كشف تقرير جديد صادر عن مركز الذكاء الاصطناعي والمجتمع بجامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية، أن أغلبية طلاب الجامعات يلجؤون إلى أدوات الذكاء الاصطناعي؛ مثل «تشات جي بي تي»، للحصول على حلول سريعة، بدلاً من استخدامها لتعميق الفهم أو دعم عملية التعلم.
وأوضح التقرير الذي استند إلى استطلاعات متعددة ودراسات ميدانية، أن سلوك الطلاب يتأثر بشكل كبير بتوجيه الأساتذة، حيث يلعب أعضاء هيئة التدريس دوراً حاسماً في توجيه استخدام الذكاء الاصطناعي نحو أهداف تعليمية أعمق.
وأظهرت نتائج استطلاع شمل 1000 طالب جامعي في الولايات المتحدة، أن معظمهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي لأغراض «مساعدة تنفيذية»؛ أي اختصار المهام والحصول على إجابات سريعة. وفي المقابل، فإن الاستخدام «العملي» والذي يشمل توضيح المفاهيم، وبناء المهارات، ودعم التعلم الذاتي كان أقل شيوعاً، لكنه أكثر فاعلية عند دمجه بتوجيه أكاديمي واضح.
وأكد الباحثون أن توجيه الطلاب من قبل أعضاء هيئة التدريس هو عامل رئيسي في تحويل استخدام الذكاء الاصطناعي من أداة راحة إلى أداة تعليم.
وقال د. ستيفن أغيلار، الأستاذ المشارك في كلية روسييه للتربية: «ما يهم الآن هو ما إذا كنا نستخدم الذكاء الاصطناعي لتعميق التعلم أم لتجنبه».
وتضمن التقرير أيضاً استطلاعاً عالمياً شمل 1505 معلمين من 4 دول؛ هي: (الولايات المتحدة، الهند، كولومبيا، والفلبين)، وأبدى معظمهم تفاؤلاً حذراً تجاه الذكاء الاصطناعي في التعليم. وأشار 72% من مستخدمي الذكاء الاصطناعي إلى أنه يُبسط المهام الروتينية، و73% رأوا أنه يُحسن نتائج الطلاب، و69% اعتقدوا أنه يتيح تعلماً أكثر تخصيصاً. ومع ذلك، عبّر عدد كبير من المشاركين عن قلقهم من الانتحال وتراجع الإبداع وغياب الدعم المؤسسي.
واختبر الباحثون أداة ذكاء اصطناعي تعليمية جديدة تدعى «ABE»، تهدف إلى تحسين مهارات الكتابة من خلال أنشطة موجهة؛ مثل تعزيز الحجج واستكشاف الآراء المضادة. أظهرت النتائج أن الطلاب استخدموا الأداة لتوسيع أفكارهم بدلاً من الاعتماد عليها لإنشاء محتوى كامل.
قال الدكتور ويليام سوارتوت، المدير المشارك للمركز: «إذا استُخدمت بالشكل الصحيح، يمكن لأدوات مثل ABE أن تعزز مهارات التفكير النقدي بدلاً من أن تحل مكانها».