بيروت: هيام السيد
حجز الممثل اللبناني نيقولا معوض لنفسه مكانة مميزة في الساحة الفنية العربية، وتحول من نجم محلي إلى اسم لامع في الدراما المصرية والعربية المشتركة، وصولاً إلى تجارب عالمية تركت بصمة واضحة في مسيرته..
بدأ مشواره عام 2012 من خلال مسلسل «زيرو فور»، وكان من أولى التجارب العربية المشتركة. غير أن الانطلاقة الحقيقية جاءت عام 2016 مع مسلسل «ونوس»، إلى جانب الفنان المصري يحيى الفخراني، حيث قدّم شخصية الشيخ فاروق، فلفت الأنظار بأدائه القوي، وأثبت قدرته على تجسيد أدوار صعبة ومعقدة.. رصيد معوض تنوّع بين الأعمال المصرية والعربية المشتركة، إلى جانب تجارب عالمية، وكلها تجارب أضافت إلى حضوره بعداً جديداً ورسّخت صـــورته كممثل عــربـي منفتح علـى أســـواق جديدة..
اليوم، يقف نيقولا معوض بين أبرز نجوم جيله الذين كسروا حدود المحلية، فمصر كانت بوابته إلى الانتشار العربي، بينما مهّد له الطموح والفرص المدروسة طريقاً نحو العالمية، ليصبح نموذجاً للممثل العربي الذي يوازن بين الموهبة، الاجتهاد، والقدرة على التنوع.
«سلمى» هو أحدث أعمالك المعربة، ما لفتك بالدور والقصة، وما هي شروطك للموافقة على عمل من هذا النوع؟
-أكثر ما لفتني في مسلسل «سلمى» هو أنني كنتُ أؤدي دورين في عمل واحد تقريباً، ولا يمكنني أن أقول أكثر حتى لا أُفصح عن أحداث المسلسل، لكن الناس سيشاهدون قريباً أنني كنتُ أؤدي شخصيتين وليس شخصية واحدة، وهذا أعتبره مادة دسمة لي كممثل. كذلك، فإن العمل مع MBC مغرٍ دائماً بالنسبة لي، سواء من خلال «ع الحلوة والمرة» مروراً بـ «الثمن» وصولاً إلى «سلمى».. وأنا سعيد جداً بالتعاون معهم لأنني أشعر دائماً بالراحة، وأنا من الأشخاص الذين يحبون تكرار العمل مع فريق يُشعره بالراحة. كما أنني أحب العمل في الدراما المُعرّبة، لأنني أجد القائمين عليها محترفين جداً، يعملون بانضباط وقوانين صارمة وكأننا في معسكر، وهذا الأسلوب يريحني ويجعلني سعيداً بالعمل.
يقال إن مواصفات النجومية تغيرت باعتمادها على عدد المتابعين في السوشيال ميديا ثم الموهبة.. مصر بوابة إلى الانتشار العربي؟
-بلا شك، النجومية تقوم على الشكل الجميل، لكن ليس بمعنى الجمال الظاهري بقدر ما هو بمعنى الكاريزما والحضور. ولا يمكن إنكار أن عدد متابعي وسائل التواصل الاجتماعي أصبح عاملاً أساسياً في اختيار النجوم، فالمنتج يبحث عن الأشخاص الذين لديهم قاعدة جماهيرية، لكن في النهاية لا يمكن لأحد أن يستمر إذا لم يكن لديه ما يقدّمه. المنتج قد يمنح البطولة لممثل لديه ملايين المتابعين، لكن إذا لم ينجح أو يثبت نفسه في أول عمل فلن يكمل، وأنا لست ضد هذا الأمر أبداً. صحيح أنني أكاديمي وخريج معهد فنون وأؤمن بالدراسة الأكاديمية، لكن لا يمكن إنكار وجود مواهب قد تنجح من دون دراسة، ويأتي بعد ذلك دورهم في صقل موهبتهم بالطريقة التي يرونها مناسبة. ولذلك أنا مع أن يُمنح الناس فرصة، لأن أحياناً هناك من لا يعرف أنه يجيد التمثيل، لكنه يتألق تحت إدارة جيدة. في النهاية، لا أحد يستمر إذا لم يكن يملك شيئاً يقدّمه.
أصبحت الدراما العربية والمشتركة تعتمد في عدد لا بأس به من نصوصها على القصص التي تسير بشكل متواز بين أحداث الماضي والحاضر، ما ميزة هذا النوع من الأعمال؟
-فكرة أن تسير القصص في خطين متوازيين ليست جديدة إطلاقاً، وإن كانت جديدة على الدراما العربية، فهي مستخدمة كثيراً في السينما منذ أفلام كونتن تارانتينو وحتى قبله. دائماً كنا نشاهد الماضي والحاضر يسيران بشكل متوازٍ من دون التزام تسلسل زمني تقليدي. بالنسبة لي هذا شيء جميل، خاصة أن الجمهور العربي اليوم أصبح أكثر وعياً، يشاهد أعمالاً عالمية وأصبح معتاداً على هذا النمط. والأهم أن هذا الأسلوب يكسر رتابة السرد التقليدي، خصوصاً في المسلسلات الطويلة ذات التسعين حلقة، لأنه يضيف «بهارات» للقصة ويمنحها بعداً مختلفاً إذا تم تنفيذه بشكل صحيح.
هل تعتبر نفسك نجماً عالمياً أم عربياً يحظى بحضور عالمي؟
-لم أعتبر نفسي يوماً نجماً عالمياً.. أنا ممثل لبناني عربي لديه تجارب عالمية، وأعتبر مصر بوابة إلى الانتشار العربي، ودائماً أنظر إلى نفسي بهذا الشكل حتى لو عملتُ في الخارج أو شاركتُ كعضو لجنة تحكيم في مهرجانات عالمية، وأنا لم أصنّف نفسي أبداً كممثل أو نجم عالمي.. طموحي عالمياً موجود بالتأكيد، مثل أي إنسان يطمح إلى الوصول للأبعد والأفضل، لكنني أؤمن بأن ما يعطيني إياه الله في الحياة أكثر مما أطمح إليه، وأنا راضٍ جداً بما وصلتُ إليه اليوم، وإن كنت، مثل أي إنسان، أطمح دائماً إلى المزيد.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
