هنأ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، الإمارات قيادة وحكومة وشعباً وإمارة الشارقة بمناسبة إدراج موقع «الفاية» الأثري ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونيسكو» لعام 2025.
ونقل المجلس في بيان لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» تهنئة وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري باسمه واسم العاملين في المجلس، وعبر عن فخره بهذا الإنجاز واعتزازه بالمكانة التي تواصل الإمارات ترسيخها في مجال الثقافة وحماية التراث.
وأكد المجلس أن هذا الإنجاز الثقافي يعكس الجهود الكبيرة والمستمرة التي تبذلها الإمارات في مجال حماية التراث الإنساني وصون الهوية الثقافية والتاريخية الغنية للمنطقة، ويشكل إضافة نوعية للجهود العربية والخليجية الرامية إلى تعزيز حضور التراث في المحافل الدولية. وتمنى المجلس للإمارات دوام التقدم والازدهار والمزيد من النجاحات في إبراز إرثها الحضاري وإسهاماتها الثقافية على الصعيد العالمي.
واعتمدت لجنة التراث العالمي في دورتها الـ47 المنعقدة في باريس قراراً جماعياً بإدراج «الفاية» ضمن قائمة «يونيسكو» للتراث العالمي. وحظي موقع «الفاية» الذي يقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، بهذا الاعتراف لما يتمتع به من «قيمة عالمية استثنائية»، كونه يحتفظ بأحد أقدم وأطول السجلات المتواصلة لوجود الإنسان في البيئات الصحراوية، والتي تعود إلى أكثر من 200 ألف عام.
ويُعد موقع «الفاية» نموذجاً متكاملاً لما يُعرف بـ «المناظر الصحراوية»، إذ يُمثل قدرة الإنسان على التكيّف والاستيطان في الصحارى، إذ شكلت -رغم ما تتميز به من قسوة وظروف بيئية بالغة الصعوبة- محطة محورية في تاريخ تطوّر الإنسان. وهو ما منح إدراج «الفاية» على قائمة التراث العالمي بُعداً علمياً وإنسانياً فريداً.
وتحت فئة «مواقع التراث الثقافي»، كان ملف الترشيح الدولي «المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية» هذا العام الترشيح العربي الوحيد الذي نظرت فيه لجنة التراث العالمي، ما يمنح هذا الإدراج أهمية خاصة للإمارات والشارقة والمنطقة العربية بأسرها، ويجعل من هذا الحدث لحظة تاريخية فارقة في مسيرة الحفاظ على التراث الإنساني في المنطقة.
وخلال أكثر من 30 عاماً من أعمال التنقيب الدقيقة التي قادتها هيئة الشارقة للآثار بالتعاون مع فرق دولية، تم الكشف عن 18 طبقة جيولوجية متعاقبة في موقع الفاية، يُوثق كل منها فترة زمنية مختلفة من النشاط البشري، ما يمنح الموقع قيمة علمية استثنائية في رسم مسار تطور الإنسان في البيئات القاحلة.
وأُثري هذا المسار البحثي بشراكات علمية مع جامعات ومؤسسات دولية مرموقة، أبرزها جامعة توبنغن الألمانية المتخصصة في علم آثار ما قبل التاريخ، وقسم دراسات البيئة القديمة بجامعة أوكسفورد بروكس البريطانية، ما أتاح تنفيذ دراسات متقدمة تعمّقت في فهم البيئات القديمة التي عاش فيها الإنسان الأوّل.
وباتت «الفاية» ثاني موقع في الإمارات ينال هذا الاعتراف العالمي المرموق، بعد إدراج مواقع العين الثقافية في عام 2011. ويؤكد إدراج ملف الترشيح الدولي «المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية» على مكانة الشارقة والإمارات كمهد للتاريخ البشري المبكر، ويعزز من حضورها في سجل الحضارات الإنسانية العريقة.
وأعدّت إمارة الشارقة ملف الترشيح الرسمي لموقع الفاية في فبراير 2024 بعد 12 عاماً من التحضير، ارتكزت خلاله على أكثر من 30 عاماً من التنقيب والدراسات البيئية وخطط الحفظ، إذ خضع الموقع لتقييم صارم وفق معايير «يونيسكو» التي لا تعتمد إلا المواقع ذات القيمة العالمية الاستثنائية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.