منوعات / صحيفة الخليج

قلعة صلاح الدين.. حارسة طابا وقاهرة الصليبيين

القاهرة: «الخليج»
تبدو قلعة صلاح الدين الأيوبي على ربوة عالية في جزيرة فرعون المرجانية بخليج العقبة في ، للناظرين من زائري المنطقة، مثل عجوز تروي عبر حجارتها العتيقة حكايات منسية عن طرق التجارة في تلك الأزمنة البعيدة، ومسارات الحج القديم.
تتوسط القلعة قمة الجزيرة المرجانية الأكثر شهرة في المياه الإقليمية المصرية، وتمنح الزائر بموقعها الفريد إطلالة ساحرة على حدود أربع دول ، هي مصر والأردن والسعودية وفلسطين، ما يضعها على قائمة المقاصد السياحية للزائرين إلى منطقة طابا، للاستمتاع بطقسها البديع وطبيعتها الساحرة.
موقع منيع
يرجع تاريخ إنشاء القلعة إلى عصر الناصر صلاح الدين الأيوبي، في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، وقد أمر ببناء تلك القلعة في هذا الموقع المنيع، لتأمين خليج العقبة من غزوات الصليبيين، وتأمين طريق الحج القديم وحركة التجارة التي كانت تموج بها المنطقة في ذلك الوقت.
برزت أهمية القلعة العسكرية في تلك الفترة، حسبما تشير العديد من المراجع التاريخية، بعد محاولة أمير الكرك «ريجينالد»، فتح بلاد العرب أمام الصليبيين، وتسهيل خطتهم التي كانت تستهدف الاستيلاء على مكة والمدينة، قبل أن ينجح الملك العادل شقيق صلاح الدين في إجهاض المحاولة.
ويقرر الناصر صلاح الدين بناء تلك القلعة الحصينة في هذا الموقع، لمراقبة المنطقة من جميع الاتجاهات، فشيدت على نتوءين بارزين بأرض جزيرة فرعون، وأحيطا بالأسوار والأبراج للحماية والمراقبة، وبناء ثكنات للجند داخل مبنى القلعة، وصوامع لتخزين الطعام إلى جانب المخازن التي خصصت لتخزين الذخيرة والسلاح وحجرات للمعيشة.
أبراج حمام
تضم القلعة خزاناً للمياه، كان يتم رفده بالمياه الصالحة للشرب عبر القوارب، إلى جانب حمام ومسجد صغير، وعثر داخلها في وقت سابق على بقايا لأبراج حمام كان يستخدم لنقل الرسائل حسب الطرق الشائعة في تلك الفترة.
وقد بنيت الأبراج بالحجارة التي بنيت بها القلعة التي شيدت من الحجر الناري الجرانيتي، وهو الذي يتوفر بكثرة في جزيرة فرعون، التي تشبه تلاً مرتفعاً عن سطح البحر، شديد الانحدار يصعب تسلقه، ما أضاف إليها زيادة في التحصين والمنعة، حيث تقع فوق تلين كبيرين بينهما سهل، ما جعلها أشبه بقلعتين منفصلتين، لكل منهما تحصين قائم بذاته، قادر على الدفاع في حالة حصار الآخر.
وتضم القلعة العديد من العناصر الدفاعية الإضافية، التي تبدأ من السور الخارجي الذي يمثل خط الدفاع الأول، وهو معزز بتسعة أبراج دفاعية، وتحصين شمالي يضم وحده 14 برجاً يتوسطها البرج الخاص بالحمام الزاجل، إلى جانب تحصين جنوبي صغير. وتتميز القلعة بأن لكل تحصين سوراً دفاعياً كخط ثان للدفاع، فيما تحيط بالأسوار مجموعة من الأبراج، شيدت على شكل مثلث متساوي الساقين في المواجهة، وقائم الزاوية في الجوانب، على نحو يتيح عمليات المراقبة من الجهات كافة، وإطلاق السهام إذا تطلب الأمر.
إقامة الجنود
يضم السور الغربي للتحصين الشمالي الحجرات التي كانت مخصصة لإقامة الجنود من حامية القلعة، وهي عبارة عن غرف صغيرة للإعاشة والحراسة، يجاورها خزان للمياه وصهريج محفور في الصخر.
وكان الخزان يعتمد بصورة كبيرة على مياه الأمطار التي تسقط في تلك المنطقة بغزارة خلال موسم الشتاء، فيما يعتمد طوال فترة الصيف على ما ترفده القوارب الصغيرة من كميات المياه اللازمة للإعاشة، وقد كان يتم صب المياه إلى الخزان عبر فتحات شيدت في أقبية طولية تغطي الخزان، الذي يقابله من الجهة الأخرى حواصل لتخزين الغلال، وقد عثر بداخل هذه الحواصل حتى وقت قريب على بقايا لبذور قمح وشعير وعدس، من مواد الإعاشة التي كانت تخصص للجنود من أفراد الحامية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا