منوعات / صحيفة الخليج

الراحة والاسترخاء.. بديل جذاب للسفر التقليدي في الإجازة

تحقيق: مها عادل

يشهد عالمنا المعاصر تزايداً في وتيرة الحياة والضغوط النفسية، ما يدفع بعض العائلات مع حلول الإجازات السنوية إلى البحث عن طرق للاسترخاء وتجديد النشاط بعيداً عن خيار السفر التقليدي، لتفادي المشقة والكلفة الزائدة وأحياناً المفاجآت غير المرغوبة. ولهذا قد يفضل البعض البقاء داخل الدولة واللجوء للسياحة الداخلية، والاستفادة من فترات الراحة والهدوء، كبديل جذاب للسفر التقليدي.

وفي السطور التالية نتعرف إلى خطط بعض الأسر وبرنامجها لقضاء إجازة سعيدة خالية من الإرهاق.

تقول سلوى محمود، موظفة بدبي، عن خطتها هذا العام: في مثل هذا التوقيت من كل عام نبدأ بالتخطيط للإجازة وعادة ما كنا نمضي الوقت في المفاضلة بين مواعيد السفر وأسعار تذاكر الطيران وأفضل الوجهات السياحية حول العالم. هذا العام قررنا التخلص من كل هذه الأعباء النفسية والمادية، فرغم متعة السفر، هناك وجه آخر لهذا الاختيار وهو القدر الكبير من التعب والجهد المبذول في كل مرحلة من الرحلة، بداية من تجهيز الحقائب وشراء الملابس، وصولاً إلى المشقة التي نواجهها من كثرة التنقلات بين المطارات، ووسائل النقل داخل المدينة التي نزورها، ولهذا عادة ما كنت أرجع بعد السفر في احتياج شديد للراحة والهدوء والاسترخاء لدرجة أنني كنت أمزح مع صديقاتي في العمل بعبارة: أحتاج لإجازة لأرتاح من تبعات الإجازة.

وتتابع: لهذا قررت هذا العام أن تكون الإجازة مخصصة للراحة والاسترخاء واستعادة النشاط والتقاط الأنفاس بعد عام كامل من العمل المتواصل والضغوط والمسؤوليات المهنية والاجتماعية التي لا تنتهي. وخطتي هي قضاء وقت أطول مع أسرتي، واتباع نمط حياة أكثر صحة ونظام غذائي سليم والاشتراك خلال فترة الإجازة بإحدى صالات الرياضة لتحسين لياقتي ومزاجي والتخلص من آثار التوتر، لأعود إلى العمل بروح أفضل وطاقة متجددة خالية من الإرهاق وبدون تكاليف باهظة.

 

فاصل قصير

سماح جمال الدين، ربة بيت بالشارقة، تعارض الرأي السابق في جانب وتتفق في آخر. وتقول: الإجازة تقترن في ذهني عادة بالسفر ولا يمكن الاستغناء عنه، لأنه يجدد ويمنحنا فرصة لكسر روتين الحياة اليومية وتغيير المناظر ويمثل فاصلاً مهماً من مسؤوليات الحياة، وهذا التغيير مفيد للغاية، ولكني أتفق بشدة مع القول إن السفر الطويل يتضمن إجهاداً كبيراً ومشقة ويكبدنا أيضاً الكثير من التكاليف. لذلك، قررت أن أقسم الإجازة إلى قسمين: الأول للسفر لفترات قصيرة لا تتجاوز الأسبوع أو الأسبوعين إلى إحدى دول أوروبا أو الدول السياحية القريبة مثل أوزبكستان أو جورجيا، وهي بلاد تتميز بقرب المسافة، وتكاليفها معقولة. والثاني نقضيه داخل الدولة وترتيب عدة رحلات أسبوعية لزيارة أهم المناطق السياحية فهناك العديد من المنتزهات والمزارات التي لم نقصدها من قبل ولا تتطلب سوى يوم واحد فقط، إلى جانب الحدائق المائية التي تزخر بها دبي ويسعد بها الأبناء ونستطيع مشاركتهم هذه المتعة، وهو الأمر الذي يمنحنا أوقاتاً سعيدة مع أطفالنا خالية من التعب وأقل في التكاليف من السفر، كما تمنحنا هذه الخطة مساحة من الوقت للراحة والاستجمام والاستعداد للعودة للعمل والمدارس بنشاط وحيوية أكثر.

أما عاصم عبد الله، مهندس في دبي، فيقول: تفادياً لأي تقلبات في مواعيد السفر أو تأجيل الرحلات المفاجئ، اتفقت مع أسرتي هذا العام على أن نخصص الإجازة لضبط إيقاع حياتنا، وإتمام مشاريعنا المؤجلة والتي لم نستطع إنهاءها بسبب كثرة الانشغال وضيق الوقت طوال العام الذي نعاني فيه من ضغوط العمل ومسؤوليات الدراسة. وأعددنا جدولاً لعدد من المشاريع التي نتمنى إنجازها، فاختارت زوجتي تجديد بعض الأثاث بالمنزل مستفيدة من التخفيضات التي تزيد في موسم الصيف وهو أمر كفيل بتجديد نشاطها وتحسين مزاجها وإدخال السرور علينا جميعاً. أما أطفالي فقررنا إشراكهم في دورات لتعليم السباحة والتنس وتنمية مهاراتهم الاجتماعية.

 

استنزاف

حصة محمد، موظفة بعجمان، تطلعنا على خطة أسرتها لقضاء الإجازة الصيفية قائلة: اتفقت وزوجي على اختيار فكرة الراحة والهدوء والاسترخاء والتجمعات العائلية، خاصة أننا قضينا إجازة عيدي الفطر والأضحى خارج الدولة في رحلات سياحية قصيرة. وبالتالي قررنا البقاء وسط الأهل والآباء والأجداد، لأننا اكتشفنا أننا لم نمنحهم مؤخراً الوقت الكافي والاهتمام، بسبب الانشغال بالعمل والدراسة طوال العام، ولهذا قررنا أن نعفي أنفسنا من مشقة السفر والرحلات الخارجية، التي رغم ما تحققه لنا من متعة وحب المغامرة والاستكشاف، تستنزف طاقتنا البدنية والذهنية، خاصة عند السفر بصحبة الأطفال.

وتشير إلى إعداد الأسرة برنامجاً ترفيهياً وتثقيفياً للصغار يفرغ طاقتهم ويوظف وقتهم في أشياء مفيدة، حتى لا يكونوا فريسة للشاشات والألعاب التي قد تضر نفسياتهم.

وتضيف: استفدنا من الخدمات المميزة التي تقدمها مؤسسات الدولة مثل مخيمات بيت الحكمة ومراكز الأطفال والفتيات ومتاحف الشارقة، واشتركت لهم في هذه التجمعات الثرية بالفعاليات الترفيهية والتثقيفية للصغار والتي توفر لهم متنوعة تنمي مهاراتهم وتفرغ طاقاتهم وتنظم أوقاتهم وتشغلهم بموضوعات إبداعية مفيدة وتشحذ ذكاءهم وتعدهم بشكل جيد للعودة للمدارس وهم يتمتعون بطاقة ونظام وثقافة ومعرفة أوسع.

 

وتتابع: من خلال هذه الأنشطة المحلية، نفيد الصغار ونمتعهم، ونمنح أنفسنا فسحة من الوقت لإنجاز المهام المؤجلة وتجديد علاقاتنا بالأهل والأقارب والأصدقاء، ونشعر بقدر من الاستجمام والهدوء بعيداً عن الضغوط والتوتر الملازم لنا طوال العام.

    

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا