منوعات / انا اصدق العلم

هل التثاؤب معدٍ حقًا؟ رحلة في أسرار التثاؤب وعلاقته بالبقاء والتعاطف

يتثاءب جميع البشر، سواء أرادوا أم لا. يفتحون أفواههم ويحاولون استنشاق الهواء، أو هكذا يبدو الأمر. لكن لماذا يفعلون ذلك؟ هل بسبب النعاس، أم الجوع أم الملل؟ حتى إن بعض الخبراء يقولون إن الأجنة تتثاءب.

ما التثاؤب؟

التثاؤب هو عملية لا إرادية تبدأ باستنشاق عميق، مع انخفاض الفك السفلي، يليه تنفس عميق ثم توقف للتنفس. يستغرق هذا الأمر ثوانٍ. توجد وقفة أطول من المعتاد قبل الزفير، لينتهي التثاؤب بإغلاق العينين ثم زفر الهواء، يرافق ذلك أحيانًا صوت شهيق مسموع.

هل يتثاءب الجميع؟

يتثاءب الأطفال والحيوانات وجميع الفقاريات، وهناك اعتقاد أن الأسماك تتثاءب أيضًا. إنه سلوك ظل ثابتًا جدًا عبر التطور، ما يعني أنه مفيد جدًا للبقاء بطريقة ما. يجب أن يكون هناك شيء في الحمض النووي للبشر أدى إلى بقائهم على قيد الحياة.

هل يستهلك الجسم المزيد من الأكسجين عند التثاؤب؟

إن للتثاؤب علاقة ضعيفة باستهلاك بالأكسجين، إذ إن هناك بعض الأبحاث التي نظرت في تغير الأكسجة للأشخاص الذين يتثاءبون، وكان هناك القليل من الأدلة على أن مستوى الأكسجين قد تغير.

كم عدد مرات التثاؤب الطبيعية في اليوم؟

تشير الأبحاث القديمة إلى أن التثاؤب حتى 20 مرة في اليوم أمر طبيعي، لكن الشخص العادي يتثاءب نحو تسع مرات في اليوم.

لماذا نتثاءب؟

لنتخيل أن التثاؤب ليس مجرد إشارة للنعاس، بل أشبه برسالة خفية يرسلها الدماغ، بأنه يستعد لتغيير وشيك في وضع الاستيقاظ. غالبًا ما يحدث هذا عندما يتوقع الدماغ أن الإنسان سينتقل من حالة منخفضة من النشاط أو الاسترخاء إلى حالة أكثر يقظة ونشاطًا، إنه مثل تجهيز ذاتي يقوم به العقل للمرحلة القادمة.

لنفترض أن شخصًا ما مستلقٍ على الأريكة في وقت متأخر من الليل، يشاهد التلفاز ويشعر بالنعاس، ليتثاءب بعمق فجأة. في هذه اللحظة، لا يخبره دماغه فقط بأنه متعب، بل يتوقع أنه سينهض قريبًا ويذهب إلى السرير. إن هذا الانتقال من السكون والراحة إلى التحرك والاستعداد للنوم هو تحول كبير، والتثاؤب هنا أشبه بصرخة من الدماغ تقول: «هيا بنا، حان وقت النوم!»

مثال آخر يحدث عند الاستيقاظ في الصباح.

ربما يستيقظ الإنسان قبل أن يشعر جسمه بالاستعداد التام للانطلاق. يتثاءب ليس لأنه يريد العودة إلى النوم، بل لأن الدماغ يستشعر حتمية بدء اليوم. إنه يدرك أن الإنسان سينهض قريبًا ليبدأ روتينه الصباحي، والتثاؤب هنا هو طريقة الدماغ للتأهب لهذا الانتقال من حالة النوم إلى حالة النشاط. في كل هذه السيناريوهات، يسبق التثاؤب تغييرًا متوقعًا، وكأنه تحضير ذكي من الدماغ للانتقال من الوضع الهادئ إلى وضع الاستعداد للعمل.

