منوعات / انا اصدق العلم

هل أنت واقع في الحب؟ 14 علامة علمية تفضح مشاعرك

عندما لا يتسطيع أحدنا التوقف عن بشخص ما، حتى عند التركيز بالعمل أو الدراسة، ويخالجه شعور بأن الأمر مختلف، يقال أنه واقع في الحب، فيكف نتأكد من ذلك؟ لقد أحرز العلماء تقدمًا ملحوظًا ومثيرًا للاهتمام في فهم ماهية الحب وكيف يظهر في الدماغ، وتحديد المضمون العلمي لعبارة (الوقوع في الحب) وإثبات اختلاف النشاط الخلوي المرتبط به عن النشاط المرتبط بالصداقة (الحب الأفلاطوني) أو الشهوة. نتناول في هذا المقال 14 علامة!

1) التفكير بشريك الحياة يظهر نشاطًا دماغيًا مختلفًا عن أشكال الحب الأخرى

في دراسة فنلندية عام 2024، استمع 55 من الآباء والأمهات في علاقات مليئة بالحب العائلي إلى تسجيلات تتضمن سيناريوهات تظهر مشاعر حب مختلفة لستة أشياء: الشركاء الرومانسيين، والأطفال، والأصدقاء، والغرباء، والحيوانات الأليفة، والطبيعة. ثم طُلب منهم تخيل أنفسهم في هذه المواقف في أثناء تسجيل نشاط أدمغتهم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. وشملت السيناريوهات مواقف يومية عادية للمقارنة (كالنظر من نافذة الحافلة).

تبين أن التفكير في الحب تجاه الآخرين أدى إلى تنشيط أكبر في مناطق من دماغ المشاركين المرتبطة بالإدراك الاجتماعي مقارنةً بمشاعر الحب تجاه الحيوانات الأليفة أو الطبيعة، وشملت هذه المناطق الدماغية تقاطع الفصين الصدغيين والجدارية في جانبي مؤخرة الرأس، بالإضافة إلى الهياكل الواقعة على خط منتصف الجبهة. وكانت الأنشطة الدماغية الناتجة عن التفكير بالأطفال هي الأقوى، تليها مباشرةً الأفكار المتعلقة بشريك الحياة.

2) الشعور بمعنى فرید بين المحبين

عندما تكون متيمًا بالحب تبدأ بالتفكير بأن حبيبك مميز، فما إن تقع في الحب يصبح للشخص معنى فريدًا ومميزًا، وبعكس العلاقة الأفلاطونية أو غير الرومانسية، في الحب الرومانسي يصبح كل شيء في المحبوب مميزًا (كسيارته ومنزله وذوقه الموسيقي) ويصل درجة الهوس يدوم التفكير فيه ليلاً ونهارًا.

3) التركيز فقط على إيجابيات المحبوب

يميل العشاق إلى النظر بمثالية إلى من يحبونهم والتركيز على إيجابياتهم وتجاهل سلبياتهم، وهذا ليس جيدًا بالضرورة بالنظر إلى العلاقات طويلة الأمد، وبحسب دراسة من 2011 لا دليل على تنبؤ النظرة المثالية بمدى الرضا عن الزواج.

تقترح دراسات أن من يقع في الحب ينشغل بالأشياء الصغيرة والأحداث التافهة التي تذكره بالمحبوب بعمق، ويُعتقد أن هذا التركيز نابع من ارتفاع الدوبامين الذي يزيد إفرازه في الدماغ والحبل الشوكي إلى جانب زيادة إفراز النورإيبينفرين الذي يرتبط بزيادة قدرة الذاكرة مع الاستثارات الجديدة والعاطفية تحديدًا.

4) عدم الاستقرار العاطفي

من المعروف أن الوقوع في الحب قد يسبب تقلبات حادة في المزاج، وبحسب مقال من 2017 عندما تكون هذه التقلبات شديدة قد توازي سلوكيات من يعانون من اضطرابات إدمان المواد المخدرة، فالحاجة إلى البحث عن الشخص للوجود معه قد تدفع إلى سلوكيات ضارة.

ترى دراسة أن فكرة أن الحب الرومانسي يجب أن تُعد مشابهة للإدمان، على أن يكون (إدمان الحب) إيجابيًا عندما يكون الحب متبادلًا وغير سامًا ومناسبًا، وسلبيًا عندما يكون العكس صحيحًا. وتشمل أعراض إدمان الحب: اللهفة الشديدة، والانسحاب، والنكسات، تمامًا مثل الاعتماد على المخدرات. ولكن لا يتفق الجميع مع مقارنة الحب بالإدمان حتى في السياق المجازي، فقد يؤدي ذلك إلى التقليل من جدية الحديث عن اضطرابات استخدام المواد المخدرة.

