الارشيف / منوعات / صحيفة الخليج

«اللعب التخيلي».. دروس جاذبة للطفل

إعداد: مصطفى الزعبي

يعد اللعب التخيلي دروساً جادة للطفل، وجزءاً من الثقافة التطورية وجانباً أساسياً من صحة الطفل ونموه، كما يُعدّ شيئاً مهمّاً في الحياة اليومية، حيث ينظم استجابة جسمه للتوتر، ويحسن بنية الدماغ عموماً، ويعزز الدافع الصحي لتحقيق الأهداف. ويرتبط اللعب والتعلم ارتباطاً وثيقاً حيث يتم صقل المهارات بطريقة ممتعة ومبتكرة، وأحد أنواع اللعب هو «اللعب التخيلي».

اللعب التخيلي، كما عرّفته الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال «هو نشاط ذو دوافع جوهرية، ويستلزم مشاركة نشطة من الوالدين للطفل، ويؤدي إلى اكتشاف أشياء ممتعة وعفوية»، ويساهم في التطور المعرفي والاجتماعي والعاطفي.

ويشير هذا النوع إلى قدرة الطفل على استخدام الأشياء أو الإجراءات أو الأفكار لتمثيل أفعال أو أفكار أثناء اللعب، على سبيل المثال، يحول الطفل صندوقاً من الورق المقوى إلى سيارة أو عصا سحرية، وهو أيضاً لعب الأدوار، حيث يؤدي الطفل مهام متعددة، والتعبير عن المشاعر الإيجابية والسلبية، واكتشاف الخيارات، وتجربة نتائج القرارات المتعددة في بيئة آمنة وخاضعة للرقابة.

هذا النوع من اللعب مع الأقران وأولياء الأمور الطريقة التي يتعلم بها الأطفال كيفية الارتباط الاجتماعي واحترام الآخرين والتواصل وموازنة المشاعر الشخصية مع مشاعر الآخرين، ويزيد من الرابطة بين الوالدين والطفل، وإن التطور المعرفي والاجتماعي والعاطفي واللغوي الذي يحدث التفاعل يبني أساساً قوياً في العلاقات الاجتماعية لاحقاً.

ويمكن للعب التخيلي عند الأطفال أن يخفض القلق، ويحسن المهارات الأكاديمية، ويقلل السلوكيات التخريبية، وزيادة فهم الأدب، والكفاءة العاطفية، وممارسة واكتساب مهارات التفاوض والمشاركة، والتعبير عن المشاعر واستكشافها، وممارسة مهارات التفكير المنطقي، وتحسين التركيز.

ويختلف اللعب التخيلي عن اللعب النشط، ويرتبط اللعب النشط بألعاب التأرجح على الأرجوحة، والانزلاق على الشرائح، والمشي لمسافات طويلة عبر الغابة، أما اللعب التخيلي فهو خيال وأمر أكثر فضولاً، ويعرّف علماء النفس اللعب التخيلي بأنه التمثيل من خلال قصص تتضمن وجهات نظر متعددة والتلاعب بالأفكار والعواطف، ولا يحتاج إلى ألعاب جديدة، ويمكن أن يتحول صندوق من الورق المقوى إلى قارب، أو سيارة سباق، أو بيت دمية، أو بوابة نفق إلى عالم آخر وكل شيء يمكن أن يفكر فيه الطفل ويشاركه فيه والده.

ويظهر اللعب التخيلي عادة في عمر 18-24 شهراً، وقبل هذه المرحلة، يشارك الأطفال في اللعب الوظيفي، والذي يتضمن استخدام الأشياء للأغراض، على سبيل المثال، يكدس الطفل كتلاً لبناء أو دفع سيارة على الأرض، ومع تطور القدرات المعرفية للأطفال، يبدأون في فهم أن الأشياء يمكن أن تمثل أشياء أخرى، هذا التحول المعرفي يسمح لهم بالمشاركة في اللعب التخيلي.

ويمكن تقسيم تطور اللعب التخيلي إلى ثلاث مراحل:

  1. اللعب الرمزي البسيط، ويكون بين 18- 24 شهراً: يبدأ الأطفال في استخدام الأشياء لتمثيل أشياء أخرى، على سبيل المثال، يمكن استخدام كتلة كهاتف، ويمكن استخدام عصا كسيف، ويبدأ الأطفال في استخدام إيماءات بسيطة لتمثيل أفعال، مثل التظاهر بتناول الطعام أو الشراب.
  2. اللعب التخيلي المعقد 24- 36 شهراً: يبدأ الأطفال بالانخراط في ألعاب تخيلية أكثر تفصيلاً، مثل اللعب في المنزل أو تمثيل دور الطبيب أو المعلم. ويبدأون أيضاً في استخدام المزيد من التمثيلات المجردة، مثل التظاهر بالطيران أو أن يكون بطلاً خارقاً.
  3. اللعب الدرامي الاجتماعي 3-6 سنوات: يشارك الأطفال في سيناريوهات لعب تخيلي أكثر تعقيداً مع أطفال آخرين ويبدأون في تعيين الأدوار والتمثيل في المواقف الاجتماعية.

أهمية اللعب التخيلي

يعد اللعب التخيلي جزءاً أساسياً من تنمية الطفولة لأسباب عدة، منها أنه يساعد الأطفال على تطوير قدراتهم المعرفية، مثل حل المشكلات والتفكير النقدي والإبداع، وعندما ينخرط الأطفال في اللعب التخيلي، يجب عليهم استخدام خيالهم لإنشاء سيناريوهات جديدة و التفكير في الاحتمالات المختلفة.

وكذلك يساعدهم على تطوير مهاراتهم الاجتماعية، مثل التواصل والتعاون وحلّ النزاعات، وعندما ينخرط الأطفال في اللعب التخيلي مع الآخرين، يجب عليهم العمل معاً لإنشاء قصة مشتركة والتفاوض حول الأدوار والأفكار المختلفة.

ويساعد اللعب التخيلي الأطفال على تطوير ذكائهم العاطفي، مثل التعاطف والتنظيم الذاتي والتعبير العاطفي، وعندما ينخرط الأطفال في اللعب، يجب عليهم فهم المشاعر المختلفة والتعبير عنها وتعلم كيفية إدارة عواطفهم في المواقف المختلفة.

وأيضاً يساعد على تطوير مهارات الأطفال اللغوية، مثل المفردات والقواعد ورواية القصص. وعندما ينخرط الأطفال في اللعب التخيلى، يتعين عليهم استخدام اللغة للتواصل مع الآخرين وإنشاء قصة مشتركة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا