أثارت شركة الخدمات المصرفية الأمريكية العملاقة «ويلز فارغو»، ضجة بعد تسريحها للعديد من الموظفين، بدعوى زعمهم العمل بجد على غير الحقيقة.

وتقول الشركة إنها كشفت لجوء عدد من موظفيها لاستخدام «فأرة هزازة» ومحاكاة نشاط لوحة المفاتيح، مما يخلق انطباعاً بالعمل النشط، بينما هم لا يعملون.

ولم يتضح ما إذا كان الأمر يتعلق بالموظفين الذين يعملون من المنزل على وجه التحديد، أو غير ذلك.

وقال البنك الأمريكي إن الموظفين طُردوا أو استقالوا «بعد مراجعة الشكوك المتعلقة بمحاكاة النشاط».

ودخلت قواعد جديدة حيز التنفيذ مؤخراً في الولايات المتحدة، مما يعني أنه يجب فحص الوسطاء الذين يعملون من المنزل كل ثلاث سنوات.

وقال بيان للشركة إن «ويلز فارغو تلزم موظفيها بأعلى المعايير ولا تتسامح مع السلوك غير الأخلاقي».

وفي 2022، صرحت الشركة باعتمادها لنموذج عمل مرن هجين، مع السماح للموظفين بالعمل من المنزل لبعض الوقت.

وتستخدم بعض الشركات الكبرى أدوات متطورة بشكل متزايد لمراقبة الموظفين منذ توسع العمل عن بعد خلال جائحة كوفيد.

ويمكن لمثل هذه الأدوات تتبع ضغطات المفاتيح وحركات العين، والتقاط لقطات الشاشة، وتسجيل مواقع الويب التي تمت زيارتها. لكن التكنولوجيا تطورت أيضاً للتهرب من المراقبة، بما في ذلك ما تسمى «الفأرة الهزازة» التي تهدف إلى جعل أجهزة الكمبيوتر تبدو وكأنها قيد الاستخدام النشط، وهي متوفرة على نطاق واسع.

وبحسب بيانات شركة أمازون، فقد بيع الآلاف من «الفأرة الهزازة» خلال الشهر الماضي فقط، في ظل رخص ثمنها الذي لا يتجاوز 10 دولارات.

وتدفع العديد من الشركات، وخاصة في القطاع المالي، موظفيها للعودة إلى مكاتبهم. وظل العمل عن بعد شائعاً منذ تفشي الوباء، لكن الأعداد انخفضت.

وعانت «ويلز فارغو» على مدار السنوات الماضية انعدام الثقة الإدارية، ففي 2016 أنفقت الشركة مليارات الدولارات لتسوية التهم المدنية والجنائية المتعلقة بمخطط متعدد السنوات أدى إلى فتح أكثر من مليوني حساب مزيف دون موافقة العملاء أو علمهم، بعد وضع أهداف مبيعات غير واقعية للموظفين.

كما تعرّض الرئيس السابق لعمليات التجزئة في البنك لحكم بالسجن لمدة 3 سنوات العام الماضي، كما تم منع الرئيس التنفيذي السابق للبنك من ممارسة العمل في هذا المجال.