5) الجاذبیة المفرطة

تشير الأبحاث إلى أن المرور بالصعوبات خلال العلاقة العاطفية قد يعزز الجاذبية الرومانسية، فقد يواجه العشاق المنفصلون مشاعر القلق إن لم يتمكنوا من رؤية بعضهم البعض، وقد تظهر زيادة في مستويات الدوبامين عند التقائهم من جديد، يعود ذلك إلى أن تأخير مكافأة إفراز الدوبامين في الدماغ يحفّز الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في منطقة المهاد الأوسط لزيادة إنتاجها. وبعبارة أخرى، البعد يزيد الشوق حقًا!

6) الأفكار التطفلية

يستطيع الأشخاص الذين يقعُون في الحب قضاء وقت طويل بالتفكير بشركاء حياتهم، ففي دراسة صغيرة من 2016 شملت عشرة نساء وسبعة رجال ممن أبلغوا عن وقوعهم في الحب حديثًا، تبين أنهم قضوا أكثر من 85% من ساعات اليقظة بافتقاد أحبتهم.

ويمنع الوقوع في الحب الناس من التركيز على معلومات أخرى، فبحسب دراسة من 2013 تبين ارتباط العلاقات العاطفية بين الطلاب بانخفاض الكفاءة وضعف الأداء في المهام التي قدمها الباحثون.

7) الاعتماد العاطفي

يظهر العُشاق بانتظام علامات الاعتماد العاطفي، ومنها: التملك، والغيرة، والخوف من الرفض. فبالنظر مثلًا إلى أدمغة الأفراد الذين كانوا يشاهدون صورًا لأشخاص يحبونهم مع إنهم رفضوهم، تبين نشاط في عدة مناطق دماغية ثبت أن لها دور في الرغبات الشديدة لدى الأشخاص المدمنين على الكوكايين. ويتفعل نظام المكافأة في الدماغ عمومًا عند ترقّب مجموعة متنوعة من المحفزات المجزية (كالطعام والتفاعلات الاجتماعية والجنس)، ولهذا لا يُعد هذا التداخل مفاجئًا.

وقد يساعد تنشيط المناطق المرتبطة بإدمان الكوكايين في السلوكيات الهوسية المرتبطة بالرفض في الحب.

8) التخطيط للمستقبل

من العلامات التي تدل على الحب أيضًا التطلع إلى الارتباط العاطفي مع الحبيب والسعي إلى التقرب منه والحلم بمستقبل مشترك. والدافع للوجود مع شخص آخر يشبه إلى حد بعيد دافعنا نحو الماء وأشياء أخرى ضرورية لبقائنا.

عندما تبدأ مستويات السيروتونين في الدماغ بالعودة إلى معدلاتها الطبيعية بعد ارتفاعها في بداية العلاقة، يزداد الأوكسيتوسين في الجسم، وبحسب الأبحاث يرتبط هذا الناقل العصبي بالعلاقات العاطفية الأكثر نضجًا ويساعد على ترسيخ الروابط وتعزيز استمراريتها.

وتظهر دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أن الأنظمة العصبية البدائية المسؤولة عن هذا الدافع والتعرف على المكافآت والنشوة تكون نشطة عند جميع العشاق تقريبًا عندما ينظرون أوجه محبوبيهم ويفكرون بالحب تجاههم.

يضع هذا الحب الرومانسي إلى جانب الأنظمة الحيوية الضرورية للنجاة (كالتي تجعلنا نشعر بالجوع والعطش)، لذلك ينظر باحثون إلى الحب الرومانسي بوصفه جزءًا من استراتيجية التكاثر البشري، إذ يساعدنا على تشكيل الروابط الثنائية التي تساعدنا على البقاء. لقد خُلقنا لنعيش سحر الحب ولنندفع نحو بعضنا.

9) التعاطف

يظهر الناس الذين يقعون في الحب قدرًا كبيرًا من التعاطف مع شركائهم، إذ يشعر المحب بألم محبوبه وكأنه ألمه الخاص، ويستعد للتضحية بأي شيء من أجله، وبحسب دراسة من 2017 قد يفيد هذا التعاطف العلاقة، فقد يدفع التعاطف مثلًا إلى سلوكيات داعمة تساعد على تخفيف معاناة الشريك خلال الأوقات الصعبة والاحتفال بنجاحاته.

