مرصد مينا

أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة تافتس الأميركية أن تناول القهوة السوداء دون إضافة السكر أو الكريمة يحمل فوائد صحية ملموسة، أبرزها تقليل خطر الوفاة بسبب أمراض القلب.

نُشرت نتائج الدراسة في دورية The Journal of Nutrition (مجلة علمية أمريكية تختص بنشر الأبحاث والدراسات المتعلقة بعلم التغذية) حيث أشار الباحثون إلى أن تناول كوب إلى كوبين يومياً من القهوة المحتوية على الكافيين وبشكلها النقي مرتبط بانخفاض واضح في خطر الوفاة، وخاصة من الأمراض القلبية.

وأوضحت الدراسة أن القهوة النقية تعد مشروباً منخفض السعرات الحرارية، لكن كثيراً من الأشخاص يفضلون إضافة السكر أو الكريمة أو الحليب كامل الدسم، ما يحولها إلى مشروب غني بالسعرات، قد يؤدي إلى زيادة الوزن أو رفع مستويات السكر في الدم عند الإفراط في استهلاكه.

وأكدت الدراسة أن هذه الإضافات رغم تحسينها لطعم القهوة، إلا أنها قد تخفي الفوائد الصحية الطبيعية التي توفرها القهوة دون إضافات.

قام الباحثون بتحليل بيانات من تسع دورات متتالية للمسح الوطني للصحة والتغذية في الولايات المتحدة، وتم ربط هذه البيانات بسجل الوفيات الوطني. شملت العينة نحو 46 ألف شخص تزيد أعمارهم على 20 عاماً، الذين قدموا بيانات دقيقة عن استهلاكهم الغذائي خلال 24 ساعة.

صُنّف استهلاك القهوة بحسب نوعها (عادية أو منزوعة الكافيين)، بالإضافة إلى محتواها من السكر والدهون المشبعة. وتم رصد حالات الوفاة لأسباب متعددة، بينها السرطان وأمراض القلب.

حدد الباحثون أن كمية السكر المضافة تعتبر منخفضة إذا كانت أقل من 2.5 غرام لكل كوب، ما يعادل نصف ملعقة صغيرة، بينما اعتبرت الدهون المشبعة منخفضة إذا كانت أقل من 1 غرام لكل كوب، وهو ما يعادل 5 ملاعق كبيرة من الحليب بنسبة 2% دسم، أو ملعقة كبيرة من الكريمة الخفيفة.

وأظهرت النتائج أن شرب كوب واحد على الأقل يومياً من القهوة السوداء دون إضافات يرتبط بانخفاض في خطر الوفاة بنسبة 16%، وارتفع هذا الانخفاض إلى 17% عند تناول 2 إلى 3 أكواب يومياً.

بالمقابل، لم تظهر القهوة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر والدهون المشبعة نفس العلاقة الإيجابية.

كما كشفت الدراسة أن شرب أكثر من 3 أكواب يومياً لم يقدم فوائد إضافية، بل لوحظ تراجع في العلاقة الإيجابية مع تقليل خطر أمراض القلب. ولم تسجل الدراسة علاقة واضحة بين تناول القهوة وخفض خطر الوفاة بسبب السرطان.

وخلص الباحثون في دراستهم إلى أن نتائجهم تتوافق مع الإرشادات الغذائية الأميركية التي توصي بتقليل تناول السكريات المضافة والدهون المشبعة، مما يعزز مصداقية هذه التوصيات ويقدم دليلاً علمياً إضافياً.