منوعات / صحيفة الخليج

حصاد التمر.. بهجة المواسم في

القاهرة: «الخليج»

تضيء عراجين النخيل المحمّلة بأطيب الثمر، ليالي القرى المصرية في هذه الفترة سنوياً، بالتزامن مع موسم حصاد التمر، الذي يستمر حتى نهايات أكتوبر، وينظر إليه كثير من المنتجين باعتباره أكبر مواسم الخير السنوية، على ما تجود به نخيلهم من أرباح.
تحفل مزارع النخيل في ، بالعديد من الأصناف التي يتربع على عرشها البلح الثماني والزغلول، إذ يعدان من أسرع الأصناف نضجاً، ويبشران لموسم الحصاد، حيث تبدأ عمليات جمع ثمار هذين النوعين مع نهايات يوليو، عندما تتلون الثمار بالأصفر المائل إلى الحمرة، وهو ما يعني أن الثمار قد طابت على عراجينها، فيشرع المزارعون في جمعها وطرحها في الأسواق.
تنتج مصر نحو 1.7 مليون طن سنوياً من التمور، التي تنتشر مزارعها في العديد من المحافظات المصرية، خصوصاً محافظات الدلتا والصعيد، وتمثل تلك الإنتاجية ما يوازي 18% من إجمالي الإنتاج العالمي، ما يضع مصر في مقدمة الدول المنتجة للتمور، متفوقة في ذلك على العديد من الدول في المنطقة والمعروفة بإنتاج التمور، مثل المملكة العربية ، وإيران والعراق والجزائر، حيث يتنوع الإنتاج المصري بين أكثر من 15 صنفاً من أنواع التمور، من بينها الزغلول والحياني والسيوي والبرحي، إلى جانب تمر المجدول الذي يصنف بين أفضل التمور على المستوى العالمي.
تختلف مواعيد حصاد التمور في مصر، باختلاف أنواعها التي تتباين في مواعيد النضج، فالثماني والزغلول ينضجان في نهايات يوليو، بخلاف الأنواع الأخرى التي تنضج مع ارتفاع حرارة الجو في أغسطس، ومن بينها التمور التي يتم تجفيفها مثل البركاوي والبرتمودا، والصعيدي والعامري والعجلاني.
تخضع مزارع النخيل في مصر، لعمليات خدمة شاقة، قبل أن تبدأ عراجينها في الإثمار، حيث يشرع المزارعون بعد انتهاء موسم الحصاد، في تسميد النخيل بالسماد البلدي، إلى جانب الكبريت الزراعي والسوبر فوسفات والنترات، في عملية يطلق عليها المزارعون «الخدمة الشتوية» التي تستمر شهوراً، قبل أن تبدأ النخيل في عملية الإثمار، وبداية موسم الحصاد، الذي تقام له في بعض المحافظات المصرية، مثل محافظة الوادي الجديد، احتفالات شعبية، يطلق عليها «احتفالات الدميرة»، إذ يتزامن موسم الحصاد، مع حفلات الأعراس وغيرها من المناسبات الاجتماعية الأخرى، التي ترتبط ببيع محصول التمر، الذي يخضع بدوره لطقوس خاصة في العديد من محافظات الجنوب، حيث يقوم أحد أفراد الأسرة في بداية موسم الحصاد، بالصعود إلى أعلى نخلة لجني ثمارها، فيلقي بأول عرجون إلى باقي أفراد العائلة التي تنتظر أسفل النخلة، ليتم توزيعه والتصدق به على الفقراء من أهالي القرية، إلى جانب باقي أفراد الأسرة.
يستخدم المزارعون في مصر، العديد من الأدوات اليدوية التقليدية في موسم حصاد التمر، وهي تتنوع ما بين «السلبة» وهي عبارة عن حبل ضخم مصنوع من ليف النخيل، و«البلطة» التي تستخدم في تهذيب جريد النخل، فضلاً عن المنجل الكبير الذي يستخدم في قص العراجين، ويقوم على تلك المهمة عمال متخصصون، يطلق على الواحد منهم «طالع النخل»، الذي يشرع في ممارسة مهام عمله مع بداية الساعات الأولى للصباح، فيتسلق النخيل برشاقة، قبل أن يعمل منجله في العراجين المملوءة بالثمار، ثم ينزلها برفق عن طريق السلبة إلى المنتظرين أسفل النخلة، ويقول حسن أبو خطاب، وهو أحد العمال المحترفين في تلك المهنة، إن عملية الحصاد قد تستمر لمدة تصل إلى أربعين يوماً، يتنقل خلالها بين العديد من قرى محافظة القليوبية، لجمع المحصول.
ورث أبو خطاب تلك المهنة عن عائلته التي تضرب بجذورها في عمق الصعيد المصري، فعرف أسرارها، للدرجة التي تمكنه من نظرة واحدة أن يعرف، إذا ما كانت العراجين التي تتدلى من نخلة، قد طابت وآن وقت قطافها، أم أن ثمارها لا تزال حصرماً لم تنضج بعد، ويقول حسن: بعض الأنواع قد يتغير لونها إلى الأصفر أو الأحمر، وقد يصبح طرياً، لكن ذلك لا يعني أنه قد أصبح ناضجاً تماماً.
لا تتطلب زراعة النخيل جهداً كبيراً، فالنخلة تكون قادرة على الإثمار عند عمر ثلاث سنوات فقط، وقد يصل طولها خلال تلك الفترة إلى ما يزيد على تسعة أمتار، لذا فإن الأغلبية العظمى من المصريين ينظرون إليها باعتبارها شجرة مباركة، تفيض بالخير على الجميع، وربما كانت تلك النظرة هي السبب الرئيسي وراء توسع مصر خلال السنوات الأخيرة في زراعة النخيل، للدرجة التي تقدر معها ثروتها من تلك الشجرة المباركة، بنحو 15 مليون نخلة، تنتج أجود الثمار، التي تلبي احتياجات الأسواق المحلية والدولية على حد سواء.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا