منوعات / صحيفة الخليج

صدمات الطفولة وتأثيرها في الكبر

د. مايا الهواري

الإنسان بطبعه طفل صغير مهما كبر في السن، ويتأثر في كبره بكل ما حصل له أثناء طفولته، ذلك أن اللاوعي عند الطفل يتأسس لديه في سن الثامنة، بينما الذكاء العاطفي يتأسس في السنوات الخمس الأولى من عمره، كما أن الإنسان ليس كباقي المخلوقات التي تعتمد على نفسها فور ولادتها، بل إنه يحتاج لمن يعتني به، كاعتناء الوالدين، حيث يتعلم الطفل منهما العلاقات ومفهومها، الأب والأم، الزوج والزوجة، الرجل والمرأة، وذلك من خلال عين الطفل التي تعمل كالكاميرا، ترصد كل ما تراه وتخزنه، فإن رأى الطفل عنفاً في صغره أو حباً فسيبقى أثر هذا العنف أو الحب معه عندما يكبر، كذلك عاطفة المحبة سترتبط عنده بالأمان، فمن تربى على العنف في صغره يجب عليه أن يعطي الآخرين حباً عندما يكبر، وإن كان غير ذلك فينبغي أن يعدل من نفسه بالذكاء العاطفي والنظر للنفس من الداخل والتحسين منها ومواجهة الأمور التي يخاف منها ومواجهتها وإصلاحها، فهي معتقدات مزروعة داخله على أنها صحيحة، وتبين الآن عدم صحتها، فالشخص الحزين عندما يحاول أن يفرح لا يستطيع الخروج من حالة الحزن لديه، فيجب عليه العمل على مواجهة نفسه والعمل على التغيير، وأن يأخذ وقتاً كافياً، فلا شيء يحدث فجأة وبسرعة، ومن هنا لا بد من توفير الحياة الصحيحة الكريمة للأبناء، لأنهم أجيال المستقبل، فالأسرة المحبة لأفرادها يسودها التفاهم والتعاون والاحترام، وستؤدي لإنشاء جيل واع، مثقف، واثق من نفسه، على عكس الأسر التي يملؤها الحقد والمشاكل، فيغدو أفرادها أشخاصاً غير طبيعيين ومرضى نفسيين، وما أكثر مشاكل الطلاق التي تتسبب بإخراج جيل متأثر نفسياً فيما عاشه في صغره في أسرة مفككة والخوف أن ينقل ذلك لأسرته المستقبلية.
نستنتج مما سبق أن الطفل صفحة بيضاء ينبغي أن نكتب فيها كل شيء جميل حتى ينعكس ذلك في كبره، ويؤسس أسرة ناجحة، وبالتالي مجتمعاً مزدهراً.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا