في لحظة كان يفترض أن تكون بسيطة وجمالية، تحولت تجربة البلوغر المصرية كنزي مدبولي مع حَقْن الفيلر إلى كابوس صحي خطير.
ما بدأ كإجراء لتصحيح ميل طفيف في الأنف، انتهى بمضاعفات كادت تفقدها بصرها، وتغيّر ملامح وجهها بالكامل.
تجربتها التي عرضتها على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، حيث يتابعها أكثر من 4 ملايين متابع، لم تكن مجرد قصة شخصية، بل جرس إنذار يسلط الضوء على خطر حقن الفيلر في «مثلث الموت» بالوجه، تلك المنطقة الحساسة التي قد يحول أي تدخل فيها، ولو بسيط، الحياة إلى صراع مع التشوهات والعدوى والمضاعفات المميتة.

أزمة كنزي مدبولي بدأت بجلسة فيلر بسيطة

أثارت البلوغر كنزي مدبولي جدلاً واسعاً بعد نشرها مقطع فيديو عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تروي فيه تجربتها مع مضاعفات خطيرة أعقبت خضوعها لحقن فيلر في الحاجز الأنفي.
وأوضحت أن الإجراء التجميلي، الذي كان يهدف لتصحيح ميل بسيط في الأنف، سرعان ما تحول إلى مشكلة صحية معقدة تسببت في تشوهات بالأنف والعظام المحيطة وهددت العصب البصري.

بعد أزمة كنزي مدبولي..ما هو مثلث الخطر في الوجه

يُعرف مثلث الخطر في الوجه بأنه المنطقة المحيطة بالأنف والفم والممتدة حتى زوايا الشفتين.
وتكمن خطورته في ارتباطه المباشر بالجيب الكهفي في قاعدة الجمجمة، حيث تمر فيه أوعية دموية حيوية متصلة بالدماغ.
داخل الجيب الكهفي توجد بعض الأعضاء الأساسية مثل:
• الأعصاب البصرية المسؤولة عن الرؤية.
• الغدة النخامية التي تتحكم في إفراز الهرمونات.
وعند وصول عدوى إلى هذه المنطقة، قد تحدث حالة خطيرة تُعرف باسم تخثر الجيب الكهفي (CST)، وهي من أخطر المضاعفات التي تهدد الحياة، لأنها قد تؤثر في وظائف الدماغ والجسم.

مضاعفات محتملة لعدوى مثلث الخطر

تخثر الجيب الكهفي قد يقود إلى مشكلات صحية خطيرة، أبرزها:
• خراج دماغي (تورم مليء بالقيح داخل المخ).
• عدوى في الدماغ.
• شلل بعض عضلات العين نتيجة تلف الأعصاب الوجهية.
• التهاب السحايا.
• التهاب رئوي.
• انسدادات (جلطات دم مصابة بالعدوى في مجرى الدم).
• سكتة دماغية.
وعلى الرغم من أن هذه الحالة كانت قاتلة في الماضي، فإن المضادات الحيوية اليوم قد تساعد على إنقاذ المريض إذا شُخصت مبكراً، ولكنها تسبب معاناة وألاماً مبرحة بحسب ما وصفته كنزي مدبولي.

ما هو الفيلر؟

الفيلر أو حشوات الجلد عبارة عن مواد شبه هلامية تُحقن تحت الجلد بهدف:
تعويض نقص الحجم.
نحت ملامح الوجه.
ملء التجاعيد.
تكبير الشفاه.
تحسين المظهر العام للوجه.
ويُعد حمض الهيالورونيك أكثر أنواع الفيلر شيوعاً، ويُستخدم في منتجات مثل جوفيديرم وريستيلان.
وما يميزه أنه مادة طبيعية وفعّالة، ويمكن عكس تأثيره بسهولة عبر إنزيم الهيالورونيداز.

أماكن شائعة لحقن الفيلر

يُستخدم الفيلر في عدة مناطق بالوجه، أبرزها:
الطيات الأنفية الشفوية.
منتصف الوجه (الخدود والوجنتين).
المنطقة أسفل الوجنتين.
الشفاه وخطوط الفم.
خطوط الماريونيت والتجاعيد حول الذقن.

الآثار الجانبية المحتملة لاستخدام الفيلر

بحسب حديث عاصم فرج، أستاذ الأمراض الجلدية والتجميل لصحيفة الوطن المصرية، معظم الآثار الجانبية للفيلر تكون خفيفة ومؤقتة وتختفي خلال أيام أو أسابيع، لكن قد تختلف حدتها حسب مكان الحقن وطبيعة الجسم.
وحذر من أن الفيلر يمكن أن يؤدى إلى شلل في أعصاب الوجه وربما العمى إذا انتقلت عدوى خلال الحقن للمخ.

الأعراض التي تستدعي القلق

هناك علامات مبكرة يجب الانتباه إليها، أبرزها:

• تورم أو احمرار في الوجه خاصة حول العينين والأنف.

• ألم أو حساسية في المنطقة المصابة.

•حمى وارتفاع في درجة الحرارة.

• صداع شديد أو تصلب في الرقبة.

• تغيّرات في الرؤية أو صعوبة في تحريك العين.⁠

أبرز المخاطر عند الحقن في مثلث الوجه

1- انسداد الأوعية الدموية: قد يؤدي إلى غرغرينا أو فقدان البصر

2- انتشار العدوى للدماغ: ما قد يسبب «تجلط الجيب الكهفي الإنتاني» مع أعراض خطيرة مثل تورم العين والصداع الشديد

3- تشوه دائم: نتيجة نخر الأنسجة أو تآكل عظام الأنف.

4- تأثير في العصب البصري: ما قد يؤدي إلى ضعف الرؤية أو العمى.

هل كانت حالة كنزي مدبولي إهمالاً طبياً؟

قصة كنزي مدبولي أثارت تساؤلات حول مدى مسؤولية الطبيب، وهو بالفعل يتحمل المسؤولية نظراً لأن:

• الحقن تم في منطقة معقدة بدلاً من اللجوء لإجراء طبي متخصص.

• تأخر التعامل مع العدوى ساهم في تفاقم المضاعفات.

⁠نصائح طبية لتجنب الكارثة

• يجب أن يجري الحقن طبيب تجميل متخصص وعلى دراية كاملة بتشريح الوجه.
• الاعتماد على كانيولا بدلاً من الإبر الحادة عند الإمكان.
• التأكد من مصدر الفيلر وتعقيم الأدوات.
• مراجعة الطبيب فوراً عند ظهور أعراض مثل: ألم شديد، تورم مفاجئ، تغير لون الجلد، أو ضبابية الرؤية.
• تجنب عصر البثور أو التنظيف العنيف في منطقة مثلث الوجه.