أعلن علماء آثار في ألمانيا عن اكتشاف استثنائي لحفر تعود إلى ثقافة سالزمونده، قبل 5000 عام في موقع جيرستيفيتز بولاية ساكسونيا أنهالت، ما أضاء على مجتمع قديم كان يواجه تغيرات مناخية واضطرابات اجتماعية.
وجاء الاكتشاف خلال أعمال مسح أثري تحضيري لمشروع خط كهرباء، حيث تم العثور على 12 حفرة تحتوي على بقايا منازل محترقة، وأوانٍ فخارية، وعظام بشرية وكلاب، بالإضافة إلى أفران قديمة.
وتشير الأدلة إلى أن هذه الحفر كانت تستخدم في طقوس معقدة تعكس حالة من القلق والاضطراب، ربما بفعل تهديدات خارجية أو تغيرات مناخية.
وعُثر داخل الحفر على جمجمة بشرية موضوعة إلى جانب عظام كلاب متفحمة، دون علامات تعرض للعوامل الجوية، ما يوحي ببقائها مفتوحة لفترات طويلة أو استخدام العظام بعد حفظها.
ويرجح الباحثون أن الحفر جاءت استجابةً لأزمة وجودية في مجتمع سالزمونده، الذي عُرف منذ اكتشاف موقعه الرئيسي عام 1921 بوجود مدافن غير تقليدية، وعلامات عنف بين الأفراد، وتلاعب بعد الوفاة، مثل نقل الجماجم والعظام الطويلة.
هذا الاكتشاف يقدم لمحة نادرة عن الطقوس والمعتقدات في فترة ما قبل التاريخ، ويعكس كيف تعاملت المجتمعات القديمة مع التهديدات والأزمات من خلال ممارسات معقدة.