شهدت العاصمة التايلندية بانكوك، صباح الأربعاء 24 سبتمبر الجاري، حادثاً مرعباً بعد انهيار طريق رئيسي في حي دوسيت، ما أدى إلى تشكل حفرة عملاقة ابتلعت جزءاً من الشارع وأثارت حالة ذعر بين السكان.

وامتد الطريق المنهار على أربعة مسارات، حيث مر أمام مستشفى باجيرا الجامعي ومبنى الشرطة، وهما منشأتان حيويتان في قلب الحي، لكن اللقطة المثيرة للجدل كانت نجاة شاحنة بشكل غريب من كل ما حدث حولها.

لحظات انهيار الطريق في بانكوك

انخفض مستوى الطريق بشكل مفاجئ، ليكشف عن حفرة بلغ عرضها 30 متراً ومساحتها نحو 900 متر مربع، فيما قدر عمقها بعشرات الأمتار.

وأظهرت مقاطع فيديو تداولها السكان عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ لحظة انهيار الطريق وهروب المارة، وسقوط أعمدة الكهرباء داخل الحفرة واشتعال شرر كثيف من الأسلاك المقطوعة.

الشاحنة تنجو رغم الكارثة

تحدث العديد من رواد منصات التواصل الاجتماعي عن مقطع فيديو وثق لحظات انهيار الطريق، حيث بدأ الأسفلت يتساقط بشكل مرعب، فيما وقفت شاحنة على جانب الطريق، دون أن تتضرر.

وتواصل الانهيار الأرضي، وسقط الأسفلت أمام مقدمة الشاحنة، التي حافظت على ثباتها، وظلت في مكانها، بينما كان كل شيء ينهار، لتخرج سليمة دون أي خدش.

مركبات غارقة وبنية تحتية منهارة

سقطت ثلاث مركبات في الحفرة، بينها شاحنة كانت متوقفة لحظة الانهيار، وتدفقت كميات كبيرة من المياه بعد تمزق أنابيب المياه الرئيسية، ما أدى إلى غمر جزء من الطريق.

كما انهارت أجزاء من الأرض تحت مستشفى باجيرا، إلا أن السلطات طمأنت السكان بأن الأعمدة الخرسانية للمبنى ما تزال سليمة وأن المستشفى آمن في الوقت الحالي.

شرطة بانكوك في خطر

أكدت تقارير هندسية أولية أن الوضع أصبح أكثر خطورة بالنسبة لمبنى الشرطة القريب من الانهيار، بعد تعرض أساساته لتصدعات خطيرة، ما يجعله في حالة غير مستقرة.

وأعلنت السلطات إخلاء المستشفى ومبنى الشرطة بشكل عاجل ونقل المرضى والموظفين إلى مواقع بديلة.

تعليق الخدمات في منطقة الانهيار

قال رئيس بلدية بانكوك تشاتشاي سيثيبان إن الحفرة ربما تكون ناجمة عن أعمال حفر مترو الأنفاق الجارية في المنطقة، وأوضح: «نحقق في ارتباط الحادث بأعمال الحفر، ونسابق الزمن لإصلاح الأضرار قبل هطول الأمطار الغزيرة المتوقعة خلال موسم الأمطار الحالي».

وحذر رئيس البلدية من استمرار الأمطار الذي قد يؤدي إلى توسع الانهيار وتهديد مزيد من المباني، مشدداً على سلامة السكان، وقال: «لم نسجل أي إصابات بشرية حتى الآن، لكن الأضرار المادية كبيرة».

وأضاف سيثيبان أن فرق الطوارئ أغلقت الشوارع المؤدية إلى الموقع وفرضت طوقاً أمنياً حول الحفرة، تزامناً مع إعلان إدارة المستشفى تعليق خدمات العيادات الخارجية لمدة يومين لحين استقرار الوضع وضمان سلامة المباني.

وانقطعت خدمة الكهرباء والمياه عن المنطقة بعد تضرر الشبكات الأرضية بفعل الانهيار، وظهرت مشاهد لتسرب المياه من باطن الأرض بكثافة، بينما عملت فرق الصيانة على عزل الخطوط ووقف التدفق لتفادي فيضانات أكبر، كما جرى إيقاف التيار الكهربائي كإجراء احترازي بعد سقوط الأعمدة وانكشاف الأسلاك.