مرصد مينا
طور باحثون في معهد كوريا لبحوث العلوم البيولوجية والتقنية الحيوية تقنية علاجية مبتكرة تعتمد على أجسام نانوية فائقة الصغر قادرة على استهداف خلايا سرطان الرئة بدقة عالية، بما يقلّل من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي التقليدي ويفتح آفاقاً جديدة لعلاج هذا المرض القاتل.
ونُشرت نتائج الدراسة مؤخراً في دورية “انتقال الإشارات والمعالجة الموجّهة”.
ويُعدّ سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطان فتكاً على مستوى العالم، ويمثل سبباً رئيسياً للوفاة بين مرضى الأورام.
ويتميز بصعوبة اكتشافه في مراحله المبكرة، مما يؤدي غالباً إلى تشخيصه في مراحل متقدمة، إضافة إلى سرعة انتشاره وارتفاع احتمالية تكراره بعد العلاج.
تشمل العلاجات التقليدية الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي، إلا أن هذه الأساليب غالباً ما تؤثر على الخلايا السليمة أيضاً، مسببة آثاراً جانبية شديدة مثل تساقط الشعر والغثيان وتثبيط جهاز المناعة.
أما العلاج الجديد، فيعتمد على نوع متناهي الصغر من الأجسام المضادّة يُعرف باسم “الجسم النانوي A5″، الذي يقل حجمه بمقدار عشرة أضعاف عن الأجسام المضادّة التقليدية، مما يمكنه من التغلغل العميق داخل الأنسجة والوصول مباشرةً إلى الخلايا السرطانية دون التأثير في الخلايا السليمة.
وأظهرت الدراسة أن هذا العلاج قادر على التعرف بدقة على بروتين “155-سي دي” الموجود بكثرة في خلايا سرطان الرئة، ما يسمح باستهدافها حصرياً دون الإضرار بالخلايا السليمة.
لتعزيز فاعليته، طور الباحثون نسخة هجينة من الأجسام المضادّة أطلقوا عليها اسم “الجسم النانوي A5 – الكبسولة الدهنية – دوكسوروبيسين”، حيث دمجوا الأجسام النانوية مع كبسولات دهنية تحتوي على الدواء الكيميائي المضاد للسرطان “دوكسوروبيسين”.
ووفق الفريق البحثي، يُشبه هذا التصميم “هجوماً جوياً دقيقاً”، إذ يوجَّه الدواء مباشرةً إلى الخلايا السرطانية، مما يزيد كمية الدواء التي تصل إليها ثلاث مرات مقارنة بالعلاجات التقليدية، ويؤدي إلى موت الخلايا السرطانية بمعدلات مرتفعة، مع تقليل الأضرار على الخلايا السليمة والأعضاء الحيوية مثل الكبد والقلب والكلى، وهو ما يشير إلى مستوى عالٍ من الأمان.
كما أظهرت التجارب أن هذا العلاج يقلل قدرة الخلايا السرطانية على الانتشار والغزو بأكثر من 50%، وأظهرت الاختبارات على الحيوانات ونماذج خلايا مأخوذة من مرضى سرطان الرئة انخفاض حجم الأورام بنسبة تراوحت بين 70 و90%، مع زيادة ملحوظة في مؤشرات موت الخلايا السرطانية.
ويؤكد الباحثون أن نتائج الدراسة تقدم استراتيجية علاجية جديدة قادرة على استهداف الخلايا السرطانية بدقة وتوصيل الدواء بفاعلية، متوقعين أن يشكل هذا النهج منصة علاجية متعددة الاستخدام، ليس فقط لسرطان الرئة، بل أيضاً لأنواع أخرى من السرطان، بما يعزز مفهوم الطب الدقيق ويفتح آفاقاً واسعة لعلاجات مستقبلية أكثر أماناً وفعالية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.