تختلف عادات وأطباق الإفطار ووجبة الصباح حول العالم، وتتخذ أشكالاً متنوعة.
من بينها النكهات التراثية، والأصناف التقليدية، كما تختلف عادات الفطور من منطقة إلى أخرى داخل البلد الواحد.
وفي ما يلي مجموعة من عادات الإفطار في العديد من الدول.

الإمارات

في الإمارات يحضر الفطور كجزء يومي غني بالنكهات التراثية، حيث تبدأ المائدة غالباً بأصناف الخبز التقليدي مثل الرقاق أو الخمير أو الجباب، والتي تُقدَّم مع دبس التمر أو السمن أو الجبن والعسل ويُعد الشاي بالحليب «الكرك» ركناً أساسياً في هذه الطقوس الصباحية، إلى جانب القهوة العربية الممزوجة بالهيل والزعفران والتي تُقدَّم عادةً مع التمر، وتتنوع المائدة من بيت إلى آخر، فبينما يفضل البعض الأطباق الشعبية الدافئة مثل النخي والدانجو، يحرص آخرون على تناول البلاليط مع البيض في وجبة الفطور.

تركيا

في تركيا يشكّل الفطور الصباحي لوحة غنية بالألوان والنكهات، فهو لا يقتصر على طبق واحد بل يُقدَّم على هيئة مائدة عامرة تُعرف باسم «كاهفالتي»، ومن أبرز مكوناته البيض المطهو مع السجق، وهو عنصر أساسي يحضر في أغلب البيوت وتتنوع الأطباق الأخرى بين أصناف الخضراوات الطازجة مثل الطماطم، الخيار، الفلفل البارد وأوراق النعناع، إضافة إلى أطباق القشطة الممزوجة بالعسل، ومجموعة واسعة من الأجبان في مقدمتها جبن «كاشار» الغني بالمذاق. كما تحضر المربيات المنزلية كجزء أصيل من المائدة، خاصة مربى الفراولة أو الخوخ. ولا يخلو الفطور التركي من السميت المرشوش بالسمسم، ولفائف البوريك المحشوة بالأجبان والأعشاب الورقية، إلى جانب الزيتون الأخضر والأسود، أما المشروب الذي يرافق هذه الطقوس بلا منازع فهو الشاي التركي الأحمر.

اليابان

في اليابان، تختلف عادات الفطور من منطقة إلى أخرى، إلا أن قاسماً مشتركاً يجمعها جميعاً وهو حضور الأرز كعنصر رئيسي على المائدة الصباحية، بجانبه غالباً ما يُقدَّم حساء الميسو الغني بالتوفو وأعشاب البحر الواكامي التي تكتسب عند الطهي لوناً أخضر شفافاً جذاباً كما ترافقه الخضروات المخللة الموسمية، وأحياناً البيض النيء الذي يُمزج مع الأرز الساخن ليمنحه قواماً ونكهة خاصة، ومن الأطباق التقليدية اللافتة في الصباح الياباني طبق «الناتّو»، وهو فول صويا مطهو ومخمَّر، يُعرف بمذاقه المميز وقيمته الغذائية العالية، ويُخلط عادة مع الأرز ليشكّل وجبة متكاملة.
ورغم تمسك الكثيرين بهذه المائدة التقليدية، يفضل بعض اليابانيين بداية يومهم بشوربة شعيرية السوبا المصنوعة من دقيق الحنطة السوداء، والتي يمكن أن تُقدَّم مع صلصة الصويا وشرائح التوفو المقلية، هذه الشعيرية لا تقتصر على الإفطار فقط، بل تُعد خياراً مناسباً لمختلف الوجبات، مما يعكس تنوع المطبخ الياباني بين الأصالة والمرونة في تلبية الأذواق المختلفة.

بريطانيا

في بريطانيا تحمل وجبة الصباح طابعاً مميزاً يعكس عراقة عاداتهم اليومية، إذ يُنظر إلى الفطور الإنجليزي على أنه طقس اجتماعي أكثر من كونه مجرد طعام، وتُعرف هذه المائدة بثرائها وتنوع مكوناتها، حيث تضم البيض بمختلف طرق تحضيره، وشرائح اللحم المقدد التي تُعد عنصراً ثابتاً، إلى جانب النقانق، والفاصوليا المطهوة في صلصة الطماطم، والفطر المقلي، والطماطم المشوية، فضلاً عن شرائح الخبز المحمصة التي تكمل المشهد ولا يكتمل الطبق من دون البطاطس التي تُقدَّم غالباً على هيئة «هاش براون».
وغالباً ما يكون هذا الفطور الدسم حاضراً في عطلات نهاية الأسبوع أو المناسبات الخاصة، بينما يكتفي كثير من البريطانيين خلال أيام العمل بخيارات أسرع وأخف مثل رقائق الحبوب مع الحليب، أو شرائح التوست المدهونة بالزبدة أو المربى، يرافقها فنجان من الشاي بالحليب وهو المشروب الأكثر شيوعاً أو كوب من القهوة السوداء، هكذا يتأرجح الصباح البريطاني بين فطور تقليدي متكامل يجسد الهوية الثقافية، وبين وجبات عملية تناسب وتيرة الحياة اليومية.

السودان

يحمل الإفطار السوداني تنوعاً يعكس البساطة والكرم في آن واحد، إذ تتصدر المائدة غالباً أطباق الفول المدمس، الذي يُعتبر وجبة رئيسية ومحببة، يرافقه الجبن والفلافل والبيض سواء كان مسلوقاً أو مقلياً، ولا تغيب الخضراوات الطازجة مثل الطماطم والخيار وأوراق الخضرة عن المائدة، لتمنحها توازناً خفيفاً ومنعشاً، أما المشروبات فتتنوع بين الشاي السادة المعروف محلياً بـ«السليماني»، والشاي بالحليب، بينما يفضل البعض القهوة السودانية الداكنة التي تُقدَّم حسب الرغبة، مع السكر أو من دونه بعد الإفطار.
وفي أيام مميزة مثل صباح الجمعة، يزداد الفطور السوداني غنىً بإضافة العصيدة أو «القراصة»، وهي من الأطباق التراثية التي تجمع أفراد العائلة حول مائدة واحدة.