منوعات / صحيفة الخليج

«الكرشيف» تحمي التراث في سيوة المصرية

تحتل قرى واحة سيوة الشهيرة في الصحراء الغربية لمصر، صدارة قائمة القرى البيئية بالبلاد، لما تتميز به من هوية بصرية تعكس الشخصية المميزة لسكان تلك الواحة الهادئة القابعة في عمق الصحراء، والتي لم تلوثها المدنية على مر السنين.
يعتمد أهالي سيوة في بناء منازلهم، على الطريقة التقليدية في البناء، والتي تعتمد بدورها على «الكرشيف» وهي تلك المادة الطينية المستخرجة من تربة الواحة، التي تتميز بارتفاع نسب الملح بها، وقد تميزت الواحة باستخدام تلك المادة دون غيرها في البناء، ما أدى إلى الحفاظ على الطابع المعماري والتراثي لمئات البيوت المنتشرة في قرو الواحة، التي تتوحد فيها الرؤية البصرية، حتى يخيل للزائر أنه أمام منزل واحد كبير.
تتميز بيوت القرى في سيوة بنمط البناء الذي لا يزيد على طابقين، وهو السمة الغالبة في تلك القرى، رغم لجوء البعض إلى تشييد بعض المباني بمواد البناء الحديثة، مع الالتزام بتنفيذ واجهاتها على نفس النسق المعماري باستخدام مادة «الكرشيف»، والالتزام أيضاً بألا يزيد ارتفاع البيت على طابقين، ويقول محمد عمران، وهو أحد مسؤولي جمعية سيوة لتنمية المجتمع وحماية ، إن سبب اختيار أهالي سيوة لمادة الكرشيف، يرجع إلى حرصهم على تراث الأجداد، فضلاً عن تميزها بخصائص تتناسب والبيئة المحيطة، وتتعاطى بقوة مع العوامل الجوية والمناخ الحار صيفاً والدافئ شتاء، حيث تحافظ المواد المستخدمة في البناء على درجة حرارة المبنى طوال فصول العام.
يجلب سكان سيوة مادة الكرشيف المستخدمة في بناء البيوت، من البحيرات الملحية التي تنتشر في الواحة، أو الطبقة القشرية للأراضي غير المستصلحة فيها، وهي مزيج من الملح والطين، وقد حرصت العديد من المنتجعات والفنادق السياحية على البناء بتلك المادة، وتصميم أبنيتها بالطابع المحلي، وهو ما اتجهت إليه العديد من المنشآت الحكومية في الواحة، كما تم استخدامها أيضاً في ترميم العديد من المواقع الأثرية، مثل قلعة شالي القديمة، وإعادة تأهيل المسجد العتيق، وسور حصن شالي وغيرها من المباني الأثرية، وعلى رأسها قلعة شالي القديمة التي تقع وسط الواحة، وتمتد على مساحة 10 أفدنة، وقد استغرقت أعمال ترميمها نحو اربع سنوات، تضمنت إزالة الأنقاض المتهالكة من المنازل القديمة بالقلعة، وفتح الشوارع والأزقة والممرات، واستكمال المنازل والمباني المتهدمة، باستخدام الكرشيف.
وتعد شالي من أهم المواقع الأثرية الإسلامية بالصحراء الغربية، ويعود تاريخ إنشائها إلى 1203 ميلادية، وقد ظلت مأهولة بالسكان حتى بدايات القرن الماضي، قبل أن تتسبب أمطار غزيرة في تهدم معظم مبانيها، ما دفع السكان إلى مغادرتها، وبناء بيوت جديدة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا