بيروت: هناء توبي
ميريام الحاج مخرجة لبنانية بدأت مشوارها السينمائي من خلال فيلم «هدنه»، الذي عرض في سويسرا في عام 2015، كما عرض في عدة مهرجانات وفاز بعدة جوائز، وهي عضو في لجان سينمائية في أوروبا والعالم العربي، كما أنها عضو مؤسس في مجموعة «صانعات الأفلام من العالم العربي والمغتربين».. تقدم ميريام اليوم ثاني أعمالها السينمائية الطويلة تحت عنوان «مثل قصص الحب»، وقد تم عرضه في بيروت بدعوة من نادي السينما وتحت رعاية وزارة الثقافة اللبنانية ضمن فعاليات الأسبوع الوطني للمطالعة، وقالت خلال اللقاء معها إن عرض فيلمها في لبنان اليوم يعني لها الكثير؛ لأن قصته تخاطب ناسه، وتحثهم على الإجابة عن الأسئلة المطروحة في سياق أحداثه، كما كشفت أن رحلة فيلمها استمرت سبع سنوات وثّقت خلالها أحداثاً مفصلية من عام 2017 حتى عام 2020، وقالت إنها سعيدة بنجاح فيلمها الذي نال جوائز تقديرية في العالم، ووصلت رسالته إلى الناس وهي حثّهم على الإجابة عن علامات استفهام كثيرة يطرحها العمل.
* لنتحدث أولاً عن اختيار اسم فيلمك «مثل قصص الحب»، كيف تم اختيار هذا الاسم الذي يوحي بجانب عاطفي رغم أن الفيلم يحكي الحب والحرب والثورة؟
- بالنسبة لي عنوان الفيلم مستوحى من رسالته، ولا بد أن يوحي بالعاطفة والحب لأنه يحكي عن حب الوطن، أنا سميته بتلقائية وأردت من خلال أحداثه أن أحكي قصصاً مستقلة حول ثلاث شخصيات: جمانة حداد وبيرلا جو وجورج، والرابط بينهم هو حبهم للبلد، يحكي الفيلم قصصاً رمزية ونموذجية عن الذين حاربوا وترشحوا للانتخابات وشاركوا في الثورة، وكانوا يشتغلون وفق اعتقادهم لصالح البلد وتغييره نحو الأفضل إيماناً منهم بحب الوطن.
* الفيلم شارك في مهرجانات برلين وفرنسا وشنغهاي وتايوان والقاهرة وغيرها ونال جوائز، واليوم يُحتفى به في بيروت ضمن أسبوع المطالعة، هل كانت لديك رغبة في أن تكون ولادته من بيروت ومن ثم يسافر إلى العالم؟
- ظروف لبنان حكمت بأن تكون ولادته في الخارج أولاً، ولكن لا شك أن كل مخرج يحب أن يشهد ولادة عمله من بلده، وكنت أحب أن ينطلق فيلمي من بيروت، وكذلك إحدى بطلات العمل بيرلا جو أخبزتني أنها تألمت عندما افتتحنا الفيلم في مهرجان برلين منذ عام فقد كانت تريد أن يعرض أولاً في بلده الأم؛ حيث أبطاله عاشوا القصص، لكن أنا كنت متفهمة أكثر منها؛ لأنني أعرف أن هذا النوع من الأفلام غير التجارية يكون محلها أولاً في المهرجانات السينمائية وتجول العالم ثم تعود، وأرى أن افتتاح أفلامنا اللبنانية في المهرجانات الدولية في الخارج يحمينا من مقص الرقابة، ويعطي للفيلم قيمة أكبر لأن المشاهد اللبناني ما زال يهتم بالسؤال عن جولة الفيلم والجوائز التي حصدها قبل أن يقصد مشاهدته.
* وهل أنت راضية عن نسبة مشاهدة فيلمك؟
بالتأكيد، ورغم أن نسب مشاهدة الأفلام الوثائقية ما زالت محدودة في لبنان؛ إلا أن كل العروض التي قدمناها كانت محتشدة، خاصة أننا اليوم نبادر ونعرض بالتنسيق مع جهات ثقافية وفنية كي نجول في المناطق، ونذهب نحن إلى الناس في مختلف المناطق، وقد لقينا ترحيباً كبيراً وتفاعلاً ونقاشاً جميلاً في كل المناطق التي قصدناها.
* لنتوقف عند الفارق الزمني بين فيلمك الأول والثاني، فهل سبب ذلك أنك أردت أن تأخذي وقتك في صوغ اختيارك؟
- يمكنني جمع السببين معاً، نحن لا نحظى بدعم أفلامنا والإنتاج السينمائي ضعيف، ومشكلة عدم تمويل أفلامنا في بلدنا قائمة منذ وقت بعيد، مضافاً إلى صعوبة الظروف والأزمات المتلاحقة التي تؤثر فينا، بالنسبة لي قدمت في عام 2015 فيلمي الأول، وباشرت في عام 2018 في العمل على فيلمي الثاني الذي كان فيلماً روائياً لكنني خسرت أمواله في المصارف، وكان أمراً صادماً لي، ثم استعدت قوتي في نهاية 2018؛ حيث باشرت تصوير «مثل قصص الحب»، وكان من الممكن تقديمه في عام 2021، لكنني أخذت وقتي في انتظار ما ستؤول إليه الأحداث حتى عام 2024، كما أردت أن أبتعد قليلاً عنه حتى أُدخل النظرة السينمائية في معالجته النهائية، فالمسافة الزمنية مهمة جداً لي كي أرى الأحداث من دائرة أوسع.
عضو تحكيم
* كونكِ عضواً في لجان تحكيم في الخارج، وتتعرفين على تجارب غيرك من قرب، كيف تحكمين على نجاح أو فشل العمل؟
- أنا في لجان تحكيم في فرنسا منذ سبع سنوات وفي بلدان عربية أخرى، وأجتهد لأتعرف على تجارب الجميع، لكن عندما أكون في موضع التحكيم، فإنني لا أعترف بنجاح أو فشل بل أتطلع إلى طريقة إيصال فكرة الفيلم، وأتلمس الدرجة التي استطاع أن يحاكيني فيها كمتفرجة.. أبحث عن اللغة السينمائية المختلفة لأنه منذ أيام شكسبير وحتى اليوم، فإن الأفلام روت كل القصص الإنسانية تقريباً، لكن تبقى الطريقة التي نخبر بها قصتنا هي الأهم، وبناء عليها أقدم ملاحظاتي.
* يلاحظ أنك تحرصين على نقاش فيلمك بعد عرضه في كل محطة فما سبب ذلك؟
لا أكتفي بالعرض، بل أخصص وقتاً للنقاش وتبادل الرأي مع المشاهد، وأعتقد أن هذا النقاش هو مرآتي.
* وماذا عن الجوائز هل تحفزك؟
الجوائز تهمني وتسعدني من باب تقدير العمل وتثمين الجهد، والتعليقات الإيجابية من الناس سواء كانوا متخصصين أو مشاهدين جائزة تحفزني وتغذي حماسي لفيلم جديد.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.