10) تغيير الأولويات

قد يؤدي الوقوع في الحب إلى إعادة ترتيب الشخص لأولوياته اليومية لتتماشى مع أولويات شريكه، ومع إن بعض الناس يحاولون أن يكونوا التشبه بمحبوبيهم، فإن دراسة من 2013 أظهرت أن الناس قد ينجذبون أيضًا إلى أضدادهم من الناحية الشخصية.

فمثلًا، قد ينجذب شخص كثير التحليل وعالي التنافس وقليل الإظهار عاطفيًا إلى شركاء لديهم طيف شخصيات من المتعاطفة التي تقدم الرعاية واجتماعية إلى متأملة بالذات وتبحث عن معنى وهوية.

لكن معظم الأدلة لا تظهر أن الناس ينجذبون حقًا إلى الأضداد في سياق العلاقات، وإنما تظهر انجذاب الأشباه، بل إن البيانات تشير إلى أن من يرون أنفسهم مشابهين لشركائهم أكثر هم أكثر احتمالًا للبقاء معًا وبسعادة أكبر، وذلك مقارنة بالأشخاص الذين يرون أنفسهم مختلفين كثيرًا عن شركائهم.

11) التطلع إلى الارتباط العاطفي

تشير الأبحاث إلى أن الرغبة الجنسية تُعد مهمة لكثير من الناس في حالة الحب، لكنها ليست العامل الأهم أو الوحيد، ففي دراسة من 2002 عبّر 64% من المشاركين (من الرجال والنساء على حد سواء) عن عدم اتفاقهم مع العبارة: «الجنس هو الجزء الأكثر أهمية في علاقتي مع شريكي». بدلًا من ذلك، يُذكر التوق إلى الارتباط العاطفي غالبًا بصفته أهم عنصر في العلاقة، ما يُظهر تفوقه على الجوانب الجنسية.

12) الخروج عن السيطرة (أحيانًا)

يصف من يقول أنه في حالة حب مشاعره بأنها عفوية وغير قابلة للتحكم، وبحسب البحث في كتاب (الحب والهوس: تجربة الوقوع في الحب 1998)، أبدى 400 رجل وامرأة في ولاية كونيتيكت رأيهم بنحو 200 جملة تتعلق بالحب الرومانسي، فأعرب كثير من المشاركين عن شعورهم بالعجز، واصفين هوسهم بأنه غير منطقي وغير إرادي.

13) فقدان شرارة الحب الأولى

لا بقى الحالة الأولى من الوقوع في الحب دائمًا، فقد تخبو وتموت أو تتحول إلى علاقة مستقرة طويلة الأمد يسميها علماء النفس بالارتباط، عندها تعود مستويات الكورتيزول والسيروتونين إلى طبيعتها، ما يُقلل من المشاعر السلبية والمجهدة للحب، كالتوتر والقلق.

أما إذا وُجدت عوائق تمنع الشريكين من الالتقاء بانتظام (كالعلاقات عن بُعد)، فإن مشاعر الحب الرومانسي الشديدة تستمر فترة أطول مقارنة بالعلاقات التي يتقابل فيها الشريكان باستمرار.

وفي دراسة من 2012 تبين أن التفعيل الذي نراه في مسارات المكافأة في الدماغ مع الحب الجديد قد يستمر عند بعض الناس في العلاقات طويلة الأمد مع الارتباط. وبمعنى آخر، إذا كنت محظوظًا، قد تظل عاشقًا بجنون لشريكك طوال سنوات وعقود.

14) الهوس الخفيف

تشير كثير من الدراسات إلى أن المراحل المبكرة من الحب الرومانسي الشديد ترتبط بالهوس الخفيف، وهي حالة تتميز بتحسن المزاج وزيادة والثقة بالنفس، إلى جانب التهيج وقلة الانضباط وقلة ساعات النوم. لكن هذا يختلف عن الهوس الشديد التي ترتفع فيها هذه الملاحظات إلى مستويات شديدة تحدث تأثيرات إضافية.

بحسب دراسة من 2007، عادةً ما يكون الشباب العشاق أكثر عرضة للهوس الخفيف مع مستويات أعلى من المزاج الإيجابي خلال فترتي الصباح والمساء مقارنةً بغير المرتبطين. لكن دراسة من 2015 تقترح أن الحب الرومانسي ليس دائمًا مبعثًا للفرح فقط، فالهوس الخفيف المرتبط بالحب قد يتضمن أيضًا آثارًا سلبية، مثل تدهور جودة النوم.

اقرأ أيضًا:

هل يمكن أن ندمن الحب؟ إليك ما نعرفه

أين نشعر بالحب بداخلنا؟

ترجمة: محمد جمال

تدقيق: مؤمن محمد حلمي

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا