إعداد: مصطفى الزعبي
تضمّ أوروبا أربع دول صغيرة يتراوح عدد سكانها بين 30 و80 ألف نسمة وهي: أندورا، على الحدود بين فرنسا وإسبانيا؛ وليختنشتاين، الواقعة بين سويسرا والنمسا، وموناكو، التي تقع على الريفييرا الفرنسية، وسان مارينو، التي تحيط بها شمال إيطاليا.
وكانت هذه الدول قائمة منذ العصور الوسطى، وتسبّبت مساحتها الصغيرة في تمكينها من تطوير ترتيبات دستورية فريدة والحفاظ عليها، وطوّرت حلولاً أصلية لمشاكل بنية الدولة، ولا يزال العديد منها قائماً حتى يومنا.
وتشارك هذه الدول الأربع في مجلس أوروبا (منظمة حقوق الإنسان الأوروبية)، وبالتالي كان عليها أن تحدث نفسها لتلبية المعايير الدولية للحكم، ويشمل هذا استقلال القضاء.
وما يميزها يكمن في بقاء الترتيبات المؤسسية التي لم يعد من الممكن العثور عليها عملياً في أيّ مكان آخر بالعالم، ففي مملكتي ليختنشتاين وموناكو، على سبيل المثال، لا يزال النظام الملكي يلعب دوراً مركزياً في الدستور، على عكس أغلب الدول الأوروبية ذات النظام الملكي، فلا يزال الملك يمارس سلطاته بشكل كبير. وفي الوقت نفسه، تعمل أندورا وسان مارينو بموجب ترتيبات ثنائية، فهما في الواقع لديهما ملكان.
كل شيء منظم في ليختنشتاين وموناكو حول ملك يمارس السلطة التنفيذية، والملكيات المعاصرة في التقاليد القانونية الغربية لها عموماً ملك أو ملكة شرفية، ولكن السلطة التنفيذية تتولاها حكومة منتخبة، وحافظتا على تنظيمهما التاريخي للحكومة.
الملك في موناكو لا يخضع حتى للمساءلة أمام البرلمان عن الصلاحيات التي يتمتع بها، ويتمتع ملك ليختنشتاين بسلطات أكبر، بما في ذلك الحق بتعيين نصف أعضاء المحكمة الدستورية، ومع ذلك، فإن السلطة السيادية لملك ليختنشتاين تتم بالشراكة مع الشعب، وبُني الهيكل المؤسسي للسماح بنظام من الضوابط والتوازنات بين الملك والشعب.
على سبيل المثال، منذ التعديل الدستوري الذي أُجري في عام 2003، أصبح الشعب قادراً على تقديم اقتراح بسحب الثقة من الملك إذا وافق على ذلك أكثر من 1500 مواطن، وهو ما يؤدي إلى إجراء استفتاء على سحب الثقة منه، ويمكن لنفس العدد من المواطنين أن يتقدّموا بمبادرة لإلغاء النظام الملكي بالكامل، إذا اختاروا ذلك.
أما أندورا، فالبعض يطلق عليها اسم الإمارة المشتركة؛ بسبب ترتيب الأمراء المشتركين، فأحد الأمراء رجل دين من كتالونيا، والآخر كان الإمبراطور الفرنسي السابق، ومن بين الخصائص الأخرى التي تميّز أندورا أن أيّاً من الأمراء ليس مواطناً أندورياً.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
