كشفت مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية عن أول صورة فائقة الدقة لسطح الشمس، التُقطت بواسطة أكبر تلسكوب شمسي في العالم، يسمى «دانييل ك. إينوي»، الواقع على قمة جبل بركاني في هاواي.
وبحسب ما قالت شبكة «سي ان ان»، فإن التقاط أول صورة فائقة الدقة لسطح الشمس يعد خطوة علمية رائدة تفتح آفاقاً جديدة لفهم أسرار نجم مجموعتنا الشمسية.
وأكدت الشبكة أن الصورة المبهرة، التي تم التقاطها باستخدام تقنية متقدمة تُعرف بـ«المرشح المرئي القابل للضبط» (VTF)، تقدم نظرة غير مسبوقة لتفاصيل دقيقة من النشاط المغناطيسي للشمس.
وتابعت: «تُعد الصورة علامة فارقة في مراقبة التغيرات الشمسية والتنبؤ بتأثيراتها في الأرض».
الصورة تُظهر تفاصيل سطح الشمس بدقة 10 كيلومترات لكل بكسل
مكنت الأداة الجديدة التي استخدمها الفريق العلمي وتُعرف باسم «المرشح المرئي القابل للضبط» (VTF)، من التقاط صورة ثلاثية الأبعاد غير مسبوقة توضح نشاطاً مغناطيسياً مكثفاً حول مجموعة من البقع الشمسية الداكنة، تقع في مركز الغلاف الجوي الداخلي للشمس، بدقة بلغت 10 كيلومترات لكل بكسل.
مساحة البقع الشمسية في الصورة تقارب 625 مليون كيلومتر مربع
تُظهر الصورة بقعاً شمسية بحجم قارات، تغطي مساحة تقدّر بـ625 مليون كيلومتر مربع، وهي مناطق ذات نشاط مغناطيسي عالٍ، تعد مصدراً رئيسياً للتوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية (CMEs) التي قد تؤثر مستقبلاً في الأرض والبنية التحتية التكنولوجية بها، مثل شبكات الكهرباء والأقمار الصناعية.
ومن جانبه، قال العالم فريدريخ وويغر، من تلسكوب إينوي، في تصريحات صحفية: «هذه الصورة هي بداية جديدة لفهم ديناميكيات الشمس. لقد أصبح بإمكاننا رؤية الأحداث الشمسية على نحو يُمكّننا من توقع تأثيراتها قبل حدوثها».
استخدام 3 كاميرات متزامنة لالتقاط صور متعددة بأطوال مختلفة
اعتمد فريق التلسكوب على ثلاث كاميرات متقدمة تعمل بشكل متزامن لالتقاط مئات الصور بأطوال موجية مختلفة في غضون ثوانٍ، وهو ما مكن من بناء نموذج ثلاثي الأبعاد لسطح الشمس، وتحليل درجة الحرارة والضغط والمجال المغناطيسي بدقة عالية.
وشرح الباحث مارك ميش، أن البقع الشمسية تعمل مثل «سدادات مغناطيسية» تمنع صعود الحرارة من نواة الشمس إلى سطحها، ما يجعلها تبدو داكنة على الرغم من أن حرارتها تفوق حرارة أي فرن على الأرض.
التلسكوب على قمة بركان «هاليكالا» في هاواي
يتمركز تلسكوب إينوي على ارتفاع 3,000 متر فوق مستوى سطح البحر، على قمة بركان «هاليكالا» في جزيرة ماوي بولاية هاواي الأمريكية، في موقع مثالي يتيح رؤية واضحة ودقيقة للشمس.
واستغرق بناء التلسكوب وتطوير أجهزته أكثر من عقد من الزمان، بما في ذلك نقل وتجميع أداة VTF من ألمانيا إلى هاواي.
الصورة تفتح آفاقاً جديدة لفهم الظواهر الشمسية وتأثيرها
تأتي هذه الصورة الاستثنائية في وقت مناسب، تزامناً مع دخول الشمس ذروة نشاطها المغناطيسي المعروفة بـ«الحد الأقصى الشمسي»، حيث يُتوقع أن يشهد سطح الشمس مزيداً من البقع والانفجارات الشمسية خلال الأشهر القادمة.
وقالت الدكتورة ستايسي سواوكا من المرصد الشمسي الوطني: لقد كانت لحظة مهمة أن نرى أول المسوحات الطيفية. هذا النوع من الرؤية لم يكن ممكناً من قبل.
ويُعد تلسكوب إينوي جزءاً من سلسلة جهود علمية لفهم نجمنا بشكل أفضل، إلى جانب مهام مثل مسبار Solar Orbiter المشترك بين وكالة الفضاء الأوروبية وناسا، ومسبار باركر الشمسي الذي يُعد أول مركبة تلمس الغلاف الجوي الشمسي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.