منوعات / صحيفة الخليج

«قطر قبل التاريخ» تطل من متحف الشارقة للآثار

*عائشة ديماس: نافذة فريدة على بدايات التاريخ الإنساني في المنطقة


في مشهد ثقافي جديد يعيد قراءة البدايات الأولى للإنسان في المنطقة، افتتح الشيخ ماجد بن سلطان بن صقر القاسمي، رئيس دائرة شؤون الضواحي في الشارقة، الاثنين، معرض «من الحجارة: أدوات صنعت عصور ما قبل التاريخ في قطر».
المعرض تنظمه هيئة الشارقة للمتاحف بمتحف الشارقة للآثار، بالتعاون مع متاحف قطر، وافتتح بحضور عائشة راشد ديماس، مدير عام الهيئة، وميساء سيف السويدي، مدير الهيئة، وحليمة حميد العويس، نائب رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وعيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، وممثلين عن القنصلية القطرية ومتاحف قطر، وعدد من المختصين في مجالات الآثار والثقافة.
ويقدم المعرض الذي يستمر حتى 30 إبريل/نيسان المقبل، مجموعة مختارة من الأدوات الحجرية التي شكلت ملامح حياة الإنسان في حقب ما قبل التاريخ في قطر، كاشفاً عن دورها في تطور الحضارة وسبل العيش وأساليب التكيف مع في تلك الأزمنة البعيدة.
وقالت عائشة راشد ديماس: «يمثل المعرض نافذة فريدة تطل على بدايات التاريخ الإنساني في المنطقة، وتعيد إحياء قصص الإنسان الأول من خلال أدواته الحجرية التي كانت شاهداً على تطوره وقدرته على التكيّف والإبداع. ومن خلال التعاون المثمر مع متاحف قطر، نسعى إلى تقديم تجربة علمية وثقافية تُظهر القواسم الحضارية المشتركة التي ربطت مجتمعات الخليج منذ آلاف السنين، وتعزز في الوقت ذاته رسالة الهيئة في صون التراث الإنساني وإيصاله للأجيال القادمة بوصفه ذاكرة حيّة تشهد على مسيرة التطور والابتكار عبر العصور».
ويفتح المعرض أبوابه أمام الزوار لاكتشاف كنوز أثرية فريدة تنقلهم إلى عصور ما قبل التاريخ؛ إذ تكشف القطع المعروضة ملامح الحياة الأولى للإنسان في الخليج العربي، فمن رؤوس السهام الدقيقة والمكاشط الصوانية التي استخدمت عبر مراحل متعددة من العصر الحجري، إلى الاكتشاف اللافت لقبر عثر فيه على جمل مدفون إلى جانب صاحبه يعود إلى القرون الأخيرة ما قبل الإسلام. وتقدم المجموعة المعروضة، وتقارب 110 قطع أثرية، تجربة استثنائية تكشف أسرار الماضي وتتيح الغوص في تفاصيل دقيقة من حياة الأسلاف.

محطة للاكتشاف


يشكل المعرض محطة فريدة للزوار والباحثين لاكتشاف التاريخ البشري في العصرين الحجري القديم والحديث والقرون الأخيرة قبل الإسلام في منطقة الخليج العربي، مسلطاً الضوء على الجهود العلمية لعلماء الآثار والمنقبين في قطر وما أسفرت عنه أبحاثهم من معطيات أساسية لفهم طبيعة الحياة الإنسانية في تلك الأزمنة السحيقة، بما يعمّق إدراكنا لمسار التطور الحضاري. وأعادت المكتشفات التي قام بها فريق التنقيب الدنماركي هناك في النصف الثاني من القرن العشرين تشكيل شكل الحياة في العصر الحجري الحديث من خلال مجموعات اللقى التي وُجدت على سطح الأرض وعمليات التنقيب التجريبية ووضعت جهودهم قطر على الخارطة الأثرية بصفتها موقعاً إقليمياً مهماً لفهم منطقة شبه الجزيرة العربية في عصور ما قبل التاريخ.
ويعزز هذا الحدث الدور الريادي لمتحف الشارقة للآثار في إظهار الإرث التاريخي لشبه الجزيرة العربية، من خلال إبراز مكتشفات ذات قيمة عالية توضح أنماط المعيشة قديماً، كما يتيح فرصة ثمينة أمام المهتمين والدارسين للاطلاع على أحدث نتائج التنقيبات في الشارقة والإمارات والمنطقة، في الوقت الذي يكرّس فيه روابط التعاون بين هيئة الشارقة للمتاحف ونظرائها في الخليج والعالم.

رسائل


لا يقتصر المعرض على عرض مقتنيات أثرية نادرة؛ بل يحمل رسائل أعمق تعكس الدور الحيوي للمتاحف في تعريف الأجيال بكنوز التاريخ وآثاره، وتؤكد الامتداد الحضاري والعلاقات التاريخية التي جمعت الشارقة بمحيطها منذ أقدم العصور. ويبرز المعرض الدور الجوهري لعلماء الآثار في كشف صفحات من الماضي لم ترد في المصادر التقليدية، ما يفتح آفاقاً جديدة لفهم تاريخ المنطقة بأبعاده الإنسانية والثقافية.

فعاليات


يرافق المعرض مجموعة من الفعاليات المصاحبة التي تهدف إلى إشراك الجمهور في تجربة تعليمية وتفاعلية شيقة تعزز ارتباطهم بمضمون المعرض وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة لفهم تاريخ الإنسان القديم. وتشمل هذه الفعاليات ندوة علمية متخصصة تسلط الضوء على تاريخ التنقيبات الأثرية في دولة قطر بمشاركة نخبة من الباحثين والمهتمين في مجال علم الآثار، إلى جانب ورشة تعليمية تتناول أساليب تصنيع الأدوات الصوانية في العصر الحجري، وذلك 16 نوفمبر/تشرين الثاني، بما يتيح تجربة معرفية ثرية تعمّق فهم الزوار لمراحل التطور الإنساني في عصور ما قبل التاريخ.

صون التراث


تأتي استضافة المعرض في إطار رؤية هيئة الشارقة للمتاحف الرامية إلى صون التراث الثقافي والتاريخي والتعريف به، من خلال تنظيم معارض نوعية وبرامج ثقافية تسهم في ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً رائداً في مجالات الثقافة والآثار، ومقصداً للباحثين والمهتمين والجمهور من مختلف الفئات. ويعكس المعرض حرص الهيئة على تعزيز حضور الإمارة الثقافي والحضاري، وإبراز التراث الإنساني العريق الذي يجمع دول الخليج العربي، عبر تسليط الضوء على القواسم الحضارية المشتركة التي امتدت جذورها منذ أقدم العصور.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا