الشارقة: سارة المزروعي
منذ اللحظة التي نفتح فيها أعيننا في الصباح، تبدأ الألوان في محادثتنا دون أن تنطق بكلمة، لون الجدار الذي نراه أولاً، ضوء الشمس المتسلل عبر الستائر، فنجان القهوة، وقطعة الملابس التي نختارها، جميعها تفاصيل صغيرة تصنع نغمة يومنا الأولى وتحدد مزاجنا دون أن نشعر.
اللون ليس مجرد مظهر بصري، بل لغة عاطفية تعبّر عن الشعور والانطباع والذوق، وتؤثر في سلوكنا أكثر مما نتصور، فحين نميل إلى الأحمر نحن نبحث عن الطاقة والشغف، وحين نختار الأزرق فإننا ننجذب إلى الصفاء والطمأنينة، أما الأصفر فيبعث على الفرح والتفاؤل، في حين يمنح الأخضر إحساساً بالراحة والاتزان ويذكّرنا بالطبيعة وتجددها.
الألوان الدافئة مثل درجات الأحمر والبرتقالي والذهبي تشبه ألوان أشجار الخريف، تبعث الدفء وتشعل الحيوية في المساحات الباردة، أما الألوان الباردة مثل الأزرق بدرجاته والأخضر الهادئ فتمنح إحساساً بالسكينة والانسيابية، تماماً كما يفعل مشهد البحر أو السماء عند الغروب.
عند اختيار الألوان في حياتنا اليومية، سواء في الملابس أو الديكور أو الأثاث أو حتى طلاء الأظافر، يمكن الاستعانة بدائرة الألوان، وهي وسيلة بصرية بسيطة تساعد على تنسيق الألوان بانسجام أو تباين حسب الرغبة، فالألوان المتقاربة فيها توحي بالهدوء والتجانس، بينما يُفضَّل استخدام الألوان المتقابلة لمن يرغب في إطلالة لافتة أو تصميم يجذب الأنظار.
وتشير دراسات في علم النفس اللوني إلى أن محيطنا الملوَّن يمكن أن يؤثر في المزاج والتركيز وحتى الشهية، فالألوان الدافئة تحفّز النشاط والطاقة، بينما تساعد الألوان الهادئة على خفض التوتر وتحسين النوم، ولهذا بدأت كثير من المدارس والمكاتب والمستشفيات في إعادة التفكير في ألوان جدرانها لتناسب طبيعة المكان والهدف منه.
وعلى الرغم من تعدد التدرجات والأطياف، تبقى الألوان الأساسية الثلاثة الأحمر والأصفر والأزرق، الأساس الذي تُشتق منه بقية الألوان، فمزج أي اثنين منها ينتج درجات جديدة تُستخدم في الطلاء والديكور والأزياء والإعلانات، وتشكل القاعدة الأولى لفهم الانسجام اللوني في التصميم والحياة اليومية.
أما في الاستخدام اليومي، فلم تعد الألوان مجرد تدرجات فنية، بل أداة مؤثرة في المزاج والانطباع العام، سواء في المكاتب أو المنازل أو حتى في الإعلانات التجارية، فاختيار اللون المناسب يعتمد على الوعي بتأثيره في العين والنفس، وطبيعة المكان والغرض منه، ما يجعل من عالم الألوان مجالاً واسعاً للتجريب والتعبير الشخصي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
