البكاء وسيلة للتعبير عن المشاعر الإنسانية، وهو الطريقة التي يُظهر بها الإنسان ما يجول بخاطره، وقد تكون الدموع أبلغ من الكلمات وأدق وصفا لحالة صاحبها، فالدمعة الواحدة ربما توازن آلاف الكلمات، وهي اللغة الأكثر إيصالا للمعنى المقصود، خاصةً من الأنثى.

وتبكي الأنثى في مواقف متعددة، ودوافع البكاء معقدة، وتختلف باختلاف الأنثي وتركيبتها العاطفية، والظروف المحيطة بها، وتعاني الكثير من النساء من البكاء دون سبب من وقت لآخر، مما قد يثير قلقهن بشأن صحتهن النفسية.

الدكتور إبراهيم مجدي، الاستشاري النفسي، يقول إن البكاء دون سبب نوع من أنواع القلق، يكون الشخص معرضا للاكتئاب ويذرف دموعه دون سبب واضح لفترات طويلة.

وأضاف أن مريض الاكتئاب يجلس مع نفسه دون سبب واضح سواء كان رجلا أو أنثى، ويشعر بإحساس البكاء ولكن دون جدوى: "وده أحساس صعب يكون عايز يبكي وليس قادرا وهذا يدل على الحزن الشديد".

وأشار إلى أن المشاعر العاطفية تُعد من أكثر دوافع البكاء شيوعًا لدى الأنثى، حيث تُعبّر الدموع عن مشاعر الحزن العميق، والفقدان، والألم النفسي.

وتابع مجدي أن الأنثي تذرف الدموع في لحظات السعادة الشديدة أيضا، كالتي تُصاحب تحقيق حلم أو إنجاز كبير، أو الشعور بالامتنان الشديد، والبعض منهن تستخدم الدموع للتعبير عن مشاعر الغضب الشديد، أو الإحباط، أو الشعور بالعجز.

وتعبر الأخريات منهن بالبكاء، عندما تشعر بالخوف أو القلق، خاصةً في المواقف المُهددة أو غير المستقرة، تُذرف الأنثي الدموع تأثرًا بجمالٍ مُبهر، أو موسيقى مُؤثرة، أو لحظة روحية عميقة.

التغيرات الهرمونية

تؤدي الهرمونات دورا مهما في تنظيم المشاعر، وتُؤثر على قابلية المرأة للبكاء، ففي بعض المراحل من الدورة الشهرية، أو خلال فترة الحمل والرضاعة، قد تكون المرأة أكثر عرضة للبكاء بسبب التغيرات الهرمونية.

عندما تشعر الأنثى بالإجهاد والتعب الشديد، قد تفقد السيطرة على عواطفها، وتصبح أكثر عرضة للبكاء.

وأكد أن بكاء الأنثي ليسِ ضعفًا أو نقصا، بل هو تعبير طبيعي عما يدور بداخلها من عواطف

نصائح يجب عليك فعلها عندما تبكي المرأة

استمع باهتمام لما تقوله وحاول فهم مشاعرها، وقدم الدعم والمساندة لها، وعبر عن دعمك للأنثي، ولا تقل من شأن مشاعرها، أو تُحاول إقناعها بأنها يجب ألا تبكي.

حاول أن تحافظ على هدوئك وصبرك في أثناء الحديث معها.

أحيانا تحتاج الأنثى إلى بعض الوقت لتهدأ وتعبّر عن مشاعرها.

إذا كانت الأنثى تعاني من بكاءٍ مفرطٍ أو مستمرٍ، فقد تحتاج إلى طلب المساعدة من مختصٍّ في الصحة النفسية.

تذكر أن كل أنثى فريدة من نوعها، وتُعبّر عن مشاعرها بطريقة مختلفة، فمن المهم احترام مشاعرها، وتقديم الدعم والمساندة لها في أوقات الحزن والفرح على حدٍّ سواء.