منوعات / صحيفة الخليج

ابتكار زراعة كُلى دون التقيد بفصيلة الدم.. هل نشهد ثورة طبية جديدة؟

أعلن باحثون من جامعة كولومبيا البريطانية (UBC) أول عملية ناجحة لزراعة كُلية بشرية تم تحويلها من فصيلة دم A إلى الفصيلة O باستخدام تقنية إنزيمية متطورة، مما يمثل خطوة كبرى نحو تسريع عمليات زراعة الكُلى وإنقاذ حياة آلاف المرضى حول العالم.

التجربة الأولى على الإنسان: لا رفض مناعي

نُشرت النتائج في مجلة Nature Biomedical Engineering، حيث جرى زرع الكُلية المُحوّلة في متبرع ميت دماغياً بموافقة عائلته، وهو ما سمح للباحثين بمراقبة استجابة الجهاز المناعي من دون تعريض حياة إنسان للخطر.

• في أول يومين، عملت الكُلية بكفاءة من دون ظهور علامات على الرفض المناعي الحاد.

• في اليوم الثالث ظهرت بعض المؤشرات المناعية لفصيلة الدم الأصلية، مما أدى إلى رد فعل طفيف، لكنه كان أقل حدة بكثير من حالات عدم التطابق التقليدية.

من فكرة إلى اختراق طبي

بدأ العمل على هذا المشروع منذ أكثر من عقد، حيث ركّز الفريق بقيادة البروفيسور ستيفن ويذرز وجاياتشانداران كيزهاكّيداثو عام 2010، على إنتاج دم عبر إزالة السكريات أو ما يعرف علمياً بالمستضدات وهي التي تحدد فصائل الدم.

لكن المشكلة نفسها تنطبق على الأعضاء، إذ تغطي هذه السكريات الأوعية الدموية داخل الأعضاء، مما يدفع الجهاز المناعي لرفض أي عضو لا يتطابق مع فصيلة دم المريض.

أزمة فصيلة الدم O

• مرضى الفصيلة O، وهم أكثر من نصف قوائم انتظار زراعة الكُلى عالمياً، لا يمكنهم تلقي سوى كلى من فصيلة O.

• المفارقة أن هذه الكُلى تُعطى غالباً لمرضى آخرين، لأنها تعتبر «واسعة التوافق».

• النتيجة: مرضى الفصيلة O ينتظرون سنتين إلى أربع سنوات أطول من غيرهم وكثير منهم يموت قبل حصوله على كُلية مناسبة.

الحل: تغيير العضو لإنقاذ حياة الآلاف

تعتمد الطرق التقليدية للتغلب على عدم التوافق الدموي، على علاجات مكثفة لإزالة الأجسام المضادة وقمع المناعة، ولا تُطبق إلا مع متبرعين أحياء.

أما النهج الجديد فيُغيّر العضو نفسه عبر إزالة السكريات التي تحدد فصيلة الدم، مما يفتح الباب أمام:

• استخدام الأعضاء من المتبرعين المتوفين، حيث يكون الوقت حاسماً.

• تقليل مضاعفات ما بعد الزرع.

• تسريع عمليات الزرع وإنقاذ حياة المزيد من المرضى.

السر في الإنزيمات السحرية

في عام 2019، اكتشف فريق UBC إنزيمين فعالين قادرين على إزالة المستضدات من الدم بكفاءة عالية، مما يجعل تحويل فصيلة A إلى O ممكناً.

قال كيزهاكيداثو:«هذه الإنزيمات نشطة جداً، انتقائية للغاية وتعمل بتركيزات منخفضة جداً.. وهذا ما جعل الفكرة قابلة للتطبيق».

من الدم إلى الرئة ثم الكُلى

بعد نجاح التجارب على الدم، تمكّن فريق تورونتو عام 2022 من تحويل رئة كاملة.

وفي تعاون مع جامعة كامبريدج، اختبر الباحثون التقنية على كُلى خارج الجسم، لكن التحدي الحقيقي كان: هل يمكن لعضو مُحوّل أن يعمل داخل جسم الإنسان؟

الإجابة جاءت عام ، حين تم زرع كُلية مُحوّلة بنجاح في متبرع ميت دماغياً، وأظهرت النتائج أن العضو بدأ يتكيف مع الجهاز المناعي البشري.

آلية عمل التقنية

يشبه الأمر إزالة طلاء أحمر من سيارة ليظهر الطلاء الأساسي المحايد تحتها.

• المستضدات هي «بطاقات تعريف» تحدد الفصيلة.

• تعمل الإنزيمات مثل «مقص جزيئي» يقص هذه البطاقات، ليُخفي هوية العضو ويكشف فصيلة O.

الخطوة التالية هي الحصول على موافقة تنظيمية لإجراء تجارب سريرية وستتولى شركة ناشئة منبثقة عن الجامعة، Avivo Biomedical، تطوير هذه الإنزيمات للاستخدام في زراعة الأعضاء ونقل الدم.

وبحسب البروفيسور ويذرز: «هذا ما يحدث حين تترجم سنوات من البحث الأساسي إلى رعاية حقيقية للمرضى، إن رؤية اكتشافاتنا تقترب من التطبيق الواقعي هو ما يدفعنا للاستمرار.»

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.