الشارقة: سارة المزروعي

العصفر، يُعرف في بعض المناطق باسم «الشوران» ويُسمّى أيضاً «القرطم»، هو نبات سنوي مزهر ينتمي إلى الفصيلة النجمية وهي واحدة من أكبر العائلات النباتية في العالم وتضم آلاف الأنواع المنتشرة في مختلف القارات، من بينها دوار الشمس والبابونج والأقحوان، تمتاز نباتات هذه الفصيلة بأزهارها المركبة التي تتألف من تجمعات صغيرة تبدو وكأنها زهرة واحدة متكاملة.
يتميز العصفر تحديداً بأزهاره البرتقالية أو الحمراء الزاهية التي تمنحه طابعاً جمالياً خاصاً ورغم تشابهه اللوني مع الزعفران، فإنه يختلف عنه تماماً في النوع والقيمة ويُرجَّح أن موطنه الأصلي يقع بين الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية، قبل أن ينتشر عبر العصور إلى آسيا وأفريقيا وأوروبا، ويصل ارتفاعه إلى ما بين 30 و150 سم، ليزين الحقول بألوانه الدافئة.

الاستخدامات التقليدية

منذ قرون، ارتبط العصفر بعادات وتقاليد متنوعة جمعت بين النكهة واللون والعلاج، فقد عُرفت أزهاره المجففة كصبغة طبيعية تضفي على الأطعمة درجات صفراء أو برتقالية مشرقة، دون أن تغيّر طعمها بشكل كبيروفي المطابخ العربية والآسيوية، يضاف إلى الأرز والشوربات وبعض الأطباق ليمنحها مظهراً غنياً ومذاقاً مميزاً.
وخارج المطبخ، استُخدم العصفر في الطب الشعبي على هيئة منقوع أو زيت للتخفيف من بعض الأعراض مثل ارتفاع ضغط الدم أو آلام الجسم، رغم أن الدراسات العلمية ما تزال محدودة بشأن إثبات هذه الفوائد، كما كان له حضور في مجال الحِرف اليدوية، حيث استُخدم في صبغ الأقمشة بدرجات دافئة وفي بعض الممارسات الشعبية كان يُحضّر كمشروب لتهدئة التوتر أو الخوف.

فوائد الزيت

تُعد بذور العصفر مصدراً لزيت نباتي غني بالأحماض الدهنية غير المشبعة، مثل حمض اللينوليك، ما يجعله خياراً صحياً في الطهي والسلطات ويشكّل زيت العصفر عنصراً أساسياً في منتجات العناية بالبشرة، إذ يمنح الجلد ترطيبًا عميقًا ويحافظ على نعومته ومرونته، كما يساعد على الحد من البثور وتخفيف الالتهابات بفضل خصائصه المقاومة للبكتيريا ويمكن استخدامه موضعياً عبر مزجه مع زيوت طبيعية أخرى وتطبيقه على الوجه أو الجسم، إضافةً إلى احتوائه على فيتامين (ه) المضاد للأكسدة، الذي يسهم في تهدئة البشرة وحمايتها من أضرار أشعة الشمس.
ورغم الفوائد المتعددة للعصفر، يُنصح بالاستهلاك المعتدل له، وتجنّب استخدامه كعلاج دون استشارة مختص، خصوصاً لمن يعانون مشكلات صحية.
وعلى الصعيد الغذائي، تحتوي بذور العصفر على مضادات أكسدة وأحماض دهنية صحية، بينما يضم الزعفران مركبات فعالة مثل الكروسين والبيكروكروسين التي تمنحه خصائصه الصحية المميزة.