منوعات / صحيفة الخليج

«من المحارة إلى التاج».. احتفاء بـ 30 عاماً على افتتاح بيت النابودة

افتتحت هيئة الشارقة للمتاحف، معرض «من المحارة إلى التاج» التفاعلي، احتفاء بمرور 30 عاماً على افتتاح بيت النابودة، والذي يعد أحد أبرز المعالم التراثية في الشارقة، ويجسد تاريخ الإمارة العريق مع مهنة الغوص والبحث عن اللؤلؤ، وذلك بحضور ميساء سيف السويدي، مدير هيئة الشارقة للمتاحف، ود. هنادي السويدي، مدير مركز الشارقة لصعوبات التعلم، وخولة شريف الحواي، مدير مؤسسة أطفال الشارقة، ونورة علي الشامسي، نائب مدير مؤسسة أطفال الشارقة، وعدد من ممثلي المؤسسات التعليمية والمؤسسات المعنية بالطفل.


واستهل حفل الافتتاح بجولة تعريفية اصطحبت الحضور، ومن بينهم 45 طالباً من مدرسة الشارقة الأمريكية من طلبة الحلقتين الثانية والثالثة، في رحلة تفاعلية عبر الزمن تبدأ من أعماق البحر، حيث تتكوّن اللؤلؤة داخل المحارة، مروراً بمغامرات الغواصين على متن سفن «الجالبوت» التي كانت تبحر في مياه الخليج وعلى متنها ما بين 20 و45 رجلاً، بينهم غواصون مهمتهم البحث عن اللؤلؤ، وصولاً إلى «الطواش» الذي يقيّم اللؤلؤ ويزنه قبل أن يتحول إلى مجوهرات فاخرة.


ويقدّم المعرض تجربة بصرية وحسية متكاملة تمزج التعلم بالمتعة، ويتعرّف الزوار الصغار إلى كيفية تكوّن اللؤلؤ عبر إفراز طبقات متتالية من مادة لامعة تُعرف بـ«عرق اللؤلؤ» داخل المحارة، في محاكاة واقعية لتلك العملية الطبيعية النادرة. كما يسلّط المعرض الضوء على أنواع اللؤلؤ وبيئاته المختلفة، موضحاً أن أجود أنواعه، والمعروفة محلياً باسم «الجيون»، تتكوّن في المياه العميقة لسواحل الخليج العربي، خاصة في الشارقة ودبي وأبوظبي والبحرين وقطر والكويت، في حين تنمو أنواع أخرى في المياه العذبة حول العالم.


وحرصت هيئة الشارقة للمتاحف على تهيئة المعرض وفق أعلى معايير الشمولية، بحيث يُراعي احتياجات الأفراد ذوي الإعاقة؛ إذ تم تصميمه ليكون مناسباً لذوي الإعاقة الحركية والسمعية والذهنية، إلى جانب توفير تجربة لمسية تفاعلية مخصّصة لذوي الإعاقة البصرية، تُمكّنهم من استكشاف المقتنيات بطريقة حسّية تُثري تجربتهم المتحفية وتضمن لهم مشاركة فاعلة ومتكاملة.


ويبرز المعرض مجموعة من الأدوات التقليدية التي استخدمها الغواصون والطواشون مثل الموازين والمكاييل والدفاتر والسلال، إلى جانب مشاهد تحاكي رحلات الغوص ومغامرات البحّارة، واستعراض لخريطة «الهيرات» — وهي مواقع سرية يختبئ فيها اللؤلؤ — التي تُرشد إلى أماكنه في الخليج العربي، كما يتيح الحدث للزوار أداء دور «الطواش الصغير» والتفاعل مع المقتنيات البحرية التراثية، وارتداء مجوهرات الملوك والتقاط صور تذكارية، في تجربة تجمع بين الفن والمعرفة.

قصص واقعية

يستمر المعرض حتى 6 إبريل المقبل، ويتضمن برنامجاً مصاحباً يثري تجربة الحضور، من أبرز فعالياته جلسة حوارية بعنوان «اللؤلؤ في صياغة المجوهرات» تُقام الجمعة بمشاركة عدي الفردان، المؤسس والرئيس التنفيذي لعلامة عدي الفردان، الذي يستعرض أمام الحضور قصصاً واقعية حول تجارة اللؤلؤ وأثرها في تصميم المجوهرات الفاخرة، كما يشمل البرنامج فعالية تعليمية مجتمعية بعنوان «مرآة كنوز البحر» في 9 نوفمبر، إلى جانب ورشة عمل لصناعة أساور من اللؤلؤ تستهدف الأطفال والعائلات ضمن تجربة تعليمية تجمع بين الفن والتراث والابتكار.


وأكدت هيئة الشارقة للمتاحف أن تنظيم المعرض يأتي في إطار حرصها على الاحتفاء بمرور ثلاثة عقود على افتتاح بيت النابودة، الذي يمثل نموذجاً فريداً للبيوت التراثية في إمارة الشارقة. ومن خلال هذا المعرض التفاعلي، تسعى الهيئة إلى إعادة إحياء ذاكرة البحر وتاريخ الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، بهدف تعريف الأجيال الجديدة بتراث الأجداد وإبراز دور هذه المهنة في تشكيل الهوية الثقافية والاقتصادية لمجتمع .


ويُعد بيت النابودة، الذي شُيّد عام 1845، من أبرز المعالم التاريخية في الشارقة؛ إذ كان مقر إقامة التاجر عبيد بن عيسى بن علي بن ناصر الشامسي (النابودة)، أحد أشهر تجار اللؤلؤ في الإمارة قديماً. وبعد عمليات ترميم دقيقة، أُعيد افتتاحه كمتحف عام 1995، ثم أُعيد تأهيله مجدداً عام 2018 ليبقى شاهداً على ماضي الشارقة التجاري والاجتماعي.


ويضم المتحف مقتنيات نادرة توثّق تاريخ تجارة اللؤلؤ وأدواتها التقليدية مثل ميزان اللؤلؤ وأجهزة القياس، إلى جانب مرئية تسرد حياة التجار والغواصين وقيمة اللؤلؤ في المجتمع الإماراتي، ما يقدّم تجربة متكاملة تربط بين التراث الحي والمحتوى التعليمي الحديث.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا