الارشيف / منوعات / صحيفة الخليج

«الشارقـة في عيوننا».. إلهام للمبدعين الشباب

تحقيق: مها عادل

ملامح المحلية، ومناظرها الطبيعية، وأماكنها التراثية، من أهم مصادر الإلهام، لفناني التصوير الفوتوغرافي، ما بدا جلياً في إبداعات مجموعة من الشباب الإماراتيين الذين شاركوا بأعمالهم ضمن معرض «الشارقة بعيوننا» المقام حالياً بمنطقة الممشى في الشارقة، حيث ظهرت أعمالهم متأثرة بجماليات الإمارة، والاحتفاء بتراثها، ولم تغفل عدساتهم تسجيل ملامح الحياة اليومية، وفي هذه السطور، نرصد عدداً من إبداعاتهم ورؤاهم حولها.
تقول الفنانة سارة يوسف البلوشي، مصورة فوتوغرافية، لـ«الخليج»: «أهتم بالتصوير الفلكي، والبورتريه، وأشارك بثلاثة أعمال فنية في المعرض، أحدها صورة تعبر عن «مزنة»، فتاة إماراتية تحب إحياء تراث جدتها والعادات والتقاليد، واخترت تصويرها أثناء ارتدائها الملابس التقليدية في منطقة الشارقة القديمة».
وتابعت: «لديّ صورة أخرى توضح شاباً يتأمل في صحراء مليحة، يراقب النجوم والسماء، واخترت هذا المكان، لأنه منطقة مملوءة بالتضاريس الملهمة، والصورة الثالثة من منطقة الشارقة التراثية تمثل تراث ».
انعكاسات روحية
يقول خالد عبد الرحمن آل علي: «أهتم بتصوير حياة الشارع، عمري 25 عاماً، وبدأت التصوير منذ نحو 6 سنوات، درست صناعة الأفلام، وأعمل في أكاديمية الإعلام الجديد، أشارك في المعرض بثلاثة أعمال بعنوان انعكاسات روحية، الأولى صورة بعنوان «وهج»، عبارة عن نوع من الحشرات تتوهج من حركة الأمواج، وصورتها على أنه يصدر من الفضاء، وليس من قلب البحر، كما لديّ صورة أخرى لمسجد الشارقة الكبير، تمنح حالة من الدفء والطمأنينة، حيث تجسد جماليات هذا البناء الجميل». ويضيف: «من أهم أهدافي، تصوير مشاهد تؤثر في الناس، وتحثهم على تحسين حياتهم للأفضل، وتدعوهم للتأمل والتفكير في حياتهم ومستقبلهم، وأستفيد كثيراً من عرض أعمالي للجمهور، وأعتبرها فرصة للظهور والتعارف مع فنانين آخرين واكتساب خبرات أكثر شمولاً عن أنواع الفنون، وأنا من أبناء الشارقة التي أعتبرها مصدر إلهام لكل فنان بتراثها».
حياة البشر
يقول أحمد عطالله الرئيسي، مصور فوتوغرافي، ومهندس بترول: «لديّ مجموعة من الصور أعتز بها، نشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وحازت إعجاب المتابعين، وشاركت في المعرض بثلاث صور بعنوان «الدفء في الشارقة»، وأركز في تصويري على رصد حياة البشر، وعلاقتهم بالمكان، وتفاعلهم مع روحه، وطبيعة البيئة، لهذا أجد عدسة كاميرتي تبحث عن دفء العلاقات أكثر من ملامح البشر، فمثلاً إحدى الصور الخاصة بي ترصد رجلاً يقف على كورنيش المجاز، وينشغل بإطعام الطيور من حوله، ويتفاعل معها بحب».
ويتابع: «قصة هذه الصورة، أنني علمت من ذلك الرجل أنه يحرص على زيارة المكان لإطعام الطيور يومياً، وأحببت حالة الرحمة التي تجسدها هذه اللقطة، أما صورتي الثانية، فترصد رحلة رجل سعودي يسير مسرعاً تحت في سوق الشناصية بالشارقة، ويتسوق من المحلات القديمة قبل عودته لوطنه، بعد ساعات قليلة، متحدياً المطر والجو البارد وصعوبة السير، لذلك التقطت الصورة له، وهو يخطو ليقتني تذكارات».
