كتب محمود راغب

تستعد سماء مصر والعالم العربي طوال الليل وقبل صباح اليوم السبت 11 أكتوبر لوصول زخة شهب الثوريات الجنوبية ذروة نشاطها السنوي لتمنح الراصدين فرصة لمشاهدة وميض شهب لامعة تتساقط عبر السماء.

وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها أن شهب الثوريات تنشأ من بقايا الغبار التي خلّفها مذنب إنكي، وعندما تدخل هذه الجسيمات الصغيرة الغلاف الجوي للأرض بسرعة عالية، تحتك بالهواء وتشتعل على شكل خطوط ضوئية لامعة.

وتتميز هذه الزخة بكونها معدودة الشهب، حوالى 5 شهب في الساعة تحت ظروف مثالية، لكنها أحياناً تنتج كرات نارية ضوئية شديدة اللمعان وهو ما يجعلها محط اهتمام الفلكيين.

سيكون أفضل وقت للرصد بعد منتصف الليل وحتى ساعات الفجر، حيث يرتفع مركز الزخة في كوكبة الثور عالياً في الافق الشرقى، محلياً يمكن البدء بالمشاهدة إبتداءً من الساعة 11 مساءً تقريباً وحتى قبل شروق الشمس.

هذا العام يتزامن الحدث مع وجود القمر في طور الأحدب المتناقص وهو قمر مضيء نسبياً قد يحجب الشهب الخافتة، إضافة إلى ذلك فإن التلوث الضوئي في المدن سيقلل من فرص الرصد لذلك ينصح بالابتعاد عن أضواء المدن والاتجاه نحو المناطق الصحراوية أو السواحل المظلمة حيث تكون السماء أصفى.

لا يحتاج الراصد إلى تلسكوب أو منظار فالشهب تشاهد بالعين المجردة يكفي أن مراقبة السماء في مكان مظلم وتترك عينيك تتكيف مع الظلام لمدة 15 دقيقة اتجه بنظرك نحو الافق الشرقي أو المنطقة العليا من السماء، وانتظر ظهور الخطوط الضوئية.

رغم أن الثوريات الجنوبية ليست من أغزر زخات الشهب في السنة إلا أنها معروفة بإنتاج شهب بطيئة الحركة نسبياً ولامعة ما يمنح المشاهد تجربة ممتعة ومع قلة الفرص لرؤية السماء المظلمة في المدن فإن مثل هذه الأحداث تعد مناسبة رائعة للتواصل مع جمال السماء.

ربما يحالف الحظ البعض لرؤية كرة ضوئية براقة تشق السماء لذلك هي فرصة للاستمتاع بمشهد طبيعي خلاب يذكرنا بروعة الكون واتساعه.