ماذا عن التثاؤب المُعدي؟

نتفق جميعًا على أن التثاؤب ظاهرة مُعدية. يكفي أن نرى شخصًا يتثاءب حتى نجد أنفسنا نفعل الشيء ذاته. هذه الملاحظة ليست جديدة، فقد رصدتها البشرية في ثقافات مختلفة وعلى مر العصور. إن التثاؤب المعدي ليس مجرد رد فعل جسدي بسيط، بل هو سلوك عميق الجذور مرتبط بـالتعاطف.

التعاطف، في هذا السياق، هو القدرة الفطرية على استشعار الحالة العاطفية لشخص آخر. قد يُدرَك هذا التعاطف بوعي ويُحلل فكريًا لفهم ما يمر به الآخرون، لكنه ليس دائمًا عملية واعية، بل يُنظر إلى التعاطف أنه آلية تعلم أساسية، خاصةً في المراحل الأولى.

عند التأمل في كيفية تعلم الأطفال من آبائهم، يُلاحظ أن أهم الدروس غالبًا ما تنتقل في اللحظات العاطفية المكثفة مثل الخوف، والغضب، والفرح، أو حتى الضحك. هذه هي الدروس الأساسية التي تحدد ما يجب تجنبه وما يجب السعي إليه.

يدوّن الطفل هذه المعلومات ويخزنها من خلال التعاطف، أي من خلال الشعور بما يشعر به الوالد.

في هذا الإطار، يصبح التثاؤب المعدي أمرًا منطقيًا جدًا. إذا كان التثاؤب هو استعداد الدماغ لتغيير وشيك من حالة نشاط منخفض إلى نشاط مرتفع، فمن البديهي أن يكون الشخص حساسًا لحدوثه من حوله. عندما يتثاءب الوالد، يتثاءب الطفل تعاطفًا معه، لأن هذا يشير إلى أن شيئًا مهمًا على وشك الحدوث. غالبًا ما يكون هذا عند الانتقال إلى النوم أو الخروج منه، وهي لحظات قد يكون فيها الإنسان في أقصى حالات ضعفه.

بالنسبة للبشر والحيوانات الأوائل، كان الانتقال السريع من النوم إلى الحركة الفورية أمرًا حيويًا للبقاء. إذا رأى الطفل التثاؤب وتثاءب بشكل تعاطفي، فإنه يصبح أكثر استعدادًا لتعلم السلوكيات التي يتخذها والداه للبقاء على قيد الحياة في مواجهة هجوم محتمل. وبالمثل، عند تخيل مجموعة من الحيوانات أو البشر الأوائل يتثاءبون بصمت وهم يتربصون بفريستهم قبل لحظة الكمين الحاسمة. يصبح التثاؤب التعاطفي هنا بمنزلة إشارة جماعية، تحدد هذه اللحظة بوصفها لحظة حاسمة للتعلم والوعي المشترك. إنه سلوك غريزي يربط الجماعات بعضها ببعض على مستوى أعمق بكثير مما نتخيل.

هل التثاؤب علامة على السكتة الدماغية؟

قد يكون التثاؤب علامة على السكتة الدماغية. لكن هذا الأمر نادر، خاصة إذا لم تكن لدى الشخص أعراض أخرى مثل خدر أو ضعف في الوجه أو الذراع أو الساق، صعوبة في التحدث أو المشي أو الرؤية، إضافة إلى الدوخة، والصداع.

لماذا تدمع العينان عند التثاؤب؟

قد تدمع العينان لأن التثاؤب يسبب شدًا وتمددًا في عضلات الوجه، ما قد يؤثر في الغدد الدمعية، مسببًا الإدماع. قد يسبب التعب أيضًا جفاف العينين، ما يجعل العينين تدمعان في الوقت ذاته الذي يحدث فيه التثاؤب بسبب الشعور بالنعاس.

اقرأ أيضًا:

ما أسباب التثاؤب المفرط ؟ وما طرق علاجه؟

من المرجّح أنّك ستتثاءب كثيرًا أثناء قراءتك هذا المقال حول علم التثاؤب

ترجمة: حسن السعيد

تدقيق: نور حمود

المصادر: 1 2

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا