الإقليمية، بما يضمن استقرار المنطقة ويمنع انزلاقها نحو مواجهات أوسع قد يدفع ثمنها الأبرياء.

وأشار إلى أن موقف مصر من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يعكس حرصها على خفض التصعيد الإقليمي وفتح المجال أمام حلول سياسية تحفظ مصالح شعوب المنطقة، مشددًا على أن مصر طالما كانت في طليعة الداعين إلى ضبط النفس وتغليب الحوار على لغة السلاح.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شدد بركات على أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من انتهاكات وجرائم مروعة يمثل كارثة إنسانية حقيقية، لا يجوز السكوت عنها، مضيفًا: "مصر تتحرك بثقة وثبات لإنهاء هذه المأساة الإنسانية، وتبذل جهودًا جبارة لفتح ممرات إنسانية وإدخال المساعدات، بالتنسيق مع جميع الأطراف، وعلى رأسها قطر".

وأكد رئيس حزب أبناء مصر أن هذا التنسيق المصري القطري في ملف غزة يُعد ضرورة استراتيجية لا تحتمل التأجيل، داعيًا إلى توسيع هذا التعاون العربي ليشمل تحركًا إقليميًا موحدًا للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، ووقف نزيف الدم الفلسطيني.

واختتم بركات تصريحه قائلاً: "مصر ستظل درع الأمة، وقلبها النابض بالعروبة. من يراهن على تراجع دورها الإقليمي يجهل حقيقتها، فمواقفها الثابتة لا تهتز، وقضية فلسطين كانت وستظل على رأس أولوياتها."