وأضاف: «الصورة الثالثة، قريبة من قلبي، تروي قصة مجموعة من الأصدقاء من كبار السن تعودوا أن يجتمعوا في أحد المقاهي بقلب الشارقة يومياً، ويتبادلون الحديث حول ذكرياتهم وحكاياتهم ومغامراتهم. وحظيت بفرصة للجلوس معهم والاستماع إليهم، وتعلمت الكثير من خبراتهم وحكاياتهم». وكشف الرئيسي أنه استخدم في مجموعة أعماله اللونين الأبيض والأسود فقط، «بهدف تحفيز المشاهد على تلوين الصور بخياله الخاص، وأثير مشاعر المتلقي وتفاعله مع حياة الناس ومشاعرهم، ومصدر إلهامي دائماً كان قصص حياة الناس، وأجد أن كل صورة تروي قصة، وتحمل مشاعر خاصة، وأنصح كل فنان إماراتي شاب بالحرص على المشاركة في المعارض الفنية، للتواصل مع المجتمع، وخلق لغة حوار مع الجمهور، فالفن هو لغة تواصل».
لقطات نادرة
يشارك أحمد عبيد، فنان ومصور صحفي، حاصل على بكـــالوريوس الـقـانون، بسلسلة من أعماله بعنوان «الشارقــة فــي الغروب»، وعن ذلك يقول: «أهتم بتصوير لقطات نادرة يرى فيها الناس جوانب إبداعية متنوعة من المناظر الطبيعــية والحيـــاة اليوميــة، وأحلم بتنفــيذ أعـمال مبتكـــرة تؤثر إيجابياً في المجتمع».
ويتابع: «مجموعتي التي أشارك بها في المعرض تضم ثلاثة أعمال، أولها هو نصب المخطوطة الموجود في فناء بيت الحكمة وقت الغروب، وثانيها تجسد الشارقة القديمة بعنوان: «غروب الشارقة»، ويظهر بها الشارقة القديمة ومراكب الصيد».
ويضيف: «أما ثالث الأعمال، فهو قباب مسجد النور، مع خلفية توضح الجزيرة، والمباني في منطقة المجاز وقت الغروب، وهدفي نقل جماليات الشارقة بمنظوري الخاص، فالتصوير عندي هواية وشغف، وطبيعة عملي كمصور صحفي أسهمت في تنوع المجالات التي أقدمها، والممارسة طورت مهاراتي، واخترت تجسيد لحظات الغروب، خصوصاً لأنني أعتبرها لحظات هدوء وسكينة وملهمة، وألوان السماء تكون ساحرة، وحرصت على إجراء بعض التعديلات على الصور لتعزيز الألوان، وإبراز مناحي الجمال بها».
دمج الصور
يقول أحمد بافضل، فنان رقمي: «أستخدم التكنولوجيا في أعمالي الفنية، حيث أدمج أكثر من مجال فني معاً في العمل الواحد لإخراج عمل متكامل، كما أرسم البورتريه بالقهوة».
ويتابع: «هذا المعرض رقم 15 في مسيرتي، فقد قدمت العديد من المعارض داخل الدولة وخارجها مثل ومصر والسعودية، وأشارك الآن بأربعة أعمال تتناول الفصول الأربعة، وتأثيرها على الإنسان وقراراته، لذلك فمجموعتي تحمل عنوان «الحكمة عبر الزمن»، حيث ترصد تأثير الزمن على شخصية الإنسان وقراراته والتغييرات التي تحدث في حياته».
وأضاف: «استخدمت نصب المخطوطة، كعنصر ثابت في كل الصور، لتمثل الإنسان، وتتغير الفصول الأربعة حوله، وتتغير معالم الصور حسب صفات الفصل، وتربط بين حياة الإنسان ومراحلها واختلاف الزمن، واستخدمت الأسلوب الرقمي في التنفيذ، وإبراز المعالم المتعارف عليها عالمياً، وليس محلياً فقط مثل استخدام الجليد للتعبير عن الشتاء، رغم أنه لا يمثل بيئتنا المحلية، وأوراق الشجر المتساقطة للتعبير عن الخريف، والنخيل للصيف، لأنها تمثل طبيعة الصحراء والجو الحار في بلادنا واستخدمها الأجداد للسكن، وفي حياتهم اليومية، وتعد رمزاً للشموخ في ثقافتنا».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا