منوعات / صحيفة الخليج

«صوت الطبيعة».. سيمفونية الأرض الخفية

إعداد: عائشة خمبول الظهوري
أصبح استخدام تسجيلات الأصوات الطبيعية أداة مبتكرة لتحليل صحة النظم البيئية، وهو تحول حديث رغم أن تقنية التسجيل الصوتي تعود إلى أكثر من قرن، ولكن في السنوات الأخيرة، بدأ العلماء بتوظيف هذه التقنية لدراسة الأصوات البيئية بشكل شامل، تشمل مناطق مثل الشعاب المرجانية والكهوف وأحواض المحار، بهدف استخدامها في استعادة المناطق المتدهورة.
يؤكد جيك روبنسون، عالم الميكروبية في جامعة فليندرز بأستراليا، أن الأصوات يمكن أن تعطي مؤشراً دقيقاً لصحة التربة من خلال تتبع أصوات الكائنات الدقيقة، وفي دراسة نشرت في مجلة «علم البيئة التطبيقية» توصل روبنسون وفريقه إلى أن الصوتيات البيئية ليست فقط وسيلة للكشف عن الحياة تحت الأرض، بل يمكنها أيضاً تحديد الفروقات بين التربة المستصلحة والتربة المتدهورة.
التربة حول العالم تحتوي على مليارات الكائنات الحية الدقيقة التي تشكل جزءاً أساسياً من النظام البيئي والغذائي، كما يوضح روبنسون: «كلما زادت حركة اللافقاريات في التربة، زادت الأصوات التي يمكن سماعها»، وقد قام فريقه بتسجيل 240 عينة صوتية في جنوب أستراليا، إذ أظهرت النتائج أن الأراضي التي أزيلت منها الغابات كانت أقل تنوعاً من حيث الأصوات، ما يدل على نقص واضح في الحياة البيولوجية، ويشير هذا الفقر في التنوع الصوتي على تدهور التربة، وهو تدهور فيزيائي وكيميائي وبيولوجي يؤثر بشكل مباشر في إنتاجية الأراضي الزراعية.
يشير روبنسون إلى أن استمرار التدهور دون تدخل قد يؤدي إلى تأثيرات واسعة النطاق، حيث قد تصل نسبة الأراضي المتدهورة إلى 90% بحلول عام 2050، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، ويعد التوسع الحضري، والزراعة المكثفة، وتغير المناخ عوامل رئيسية تسهم في تدهور التربة، ما يقلل من قدرتها على تخزين الكربون.
الأساليب التقليدية مثل قياس عدد ديدان الأرض لا تعتبر دقيقة دائماً، إذ تؤكد الباحثة فيكتوريا بيرتون أن القياسات التي تعتمد على عامل واحد قد تفشل في تقديم صورة شاملة عن صحة التربة، لذا تعد الأصوات البيئية أداة أكثر موثوقية لتقييم حالة التربة في المجالات الزراعية والمشاريع البيئية، وفي تجربة إضافية، اكتشف فريق روبنسون أن تشغيل أصوات فطر «Trichoderma» وهو فطر يستخدم لحماية المحاصيل، أدى إلى تحفيز نمو الكائنات الحية الدقيقة في التربة. هذه النتائج تفتح الباب لاستخدام تقنيات الصوت في استعادة الأراضي الزراعية المتدهورة، ولم يتوقف الاهتمام بهذه التسجيلات عند الأبحاث البيئية، بل امتد ليصل إلى الفنون. إحدى الموسيقيات النرويجيات قامت بدمج أصوات ديدان الأرض في قطعة موسيقية، أضاف ذلك بُعداً فنياً لفهم الأصوات غير المرئية في البيئة الطبيعية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا