عاشت الإسبانية، ماريا برانياس موريرا حياة هادئة وبسيطة، أحبت الزبادي، والحدائق، والمشي، والكتب، والعزف على البيانو، ومجالسة أصدقائها وكلابها. لكنها حققت ما هو أبعد من ذلك، إذ وصلت إلى 117 عاماً، وظلت بصحة جيدة نسبياً حتى وفاتها عام 2024، لتصبح أكبر معمّرة في العالم.
دراسة علمية تبحث في سر طول عمرها
في دراسة نشرت في مجلة Cell Reports Medicine، قام باحثون من جامعة برشلونة بفحص شامل لجينات موريرا، وجهازها المناعي، والخلايا، والميكروبيوم، والنظام الغذائي، والعلامات الحيوية، بل وحتى نمط حياتها.
وتمت مقارنتها بأشخاص آخرين من مختلف الأعمار، للكشف عن أسرار طول عمرها المذهل.
فازت «باليانصيب الجيني»
أظهرت النتائج أن موريرا امتلكت تركيبة جينية نادرة ساعدتها على العيش طويلاً.
فقد حملت متغيرات جينية مسؤولة عن:
-إصلاح الحمض النووي.
-التخلص من الخلايا التالفة.
-مكافحة الالتهابات.
-تعزيز قوة الميتوكوندريا (محركات الطاقة في الخلايا).
كما اكتشف العلماء سبعة متغيرات جينية جديدة لم يسبق ربطها بطول العمر من قبل. والأهم أنها لم تحمل أي جينات تزيد مخاطر أمراض شائعة مثل السرطان، الزهايمر أو السكري، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».
جهاز مناعي «كفء» وأمعاء سليمة
لم يكن السر في الجينات فقط، بل أيضاً في جهازها المناعي، حيث احتفظت بمستويات قوية من الخلايا التائية (T-cells)، المسؤولة عن تذكر مسببات الأمراض ومحاربتها.
حتى أنها تجاوزت الإصابة بكوفيد-19 وهي في عمر متقدم جداً.
كما أظهر تحليل أمعائها أن ميكروبيومها غني ببكتيريا مفيدة تنتج مواد تقلل الالتهاب وتدعم المناعة.
جعلت هذه التوليفة، جهازها المناعي فعالاً ومتوازناً دون أن يهاجم جسدها، كما يحدث غالباً مع كبار السن.
عاشت 117 عاماً..ما الذي يمكننا فعله؟
يرى الباحثون أن تجربة موريرا التي عاشت حتى 117 عاماً بصحة جيدة، تقدم لنا دروساً مهمة:
-الاعتدال في الأكل واتباع نظام متوازن.
-النشاط البدني المستمر.
-بناء روابط اجتماعية قوية.
-الحفاظ على صحة الأمعاء والمناعة.
لكنهم يؤكدون أن الحظ الجيني لعب دوراً رئيسياً لا يمكن تجاهله. بينما أكدوا أيضاً أن موريرا حظت بحياة اجتماعية سوية، وحرصت على مقاومة الضغوط بقضاء وقت لطيف مع أصدقائها وعائلتها.
النظام الغذائي لموريرا: بسيط لكنه قوي
تناولت موريرا في آخر 10 سنوات من حياتها 3 عبوات زبادي يومياً. واعتمدت على النظام المتوسطي والذي يشمل: الكثير من السمك أسبوعياً، الطهي بزيت الزيتون، وتناول الفواكه.
أكلت بكميات صغيرة، وأكثر من 4 وجبات يومياً.
واصلت المشي والعناية بحديقتها حتى سنواتها الأخيرة.
وقد ساعدها هذا الأسلوب على الحفاظ على معدلات مثالية للكوليسترول وسكر الدم، حتى بدا عمرها البيولوجي أصغر بـ 23 عاماً من عمرها الحقيقي.
الشيخوخة لا تعني المرض بالضرورة
قال البروفيسور مانيل إستيلر، قائد الدراسة، إن أهم ما كشفت عنه حالة موريرا هو أن التقدم في العمر لا يعني حتمية الإصابة بالأمراض الخطرة.
وأوضح أنها بالرغم من وصولها لعمر 117 عاماً، إلا أنها لم تعانِ من أمراض مزمنة أو قاتلة، وظلت نشيطة حتى النهاية تهتم بزهورها وحديقتها بل وتخدم نفسها أيضاً دون مساعدة من أحد، حين توفيت بسلام أثناء نومها في أغسطس 2024.
المزيد من الدراسات مطلوبة
يشير خبراء آخرون إلى أن موريرا حالة فردية، ولا يمكن الاعتماد عليها وحدها لفهم أسرار طول العمر.
لذلك تتواصل أبحاث «مشروع جينات طول العمر» وغيره من الدراسات العالمية لفك لغز الشيخوخة وإيجاد طرق علمية تساعد البشر على العيش حياة أطول وأكثر صحة.
من هي ماريا برانياس موريرا؟
ولدت في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة عام 1907.
وانتقلت مع عائلتها إلى إسبانيا وهي في الثامنة، وعاشت في كتالونيا بقية حياتها.
توفيت في 19 أغسطس 2024، عن عمر 117 عاماً، وهي بكامل وعيها وصحتها الجسدية.
وبحسب الباحثون: «المعمّرون بهذا العمر نادرون للغاية، وحين علمنا بوجودها قربنا، كان لا بد أن نتعلم منها كل ما يمكن، وقد عاشت نحو 40 عاماً أكثر من متوسط أعمار النساء».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.