بيروت: هيام السيد

طوني عيسى من الأسماء البارزة على الساحة الدرامية اللبنانية والعربية، يشارك حالياً في مسلسل «سلمى» من خلال شخصية «عادل»، الرجل الكريم والمعطاء الذي يقف إلى جانب البطلة سلمى وأولادها ويدافع عنهم ويدعمهم معنوياً ومادياً.. استطاع عيسى أن يلفت الأنظار بفضل حضوره القوي وأسلوبه الخاص في الأداء، يتميز بقدرته على تقمّص الشخصيات بشكل طبيعي بعيداً عن المبالغة، ويقدّم أدواره بصدق وعفوية تجعلان المشاهد ينجذب إلى تفاصيل الشخصية التي يؤديها..يجيد التنقل بين الأدوار، حيث لعب أدواراً رومانسية درامية، واجتماعية، وكذلك أدوار الشر حين يتطلب النص ذلك، وكان قادراً على إقناع الجمهور بكل دور منها.

* ما أكثر ما لفتك في شخصية «عادل» التي تجسدها في مسلسل «سلمى»؟

- ألعب دور الشاب الذي يتعاطف معه الناس، وهو كما يُقال «حمّال الأسية»، وهذا النوع من الرجال نادر الوجود وتتمناه أغلب النساء في حياتهن، لأنه يُحب بصدق ووفاء، وحتى أنه يقف إلى جانب سلمى المرأة التي لديها أطفال ويساعدها في الكثير من الأمور، وما جذبني إلى الدور هو أن هذا النوع من الشخصيات يلقى صدى لدى شريحة كبيرة جداً من الناس، وهذا ما يجعلني أشعر بالارتياح في عملي، لأنني أحب تجسيد أدوار مماثلة.

* هل ترى أن اختيار الممثلين موفق في المسلسل من الناحية العمرية؟

- هذا الموضوع من اختصاص شركة الإنتاج، والقيمون في الشركة هم من يقررون اختيار الممثلين. لكنني شخصياً لم ألحظ وجود مشكلة في الأعمار بهذا المسلسل.

* هل تشبهك شخصية عادل في بعض مواقفها وتفاصيلها؟

- نعم، شخصية عادل فيها جزء كبير مني، وفيها الكثير من الأصالة، لأنه يحترم المرأة ويدعمها، ويقدّر الظروف والناس.

* هل باتت الدراما المعرّبة جزءاً أساسياً في مسيرة الفنان وخصوصاً في سوريا ولبنان؟

- ليس بالضرورة أن يكون المسلسل المعرّب مجرد نسخ لعمل آخر، لأن الممثل يمنحه من طاقته وجهده. أنا شخصياً لم أشاهد سوى جزء صغير من المسلسل التركي الأصلي إطلاقاً، لكنني لم أتعمق فيه أو أتأثر به أو أستمد منه شيئاً، بل جسدت الشخصية بالطريقة التي وجدتها مناسبة. المسلسل المعرّب يحقق اليوم انتشاراً واسعاً جداً ومهماً، كما أنه يفتح آفاقاً جديدة وأبواباً كبيرة، ويوسّع من نطاق العمل.. الممثل بحاجة دائماً إلى وسيلة للتوسع والامتداد هو أساس الممثل والمسلسلات، كما أننا بحاجة للوصول إلى شريحة أكبر من الناس ليتابعونا أكثر، فنصبح أكثر شهرة، وترتفع الأجور، ويكبر عدد الجمهور.

* وبالنسبة للمشاهد؟

- ربما المشاهد الذي تابع النسخة التركية اليوم لديه فضول لمشاهدة النسخة العربية، لأنه يهمه متابعة ما يقدمه الممثل اللبناني والسوري، وماذا يعطيان، ثم يجري مقارنة بين الممثلين الأتراك والعرب، ويلمس مدى قدرة الممثل العربي على أداء أدوار كهذه.. هناك ممثلون كلما كانت مساحة دورهم أكبر أبدعوا أكثر.. وبكل تواضع، أنا واحد منهم.

* بالمقابل هناك ممثلون بمن فيهم بعض النجوم يؤدون أدوارهم بشكل سطحي؟

- هذا الأمر يخصهم، ولا رأي لي فيه وهم يعرفون كيف يبنون شخصياتهم وكيف يؤدونها. في النهاية، هناك اختبار وهناك علامات.

الدراما المعربة

* هل ترى أن الدراما المعربة زادت من رصيد بعض النجوم وأخذت من نجومية آخرين؟

- لا يوجد لدي فكرة عمن تراجع أو تقدم. أنا أتحدث عن نفسي، وأعتبر أن هذا النوع من الأعمال زاد من رصيدي.

* أيهما أهم بالنسبة للممثل: أن يظهر طوال العام في عمل تركي معرب أم أن يظهر يومياً في رمضان في مسلسل 30 حلقةً؟

- حالياً، على مستوى الانتشار الأسرع والأقوى، فإن هذا الأمر يتحقق من خلال المسلسل التركي المعرّب.

* وبالنسبة لأعمال رمضان؟

- لا شك في أنها مهمة جداً ولا يمكنني أن أفرق بينهما. لكن لن أخفي بأن العمل الرمضاني أقوى.

* مع أن عرض المسلسل المعرب يمتد لأشهر طويلة؟

- هذا صحيح، ولكن 30 حلقة مكثفة تعرض يومياً ومدعومة بقصة جيدة تعادل سنة كاملة. كما أن التحدي يكون أكبر بوجود عدد كبير من المسلسلات المنافسة ولذلك يجب أن يكون المسلسل على قدر المنافسة وأن تتوافر فيه عناصر اللعبة الدرامية لكي يكون في المقدمة.

* هل يمكن أن تشارك في دراما رمضان 2026؟

- نعم. ولكن لا يوجد شيء نهائي حتى الآن وعندما نتوصل إلى اتفاق فسوف أتحدث عنه.

الاهتمام بالغناء

* بالنسبة إلى الغناء، لماذا لم تبذل جهداً في هذا المجال؟

- لم تتح أمامي فرصة لدعم هذا الجانب من مسيرتي ولم تبادر أي من شركات الإنتاج لكي تتبناني فنياً وتدعم موهبتي منذ عام 2016. ثم استمر الوضع على هذا النحو واقتصر على إحيائي للحفلات خارج لبنان، وأنا أتمنى أن يتحسن الوضع لاحقاً، ولكنني لا أعطيه أهمية كبيرة حالياً.

* هل هذا يعني أن الغناء أصبح خلفك؟

- كلا، وقريباً سيسمع الناس أخباراً تتعلق بأعمال غنائية جديدة.